dimanche 12 septembre 2021

من يكون المخزن ؟؟؟؟

 .

...مساهمة لخليل الزكندي 


المخزن قديما

وحديثا


باللغة العربية، مصطلح المخزن يعني "مستودع" أو دخيرة



كلمة المخزن مشتقة من فعل "خَزَنَ" على وزن "فعل" وتعني "خبأ"، "إحتفظ ب" أو إدخر


المصطلح يشير الى واقع قديم لما كان السلطان يتحكم ويحتكر كل المواد الأساسية المادية منها والإجتماعية ليتصرف بها كيف يريد وليمنحها لمن يشاء


كان المخزن قديما يمارس هده المركزية السياسية عبر قنوات تتشكل في مجملها من رؤساء القبائل وكدا شيوخ الزوايا والجمعيات الدينية


جني المعلومات والضرائب  كانت توكل من طرف مؤسسة

 السلطان لبعض القبائل مقابل منح وترقيات


من أجل فرض علاقات الطاعة والبيعة على المجموعات الترابية غالبا ما كان المخزن يبرر هده العلاقات بأسباب دينية


مستعملا جيشه المتكون من العبيد وادارته، تمكن المخزن طوال حقبة سيطرته، من تحويل البيعة الى الطاعة التامة


توظيف واستقطاب عملاء المخزن كانا يستهدفان أسر وعائلات "الشرفاء" والمتعلمين وكدا عائلات المحاربين الدين سبق لهم أن حققوا إنتصارات في معاركهم ضد بعض القبائل المتمردة


في القرن التاسع عشر الميلادي، تمكن المخزن دمج الأسر والعائلات الثرية والممتهنة للتجارة خاصة مع اروبا في هيكلته


وعيا منها بأهمية العامل الثقافي للبلاد، وبضرورة مأسسة هياكل الدولة، عملت الحماية على تدعيم المخزن مع مراقبته، بتأسيس ادارة وجيش نظامي لتتمكن من فرض سيطرتها على كل مناطق المغرب 


 جاءت هده المبادرات الهيكلية لفرض الأمن وخاصة للحد من انهيار المؤسسة السلطانية تحت ضربات القبائل السأئبة التي كانت لاتعترف بسلطتها 


بالرغم من التحولات التي شهدتها الدولة في ظل الحماية بإدخال أدوات عصرية على أدائها إلا أن المنظومة المخزنية العتيقة إحتفظت بطرق عملها لتوظيفها في علاقاتها مع القطاعات السياسية والإدارية لمغرب مابعد الإستقلال


استعمال مصطلح المخزن من طرف الإعلاميين والباحثين والسياسيين المنتمين الى اليسار يهدف على وجه الخصوص الدوائر صاحبة القرار وأعوانها  وعلى رأسهم شخص الملك،  الماسك التقليدي بزمام أمور المخزن

 

الإدارة المخزنيةكانت ولا تزال وسيلة لتعبئة الموارد المختلفة التي تشرعن وتدعم اجتماعيا المؤسسة الملكية


على المستوى الوطني تسيطر منظومة الوزارة الأولى المعينة من طرف الملك على كل مناحي الحياة وكل تحركات المواطنين مند ولادتهم حتى يوم موتهم


 المخزن ليس فقط منظومة الشرفاء، وليست الملكية لوحدها أو الدولة أو الإدارة أو حتى الطبقة الحاكمة بل هو مزيج من كل هده الأطراف


بالتالي لايمكن حصره أو حشره في مفاهيم عصرية وحداثية يتفق عليها الجميع من الناحية القانونية والعلوم السياسية


كمؤسسة سياسية وتعبير رمزي، يشكل المخزن قوة صلبة في داكرة ودهن المغاربة ودولة موازية مخترقة ومسيطرة على الدولة الرسمية وكدلك خارج هده الدولة


 مدعوم من طرف جماعات وأفراد يراقبهم باستمرار ويوجه كل تحركاتهم، يظل المخزن عبر مناوراته وتحالفاته المتفاوض عليها أو المفروضة من طرفه على الأطراف المرتبطة به، هو المزود والمانح للموارد المادية وللرخص الريعية، كتسليم الهبات والمأدونيات ورخص الأنشطة التجارية وتعيين الأشخاص في الوظائف والمناصب العليا المدرة للأموال  الطائلة


كما يراقب ويتحكم المخزن في كل المجموعات الدينية والثقافية والفلكلورية وكدا في تحركات كل الأحزاب السياسية


رموز المخزن والسلطة الملكية تظل دائما ، وعلى كل المستويات، غير قابلة للنقد


 والتشبث بها لايقبل النقاش او التأويل


المخزن هو المتحكم الوحيد في التعيينات المهمة وفي ترقيات الأشخاص. كما يحرص على إخضاع الجميع لما يعتبره شرعيته الدينية والسياسية


المخزن يتصرف كحَكَم في تدبير الخلافات والصراعات بين مصالح مكوناته، يدفع إلى الفوق من يريد ويقصي من لاينضبط لتعليماته


الملك رأس هرم المخزن يلعب نفس الدور الدي يؤديه البروفيسور في سلسلة كازا دي بابيل


يقوم بهده المهام تارة عبر التفاوض والإقناع، لكن عبر العنف والضرب بيد من حديد تارات أخرى


كما يحرص على توزيع المهام المخزنية على عناصره، دون أن يترك لطرف من الأطراف المجال للتفوق على الأطراف الأخرى او منافسة قمة هرمه


لبس المخزن لباس العصر ليوحي للداخل والخارج أنه أصبح مؤسسة تحترم الضوابط الديموقراطية، فتراه يتزود بدستور يحدد صلاحيات كل جهاز او سلطة للدولة


كما أنه لايتوانى في تقليد الأنظمة الإدارية والسياسية التي تتمتع بها بلدان ديموقراطية  عريقة


لكنه ومهما فعل لإخفاء وجهه الحقيقي الإستبدادي يظل في ممارساته اليومية شبيها باالأخطبوط وغير مختلف عن التنظيمات الماسونية التي تتستر عن هويتها الحقيقية


 علما أن مؤسسة المخزن تبقى غاية في المركزية واحتكار القرارات الحاسمة في يد قمة هرمها


بعيدا عن مؤسسات الدولة الكلاسيكية من برلمان وحكومة وجماعات ترابية تعمل في واضحة النهار لتدبير شؤون المواطنين المباشرة واليومية، يمتلك المخزن طوابير لاتحصى ولا تعد من الموظفين والخدام مهمتها إدارة شؤون مايطلق عليه إسم الدولة العميقة


احتكار المخزن لقطاعات منجمية تدر على صناديقه السوداء مالا يمكن تصوره من أموال طائلة دون أي تدخل من المؤسسات المنتخبة يحتم عليه توظيف آلاف التقنيين المتمتعين بكفاءات عالية في مجالات الهندسة والتدبير الماكرو اقتصادي للموارد التي يتحكم فيها المخزن دون غيره


 عدد كبير من هده الطاقات البشرية دات التكوين العالي تشتغل في مجال تسويق المنتجات المحتكرة من طرف المخزن وعرضها على البلدان والشركات الدولية دون إشراك الحكومة والبرلمان في الصفقات العملاقة المترتبة عن هده العمليات


يبقى أن كل عناصر المخزن من أفراد ومؤسسات يعرفون أن دورهم الأساسي يكمن في وقاية رأس هرم الأخطبوط


 مند استقطابهم وتوظيفهم تتلى عليهم القاعدة الأساسية المتمثلة في ضرورة التضحية بمصالحهم وحتى بحياتهم من أجل حماية الملك، العراب الرئيسي لمنظومة المخزن


فلا يترددون ولو ثانية عن الإعتراف بمسؤوليتهم وترك مناصبهم إن كانت هده التضحية تساهم في حماية الملك وتجنبه الانتقاد واللوم، إسوة بما جرى يوم أصدر الملك قراره القاضي بالعفو على البيدوفيل غالفان


 وقتها ماكان على وزير العدل الا الهرولة الى تحمل المسؤولية كاملة في ملف أخلاقي لاناقة ولا جمل له فيه

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire