mardi 1 mars 2022

هل توجد جالية مغربية بالخارج ؟

 .

...وهل "مغاربة العالم" يشكلون كثلة موحدة متجانسة ومتراصة؟

مئات الآلاف من مغاربة اسبانيا تغيب عن احتجاجات افتحوا الحدود بدون قيود



تغلغل العياشة داخل اوساط مغاربة العالم

------------


افرزت التحركات الأخيرة للمغاربة المقيمين بالخارج، او بصيغة أخرى مغاربة العالم، والمتعلقة برفض القيود التي فرضتها الدولة المغربية على مايفوق الخمس مليون من المغتربين، أن ماأطلق عليه سابقا مصطلح الجالية المغربية بالخارج أصبح وهما لاوجود له على أرض الواقع


باسم هده الجالية المغربية، خرجت في بعض المدن الاسبانية احتجاجات جد محدودة ومحتشمة لمئات مغاربة هدا البلد الدي يقطنه مايناهز المليون شخص من أصول مغربية. 


وتأخرت عن هده الاحتجاجات والوقفات الجماهير الغفيرة المتواجدة في اسبانيا بالرغم من مجهودات دعائية وإشهارية قامت بها بعض الفعاليات المغربية بالعديد من المدن الاسبانية


وحسب ماسجلته كمتتبع لما يجري في اوساط مغاربة اروبا من أنشطة وتحركات، لاحظت ان احتجاجات مغاربة اسبانيا تركزت بالأساس في منطقة كاطالونيا ولم تعم جل المدن الاسبانية التي يتمركز فيها المغاربة


أما بالنسبة للأقطار الأروبية الأخرى كفرنسا وبلجيكا وهلندة وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا، لم يتحرك إلا القليل لمواجهة القرارات التعسفية التي اتخدتها الحكومة المغربية تجاه الراغبين في العودة الى المغرب


قبل العودة لاحقا لتحليل هدا الفتور الدي طبع ردود فعل مغاربة الخارج تجاه هده القرارات، اريد ان أخوض في الأسباب التي دفعت الدولة المغربية لاتخاد تدابير جد قاسية كهده، حرمت العديد من مغاربة الخارج من الالتحاق بأهلهم ودويهم بالمغرب 


من المعلوم أن الدولة المغربية لم تلجأ الى اتخاد هده التدابير الأخيرة والقاسية تجاه ملايين مغاربة الخارج دون أن تعرف مدى تشتت صفوف هده الملايين من أبناء وبنات المغرب القاطنين بالخارج وتشردم صفوفهم حيث قنصلياتها وعناصرها المندسة داخل المساجد والجمعيات الموالية لهده الدولة تنشط بشكل مكثف لتزويد أجهزة الدولة المغربية وباستمرار، بكل مايروج في اوساط هدا الجمهور الغفير


فقبل اتخادها هدا القرار الدي علقت من خلاله كل الرحلات البحرية القادمة من إسبانيا، كانت هده الدولة قد أقدمت في بداية الجائحة سنة 2020, على احتجاز مئات الآلاف من مغاربة الخارج وجعلت منهم أشخاصا وأسرا عالقين بالتراب المغربي لشهور طويلة 


أدى هدا الحجز إلى العديد من المشاكل إن لم نقل الكوارث داخل اوساط العالقين بالمغرب:


 فمنهم الكثيرون ممن فقدوا عملهم أو ضيعوا مواعيد فحوصاتهم الطبية أو أفلست تجارتهم و مقاولتهم الصغيرة


ولولا تدخل قنصليات بلدان الإقامة بأروبا لإيجاد مخرج وحل لهدا الإجراء التعسفي الدي أتخد في ظرف سويعات من الزمن، لما كان لجل هؤلاء العالقين أن يتمكنوا من العودة الى ديارهم وعملهم وأهلهم بالخارج


بعد هدا الإجراء الدي جعل من مغاربة الخارج رهائن بالمغرب تستعملهم الدولة المغربية كورقة ضغط تجاه حكومات أروبية بعينها، كإسبانيا على الخصوص، قررت الدولة المغربية وبعد أن كانت قد دفعت بالآلاف من الأطفال والمراهقين والشباب باتجاه سبتة في أبريل 2021, قررت إدن هده الدولة إغلاق موانئ المغرب في وجه المغاربة الدين كانوا يستعدون للدخول في صيف 2021


هدا الإغلاق التعسفي طرأ من طرف الدولة المغربية في الوقت الدي لم يعرف تدفق شاحنات السلع المتوجهة إلى أروبا أوالقادمة منها  عبر الموانئ الإسبانية أي توقف أو هدوء


وعملت الدولة المغربية وشركة طيرانها المفلسة على إجبار مغاربة الخارج إقتناء طائرات لارام وحليفتها الإستراتيجية "العربية للطيران" الإماراتية لإنقاد الخطوط الملكية من الإفلاس الدي كان يهددها قبل بداية الجائحة


 كما اضطر المغاربة الراغبين في الالتحاق ببلدهم الأم على مثن سياراتهم، التوجه إلى مينائي سيت الفرنسي وجينوا الإيطالي.


 علما أن الأثمان الباهضة لهده الرحلات أرقت ولا زالت تؤرق جيوب المتوافدين على المغرب، بالإضافة للمسافات البعيدة والطويلة التي دفعت جل هدا الجمهور الى التخلي عن المجيئ الى بلده الأصلي


حصل جدل كبير داخل اوساط مغاربة الخارج بخصوص الأسباب التي دفعت الدولة المغربية لاتخاد هده التدابير التعسفية تجاههم وكثرت التحاليل والتأويلات لهده القرارات المجحفة


إلا أن الدولة المغربية حسمت هدا النقاش لما أعلنت أن الهدف من غزو سبتة في ربيع 2021 وإغلاق موانئها في وجه البواخر القادمة من إسبانيا جاء لمعاقبة حكومة سانشيز التي رفضت مواكبة الموقف الدي كان قد عبر عنه الرئيس الأمريكي السابق ترامب لما اعترف بسيادة المغرب على الصحراء وكدا معاقبة اسبانيا على استقبالها للرئيس الصحراوي ابراهيم غالي لدواعي انسانية


تقلص عدد الوافدين الى المغرب من اروبا ودول الخليج أثناء جائحة كورونا بسبب هده التدابير، إلا أن مبالغ الأموال المحولة من مغاربة الخارج عرفت ارتفاعا لم نشهد له مثيل قبل السنتين الماضيتين 


يعود هدا الارتفاع الدي يقدر بخمسين بالمائة والدي وصل المائة مليار درهم، الى شعور مغاربة الخارج بالمسؤولية تجاه أسرهم وحتى تجاه الفئات المعوزة من الشعب المغربي التي التحقت بطوابير الفقراء بسبب تزايد نهب خيرات البلاد من طرف اقلية مفترسة من ناهبي خيرات البلاد


وما لم يسخره مغاربة الخارج من أموال للدخول للمغرب وظفوه باستمرار للإستجابة الى صيحات الإغاتة التي مافتئت توجهها لهم أسرهم وعائلاتهم المتضررة من انعكاسات سياسات الدولة تجاه الطبقات السفلى في المجتمع


عودة الى الأسباب التي ادت الى فشل احتجاجات مغاربة الخارج تجاه التدابير الحكومية الأخيرة القاضية بفرض قيود على الراغبين في التوجه إلى المغرب، تجدر الإشارة الى الشرخ الكبير الدي طبع صفوف مغاربة الخارج وفرق مابين الملقحين وغير الملقحين


إد اعتبر من حصل في اروبا على جواز التلقيح نفسه غير معني باي تضامن مع من لايملك هدا الجواز بل برز من بين هؤلاء المغاربة من هاجموا وبقوة كل من اعتبر أن جسمه ملك له وليس للدولة وأن له كامل الحق في قبول او رفض التلقيح


تغلبت لدى الكثير من مغاربة الخارج وبدون منازع ارادة الدخول الى المغرب على كل الإعتبارات الأخرى، خاصة في فرنسا وبلجيكا وهلندة وألمانيا  وتوجه جل مغاربة هده البلدان إلى مراكز التلقيح للحصول على الوثيقة الضرورية لهم للتوجه الى المغرب


كان التعامل و ردود الفعل في إسبانيا او إيطاليا تجاه هده القرارات التعسفية أكثر عنادا من تلك التي طبعت بخجل كبير تحركات مغاربة البلدان الاروبية الأخرى. وهدا راجع بدون شك لطبيعة الهجرة المغربية لاسبانيا وإيطاليا


هجرتان حديثتان العهد تتميزان بارتباط كبير بالوطن الأم على خلاف التواجد المغربي ببلدان اروبية يقيم بها من هم من أصول مغربية لمدة فاقت نصف قرن من الزمن، حيث هدا التواجد وصل إلى الجيل الرابع من أبناء من هاجروا في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي


إضافة إلى قرب مهاجري اسبانيا من المدن الإيبيرية التي توفر بسهولة وفي ظرف سويعات معدودة إمكانية الدخول بحرا الى المغرب، الأمر الدي دفع مغاربة هدا البلد للتدمر الكبير ومواجهة التدابير المغربية التي حرمتهم من العودة على مثن سياراتهم بسخط عارم


إلا أن تطويق الجمعيات المغربية وخاصة مساجد اسبانيا من طرف العناصر التابعة لمجلس الجالية المغربيةالدي أصبح ملحقة للمخابرات وأجهزة التجسس ووزارة الحبوس والأوقاف الإسلامية والمخابرات المغربية ابرزت في هده المناسبة قدرتها الكبيرة على إحباط كل مامن شأنه أن يضع الدولة المغربية في قفص الاتهام


حيث لم تتطرق الشعارات التي رفعها من تظاهروا أمام القنصليات المغربية باسبانيا لمسؤولية الدولة المغربية في كل المحن التي يتعرض لها المغاربة في الخارج واكتفت بالمطالبة بفتح الحدود بلا قيود دون أن تلجأ الى ردود فعل من شأنها أن تضرب الدولة المغربية في صميم مصالحها كالتهديد بسحب الأموال والمدخرات من الابناك المغربية او مقاطعة الخطوط الملكية 


كما دخل على الخط الاحتجاجي بعض المتزعمين للوقفات الدين اكتفوا بتسليم رسائل لقناصلة المغرب من أجل ايصالها للدوائر المسؤولة دون المزيد من رفع سقف مطالبهم تجاه هده الدوائر


ختاما، يتضح اليوم بالملموس وانطلاقا من هده التجربة الفاشلة أن صفوف من تسمى بالجالية المغربية بالخارج او مغاربة العالم، تفتتت وتشردمت وأن التدمر ورفع الأيادي الى السماء أصبحا سيدا الموقف


كما ابرزت نفس التجربة أن اغلب المكونات الجمعوية التقدمية التي كانت تفتخر سابقا بامتدادها داخل هده الاوساط أصبحت عاجزة على تعبئة مغاربة العالم وتجنيدهم للدفاع عن حقوقهم بالخارج


ماسيدفع اغلب مغاربة الخارج الى التفكير في القطيعة مع البلد الأم والبحث عن حلول تضمن لهم ولأسرهم وسائل العيش الكريم بالخارج دون أي امل فيما أصبح وهميا كالحق في المواطنة والمشاركة المؤسساتية بالمغرب 










Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire