lundi 7 mars 2022

الأسباب الأساسية لفشل الحراكات المطلبية بالمغرب

.

ونجاح النظام المغربي في تطويع شعب بأكمله




السبب الرئيسي في فشل الحراكات دات الطابع الاجتماعي يكمن في سقف المطالب التي تقدمت بها هده الحراكات: أكان دلك فيما تعلق بحراك الحسيمة الدي رفع شعارات و ومطالب دات طابع اجتماعي محدود تلخص في المطالبة ببناء مستشفى مختص في علاج داء السرطان أو في تشييد جامعة بالمدينة إضافة إلى توفير 
فرص شغل لساكنة المنطقة


أضيف إلى هده المطالب، مطالبة الدولة بإنهاء حالة العسكرة التي تحاصر الريف مند الأحداث الدامية التي دهب ضحيتها الآلاف سنة 1959, لما انتفض الريفيون ضد هيمنة حزب الاستقلال الفاشي على كل المرافق الحيوية للمنطقة


عدا هدا المطالب الأخير المتعلق برفع حالة الطوارئ على مدن وقرى الريف، والدي يمكن إدراجه في خانة المطالب السياسية والحقوقية، لم ترقى المطالب الاخرى، بالرغم من زخم الاحتجاجات التي اكتسحت شوارع الحسيمة والقرى المجاورة لها، إلى مستوى يمكنه وضع الأصبع على الإشكالية الاساسية التي هي في جوهرها سياسية محضة


ولم تختلف مطالب الجهات الأخرى من حيث طابعها الاجتماعي عن مطالب شباب الحسيمة ، سواء تعلق دلك بمنطقة جرادة أو زاكورة أو تنغير أو سيدي افني


في كل هده الجهات وكدا ببني ملال وازيلال وغيرها، نزلت جماهير غفيرة للشوارع والساحات العمومية للتنديد  بالأوضاع المزرية التي تعيشها ساكنتها


ولما تحركت موجة المقاطعة التي وسعت رقعة الاحتجاج الافتراضي عبر مواقع التواصل الاجتماعي من يوتيوب وفايسبوك  وتويتر لتشمل كافة التراب المغربي، لم تتجرأ هي الأخرى على رفع سقف المطالب لتمتد إلى المطالبة بقلب بنية النظام السياسية التي دون تغييرها جذريا لن يتحقق أي مطلب اجتماعي أو اقتصادي أو حقوقي


علما ان مطالب المقاطعين والمقاطعات لا يمكنها ان تأتي اكلها إلا إدا  طالبت بالتصدي الصارم لأصحاب الشركات الكبرى التي شملتها حملة المقاطعة والتي يدور مالكوها في فلك المؤسسة الملكية وتتحرك تحت حماية هده المؤسسة وبتنسيق محكم معها


تلك المؤسسة الملكية التي تعد من أكبر وأبرز المفتسرين والمحتكرين للمجال الاقتصادي للبلاد


بل اكتفى المقاطعون بالمطالبة بتخفيض أسعار بعض المواد الاستهلاكية كالحليب والماء والوقود


 كون المقاطعين خرجوا للميدان باختراقهم للعالم الازرق خوفا من القمع والاعتقالات التي طالت الحراكات التي نزلت لشوارع المدن والقرى، كان عليهم ان يرفعوا سقف المطالب والدفع بها إلى مساءلة ومحاسبة الفاسدين والعابثين بخيرات البلاد


لكن هدا لم يحصل، ما جعل النظام الاستبدادي في المغرب يشعر باطمئنان تام على مصالحه واستقراره


كما دفعه هدا التخادل والخوف الدي عبرت عنه جل الاحتجاجات، الى المزيد من التجبر والطغيان والتنكيل بكل من سولت له نفسه النزول الى الارض للمطالبة بابسط الحقوق الحياتية


لتشمل حملات قمعه وبطشه الجسم الصحفي والحقوقي المناهض للظلم والحكرة


فسخر القضاء الفاشي والمتعفن للرمي  بالمهداوي وببوعشرين وبعدهم الريسوني والراضي ونشطاء حراكات التضامن مع المعتقلين كنور الدين لعواج في غياهب السجون دون أدنى  اعتبار لحقهم المشروع في التعبير السلمي المعترف به دوليا


كما يبق أن أصدر القضاء المسخر من طرف هدا النظام اللاديموقراطي أحكاما جد ثقيلة في حق نشطاء الحراكات المختلفة وخاصة منها حراك الحسيمة


كان حريا بالزفزافي وأصدقائه الريفيين ان يصعدوا مند بداية حراكهم وان يعطوا لمطالبهم طابعا سياسيا مادام المصير الدي كان ينتظرهم سيكون القمع والتعديب والأحكام الجائرة في حق هؤلاء الشباب   


إلا أن المغاربة في غالبيتهم بما فيهم المثقفون ونخب اليسار، وبالرغم من وعيهم بعدم جدوى المطالبة بالحقوق الاجتماعية، لازالوا مترددين بل متخوفين من رفع سقف مطالبهم لتشمل المناداة الواضحة والعلنية باسقاط نظام الحكم المستبد بالمغرب الدي أصبح مند وقت بعيد غير قابل لأي تغيير والدي يشكل العائق الاساسي في سبيل الخروج من الأزمة السياسية الخانقة التي تحول دون أدنى تغيير على المستوى الاجتماعي و الحقوقي بالبلاد


دون طرح هدا المطلب والاستعداد لمواجهة أجهزة الدولة القمعية بشتى الطرق والوسائل، اخدا بعين الاعتبار موازين القوى على الارض، لن يستطيع المسحوقون نزع أي حق اجتماعي أو حقوقي كيفما كانت درجته ومستواه

واستمر النظام العميل للاستعمار في غطرسته عبر إعتراف صريح بالكيان الصهيوني الغاصب، متحديا مشاعر شعب بأكمله


اكثر من هدا، تشكل ظاهرة عبور المتوسط التي عرفت مؤخرا أشكالا تراجيدية ومأساوية جد مثيرة، متنفسا لنظام الحكم القائم بالمغرب الدي يرى في هده الظاهرة دليلا آخرا على عجز المسحوقين عن طرح مطلب رحيل نظام فاشي و مفترس


بالتالي يوجد المغرب اليوم امام وضعية لم يسبق أن عرف  مثيلا لها في السابق والتي تتجلى في هيمنة وبطش نظام لا وطني واستعماري، على كل مرافق وخيرات البلاد، يقابله انتحار جماعي للفئات المسحوقة من الشعب مع استسلام كل القوى السياسية لغطرسة وتجبر هدا النظام


و يؤثر غياب أي تنظيم ثوري قادر على تأطير نضالات المسحوقين والتنسيق والربط فيما بينها معضلة كبيرة تحول دون التوصل إلى قلب موازين القوي لصالح الحراكات الاحتجاجية
 

ظاهرة عبور المتوسط  عرفت مؤخرا أشكالا تراجيدية ومأساوية جد مثيرة

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire