mardi 21 avril 2020

هل اقتربت نهاية الملكية في المغرب؟

.

أين يوجد محمد السادس؟


 مند أن قررت الدولة المغربية فرض الحجر 
الصحي  على المواطنين و مند نزول الجيش و
 بكثافة لم يسبق لها مثيل في تاريخ البلاد، وإعلان حالة الطوارئ، لم يظهر ملك البلاد على شاشات التلفزة المغربية أو حتى العالمية

في حين أن كل ملوك ورؤساء العالم، من عرب وعجم، توجهوا لشعوبهم بخطابات نقلتها وسائل الإعلام الرسمية

بل أكثر من هدا، شاهدنا بأم أعيننا نزول الرئيس التونسي قيس سعيد للشارع وزياراته المتعددة لمرافق العمل التي يشتغل فيها التونسيون.

 كما شاهدنا ترأسه أكثر من مرة لمجلس الحكومة التونسية لتوجيه تعليماته للوزراء. ولم يفت الرئيس التونسي أن توجه لهؤلاء الوزراء بتعجيل إعادة التونسيين العالقين في الخارج لبلادهم

قام الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون من جهته بنفس الخطوات وشرعت الجزائر مند نهاية الأسبوع الماضي بترحيل الجزائريين المزدوجي الجنسية الى أماكن إقامتهم بفرنسا والعمل على استرجاع الجزائريين العالقين بالخارج الى أرضهم ودويهم

  حتى النظام السعودي قام البارحة بترحيل مواطنيه العالقين بالمغرب عبر رحلات جوية تكفلت المملكة القرشية بمصاريفها 

الديكتاتور السيسي بدوره ظهر للكثير من المرات على شاشات التلفزة المصرية وتوجه بخطابات أراد من خلالها طمأنة المصريين وإيهامهم بأن الدولة العسكرية تسيطر على الوضع 

ناهيك عن رؤساء البلدان الغربية ككندا وبريطانيا وأمريكا وكل الدول الاروبية الدين يبدلون كل ما في وسعهم لطمأنة شعوبهم وتزويدهم بالمعلومات المتعلقة بتفشي فيروس كورونا

في هدا الوقت ومند أكثر من شهر على إعلان الحجر الصحي في المغرب، لم يستطع أي أحد أن يعلن عن المكان الدي بوجد به محمد السادس

 بل اجتهدت الجهات المخابراتية التي يديرها تلميد إدريس البصري فؤاد علي الهمة بمساعدة مدير الأمن الحموشي والمشرف على سجون المملكة التامك، دون أن نغفل دور المنصوري ضمن هده المجموعة الضيقة التي تدير شؤون البلاد في غياب للملك في التهرب من الإجابة عن هدا السؤال

خصوصا لما تناولت بعض القنوات الأجنبية كفوكس نيوز الأمريكية إحتمال إصابة العاهل المغربي بداء كورونا ولجوئه الى جزر الكناري. خبرا لم يفنده أحد بالمغرب حيث اكتفت بعض الجهات الإعلامية المعروفة باسترزاقها  بالداخل وبعض العياشة بالخارج امثال التيجيني والبوحاروتي وآيت بعلا والشرادي وغيرهم الدين يقتاتون من الفتات والفضلات التي تجود عليهم بها المخابرات المغرببةاليوم بنفس تقرير فوكس نيوز بطريقة غاية في الغباء 

أمام هدا الإختفاء المدهل والغير منطقي للملك، وأمام تعويض دوره ببلاغات مشبوهة تسعى لاستحمار الشعب المغربي وإيهامه بوجود الملك على التراب المغربي، اصبح الكل يشكك في مثل هده البلاغات التي لاتصحبها اية تسجبلات للعاهل المغربي

 حتى العياشة اصبحوا اليوم قلقين وحابسين لأنفاسهم أمام هده الكارثة التي لم يتعودوا عليها من دي قبل والتي تتمثل في هروب قائد البلاد من مسؤولياته في الوقت الدي يحتاج المغاربة لمن يطمئنهم ويريح بالهم

هل فعلا يوجد الملك محمد السادس رهن الحجر الصحي بجزر كناريا؟ لست شوافا او من تلاميدة نوستراداموس لأقر بالأمر او بعكسه

إلا أن كل المؤشرات الموضوعية توحي بصحة الخبر الدي نشرته فوكس نيوز 

سياسيا ماهي عواقب هدا الإختفاء

أولا: تهرب محمد السادس من تحمل مسؤولياته امام المغاربة كأمير المؤمنين وكملك محتكر لكل السلطات يثير استياء كبيرا داخل الجمهور المغربي

ثانيا: يشكل الغياب بل الاختفاء إضعافا كبيرا للمؤسسة الملكية بالمغرب التي لم تعد تقوم بمهامها الدستورية 

ثالتا: تشكل قضية اختفاء محمد السادس ضربة قاسية لهيبة الملك. اختفاء أصبح يفسر على نطاق واسع بالمغرب وخارجه بالجبن والفرار 

خاصة لما يئس مغاربة العالم العالقين بالخارج من النداءات التي مافتؤوا يوجهونها للملك من أجل إنقادهم من التشرد في شوارع وأزقة مدن المعمورة

بالتالي، وأمام هدا الهروب والصمت الرهيبين، لن تستطع الملكية المغربية استرجاع الهيبة التي كانت تتمتع بها قبل تفشي جائحة كورونا وستصبح فاقدة لكثير من السلطة المعنوية والروحية داخل المغرب ولدى ملايين مغاربة الشتات 

وستستفيد قوى الإسلام السياسي وعلى رأسها البيجيدي من تراجع شعبية الملكية، حيث يقوم هدا الحزب حاليا بملئ هدا الفراغ الدي خلفه فرار الملك وعدم قدرته على مواجهة انتظارات الشعب المغربي الدي عوده الملك على حضور مستمر ولافت

لا يخفى على أي متتبع لدينامية الإسلام السياسي أن تنظيم الإخوان  المسلمين التي تعد البيجيدي طرفا فاعلا ومؤثرا بداخله، لن يتوانى ولا دقيقة واحدة على التمرد ضد المخزن والمؤسسة الملكية لما سيتأكد من ضعفها ومن تراجع هيبة الملك وشعبيته

البند الثالت من وثيقة استراتيجية الإخوان يشير بوضوح لالبس فيه ولا غبار عليه لمفهوم التمكين القاضي بعدم حرق المراحل التي يتحتم للإخوان احترامها ضمن الطريق المؤدية للإستيلاء على السلطة السياسية 

وقبولهم مرحليا بالتعامل مع الأوضاع داخل مؤسسات الدولة القطرية والوطنية يعد من التكتيكات التي يعتمدها الإسلاميون في الوضع الراهن، في انتظار اضمحلال وتفسخ المؤسسة الملكية بالمغرب

الوضع الحالي يخدم استراتيجية الإخوان المسلمين بالمغرب ويقوي شوكتهم داخل الأوساط الشعبية التي أصبحت تحت سيطرة قوى وخطابات الضلاميين

لأن الإسلاماويين اليوم هم من بتحركون في البوادي والقرى وداخل الأحياء الشعبية الفقيرة بالمدن، لتقديم الدعم والمساعدات العينية المواطنين. وقواعد البيجيدي والعدل والإحسان هي من تقدم الإعانات للمتضررين من  المغاربة تاركة ممارسة القمع والتعسف للجيس الملكي ولأجهزة الأمن والمخابرات  

ليس من المستبعد في ظل هدا المشهد أن تتعالى الأصوات الغاضبة داخل وخارج المغرب للمطالبة بنظام جمهوري يسمح للمؤسسات أن تؤدي دورها في غنى على التعليمات الملكية 

وليس من المستبعد ايضا أن تدعم مثل هدا المطلب قوى الإسلام السياسي بالمغرب للحصول على مكاسب سيمنحها إياها تراجع وضعف المؤسسة الملكية

في كل الأحوال، وعلى المستوى المتوسط، ستندحر الملكية المستبدة لا محالة بالمغرب لأنها أعربت بالملموس عن عدم قدرتها على القيام بدورها خلال هده الأزمة الخطيرة

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire