...حيث الملك يسود ولا يحكم
جل المغاربة لازالوا يعتقدون أن المؤسسة الملكية المغربية بإمكانها ان تتطور لتصبح مؤسسة تخضع للضوابط الدستورية الكونية التي تضع الملك في مرتبة الشخص المترفع عن احتكار كل أدوات ومرافق ومؤسسات الحكم المباشر
إلا أن قطاعات واسعة من الشعب المغربي بدأت تحس فطريا و يوما بعد يوم وسنة بعد سنة أن هدا المبتغى الشعبي العميق أصبح بعيد المنال إن لم نقل مستحيل التطبيق على أرض الواقع
هدا الوعي الشعبي باستحالة تطوير المؤسسة الملكية من أداة مستبدة الى نظام ديموقراطي ينبثق من العديد من الظواهر الميدانية التي تشوه صورة الملك وتوضح تشبثه بممارسة الخلط بين السياسة والأعمال والدين
الكل اليوم أصبح يعي ويدرك إدراكا عميقا أن كل مؤسسات الدولة، السياسية منها والإدارية والأمنية والقضائية والإقتصادية، أصبحت بيد القصر، وأن البرلمان والحكومة لا يملكان اي هامش يسمح لهما بنهج سياسات ميدانية تلبي متطلبات واحتياجات المواطنين اليومية وأن دورهما اصبح يقتصر على تنفيد التعليمات الملكية دون نقاش
دون نقاش كالتصويت بالإجماع على ميزانية البلاط أو الصمت المهول أمام فلتان مداخيل الفوسفاط الهائلة من تدبير الحكومة وضمها في مشاريع تعود بالنفع على المواطنين
دون نقاش كالإرتباطات الخارجية للمغرب التي تخضع لاختيارات الملك دون سواه
إسوة بالعلاقات المملكية المميزة مع دول الخليج الأكثر وحشية وتطرفا، أنظمة تقتل شعبها وتشن حربا بلا هوادة على أطفال اليمن أو التطبيع الإقتصادي المتصاعد مع الكيان الصهيوني (لاتفوتني هده الفرصة دون أن أحيي شيخ المناهضين للتغلغل الصهيوني في بلاد رئيس مجلس القدس، السيد وياحمان الدي ألقت عليه القبض البارحة زبانية أخنوش في أروقة معرض الثمور بأرفود لما انتفض هدا المناضل ضد حضور مواد استهلاكية مختلفة ينتجها الجيش الصهيوني المغتصب لأرض فلسطين
ما يجعل صنفا لايستهان به من المغاربة لازالوا يأملون في تطوير ملكيتهم الى مؤسسة برلمانية خاضعة للرقابة الشعبية ومسؤولة امام البرلمان يكمن بالأساس في خوفهم من نشوب حرب أهلية إن هي اندلعت لن تبق ولن تدر وستحرق الأخضر باليابس
إلا أن النظام أستعد لهدا الاحتمال إطلاقا لاستيعابه للتجارب العربية الأخرى.
فقوى جيشه ورفع من عدده وعتاده كما صحح كل الأجهزة الأمنيةوضاعف من أعدادها وأسس لمبدإ جد خبيث في علاقته مع الشعب وكل من عارضه الرأي: ألا وهو لاشيئ يعلو على صوت القمع والبطش وتسخير المحاكم لمواجهة أدنى انتقاد او معارضة لسياسته الاحتكارية المهيمنة
فقوى جيشه ورفع من عدده وعتاده كما صحح كل الأجهزة الأمنيةوضاعف من أعدادها وأسس لمبدإ جد خبيث في علاقته مع الشعب وكل من عارضه الرأي: ألا وهو لاشيئ يعلو على صوت القمع والبطش وتسخير المحاكم لمواجهة أدنى انتقاد او معارضة لسياسته الاحتكارية المهيمنة
الملكية رافضة كليا للرضوخ أمام المحاسبة من طرف ممثلي الشعب المغربي وغير مستعدة نهائيا للإستماع لأمثال أمينة منيب أو غيرها، المطالبين بإرساء دعائم ملكية برلمانية
المواجهة مع النظام أصبحت إختيارا حتميا لا مفر منه لأن كل آفاق التغيير السلمي أصبحت موصدة
غير أن القوى المعارضة للنظام التي تتحرك في الهوامش لا تملك نظرة واضحة لهدا الواقع المر كما أنها في غياب هده الرؤية تفتقر لاستراتيجية تجتمع حولها لفرض إرادة الشعب على النظام
كما أن جل النشطاء الفايسبوكيين واليوتوبرز الدين يسعون للظهور بصفة المعارضين يقضون كل وقتهم في مواجهة وقدف بعضهم للآخر وتشخيص الأوضاع الكارثية التي يمر بها المغرب دون التطرق إلى فتح نقاش حول الحلول الميدانية والعملية التي تمر من خلال وحدة الرأي والموقف بخصوص بلورة أرضية حد أدنى من شأنها رص الصفوف
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire