تاييد اسبانيا لمقترح الحكم الداتي

 .

...بالصحراء، يعتبر سيفا دي حدين

قرار سانشيز دعم مخطط الحكم الداتي بالصحراء ليس وليد الساعة

يوم الأربعاء 30 مارس 2022, مثل الوزير الأول الاسباني بيدرو سانشيز أمام البرلمان الإسباني لشرح موقفه الجديد من قضية الصحراء الغربية، وحسب جل المقالات الصادرة عن الجرائد والصحف الإيبيرية التي تطرقت للموضوع، لم يستطع رئيس الحكومة الإسبانية إقناع أغلبية النواب بموقفه، خاصة لما برر ماقام به بضرورة الحفاظ على أمن واستقرار بلده

تفاعل العديد من نواب الأمة مع هده التعليلات والتبريرات بكثير من الغضب حيث اعتبروا أن الخروج بموقف كهدا تحت تهديد اسبانيا من طرف الدولة المغربية يفتح الباب أمام تراجعات وتنازلات ستأتي تحت التهديد والتخويف مستقبلا من أجل الحصول على مكاسب سياسية من طرف حكام المغرب

 كما طالبت جل الفرق البرلمانية الاسبانية من سانشيز تراجعه عن قراره الأحادي الدي اتخده دون إشراك باقي القوى السياسية للبلاد

ومنح فريق بوديموس مهلة لرئيس الحكومة من أجل مراجعة موقفه قبل اتخاد قرار الانسحاب من الحكومة الاسبانية  

عودة الى صدور هدا الموقف وكما هو معروف لدى متتبعي السياسة الشيطانية للدولة المغربية، سياسة أصبحت تتغدى من الماكيافيلية الصهيونية مند سنين طويلة، يمكن التعاطي مع قرار سانشيز تاييده لمقترح الحكم الداتي بالصحراء، بطريقة مختلفة عن القراءات المختلفة التي سبق وأن اطلعنا عليها عبر مقالات الجرائد المغربية المدجنة

 من البديهيات التي لايمكن المرور عليها مر الكرام، لم يأت تأييد سانشيز لهدا المقترح بعد ليلة استيقظ منها مكتشفا ضرورة اتخاد قراره هدا

بالتالي، ومما لاشك فيه، جاء هدا التصريح عقب اتصالات سرية بين الطرف المغربي وقيادة نافدة داخل الحزب الاشتراكي الإسباني.

 لأن مواقف كهده لاتأتي من فراغ وتخضع لضوابط ومفاوضات سياسية بعيدة عن أعين الاعلام،  لايمكن الاستغناء عنها في مثل قضايا كهده

ولابد أن ملفات ومواضيع شكلت في الماضي توثرات وخلافات بين الدولة المغربية وقيادة الحزب الاشتراكي الإسباني أدرجت ضمن صفقة لم تظهر كل محتوياتها لحد الساعة

من بين هده الخلافات ماهو ظاهر للعيان كتدفق الحشيش المغربي للأراضي الاسبانية وإطلاق المغرب العنان لطوابير المهاجرين الأفارقة والمغاربة لغزو الأراضي الايبيرية وكدا التهديد الغير العلني بتحريك خلايا الإرهاب المغربية النائمة باسبانيا والتي تمكن العديد من مكوناتها الدخول الى الجارة الشمالية للمغرب من خلال مشاركتهم في حملات اختراق حدود اسبانيا من طرف مهاجرين "حراكة" مغاربة

اما ماهو موجود حيز التستر فيكمن بدون شك في الضمانات التي قدمتها الدولةالمغربية المنهكة داخليا وعلى المستوى الدولي، بخصوص تخليها عن المطالبة المتكررة لسبتة ومليلية والتي كانت تعتبرهما اقاليم مغربية محتلة من طرف الاسبان

لدا، ومند رسالة سانشيز لمحمد السادس، الملك المريض، لم نعد نقرأ كثيرا ضمن المقالات التي تنشر بالمغرب عن "سبتة ومليلية المحتلتين"، وستلغى مستقبلا و تدريجيا هده العبارة من قواميس الرسميين والاعلاميين المغاربة

من المؤكد أن مقايضة سبتة ومليلية بتأييد سانشيز لمقترح الحكم الداتي تشكل تنازلا رسميا مغربيا لارجعة فيه إن لم يحصل تراجع اسبانيا السانتيشزية عن تأييد مقترح الحكم الداتي بالصحراء

كما أن المحيط الخارجي لاسبانيا والمتمثل في رفض الجزائر المطلق لتأييد سانشيز لمقترح الحكم الداتي، وكدا أوراق الضغط التي تملكها الدولة الجزائرية تجاه اسبانيا، ستلعب دورا محوريا في إفشال الصفقة المبرمة بين سانشيز والملكية الصهيو - علوية

بدأت الدولة الجزائرية باستدعاء سفيرها بمدريد للمشاورة وهاهي تعلن اليوم عن توقفها استقبال رعاياها المحكوم عليهم بمغادرة اسبانيا

كما أن الجزائر أعلنت نيتها منع تحليق الطائرات الاسبانية بأجوائها وتدرس إمكانية إعادة النظر في عقود بيع غازها الطبيعي لاسبانيا

تأييد سانشيز لمقترح الحكم الداتي سيصطدم لامحالة بالزخم الشعبي الكبير المؤيد داخل اسبانيا لقضية الشعب الصحراوي، حيث جل جمعيات ومنظمات المجتمع المدني الاسباني تعبر حاليا وبكثافة عن رفضها لقرار الوزير الأول الاسباني، ملتزمة مع آلاف الصحراويين الدين هبوا الى شوارع كل المدن الاسبانية لنصرة قضيتهم 

إدا أضفنا استحالة تنظيم عملية تفويت الحكم الداتي بالصحراء للبوليساريو الدي يرفض قطعا هده الصيغة ويتشبث بإجراء استفتاء لتقرير مصير الشعب الصحراوي، سندرك بسهولة أن مااقترحه المغرب سنة 2007 وما اعتبره سانشيز قاعدة جدية لحل النزاع في الصحراء، لايمكنه بأي حال من الأحوال أن يرى النور

خاصة وأن الدولة المغربية تعتبر أن هدا المخطط سائر في طريق الإنجاز من خلال تنصيبها وتكليفها لأعيان الصحراء بتدبير شؤون الصحراء الغربية. واقع فرضته الدولة المغربية التي اسست له مند عشرات السنين والدي سيكون من سابع المستحيلات الغاؤه بجرة قلم 

البوليساريو يعلم دلك كما يعي أن قبوله بمقترح الحكم الداتي بالصحراء سيرغمه على لعب دور الكومبارس الى جانب منتخبي الأحزاب وأجهزة الدولة المتشعبة والمتحكمة فيما هو صغير وكبير بالصحراء

لحد الساعة، يظل موقف سانشيز مهددا بالانهيار والفشل مالم تنضم دول وازنة أخرى لتأييده ومالم يتبناه مجلس الأمن الدولي

الضغط الدي شرعت الجزائر في فرضه ضد مصالح اسبانيا وتعبئة الدياسبورا الصحراوية المقيمة بالديار الاسبانية خاصة المجنسة منها، سيعقد لامحالة مهمة رئيس الحكومة الاسباني مستقبلا إن لم يكن السبب في الاطاحة بحكومته