samedi 18 avril 2020

في المغرب، لن تحصل ثورة الجياع....ولكن ...

..
تمرد البؤساء قادم لامحالة  
            




بادئ دي بدئ، يجب أن ندقق في المصطلحات

كثيرا ما نسمع أناسا بالمغرب او خارجه
 يتحدثون عن ثورة الجياع ويتنبؤون بقدومها الوشيك  في أجمل بلد في العالم

لهؤلاء ومن المنطلق العلمي والتاريخي للأحداث والوقائع، سأقول جازما أن الجياع لايصنعون الثورات حتى وإن سُمح  لهم أن يشاركوا فيها

لأن الثورة بمعناها و بمفهومها العلمي المعاصر تهدف مثل ما حدث بروسيا القيصرية أو بالصين أو إيران أو غيرها،  لتغيير نظام قائم بمؤسساته وتعويضه بنظام آخر مختلف عن النظام القديم  كل الإختلاف، فكريا واجتماعيا و أيديولوجيا

ويقتضي هدا التعويض الجدري شرطا أساسيا لم يمكن الإستغناء عنه في الماضي ولا يمكن غيابه في المستقبل

ألا وهو وجود قيادة سياسية صلبة وقوية وحاملة لفكر ايديولوجي متماسك. قيادة ضاربة جدورها في أوساط الجماهير الواسعة ومتجدرة داخل مرافق الانتاج العمالي
والفلاحي والطلابي

بدون حضور ووجود قيادة كهده تملك امتدادا وعطفا واسعين ومتشعبين في أعماق الكادحين والمحرومين، لايمكن الحديث عن ثورة 

قيادة تضع للثورة برنامجا محكما يحدد مراحل تاكتيكية واستراتيجية لتشطيب مؤسسات النظام القائم

فالجياع الفاقدين لقيادة كهده يمكنهم أن يقوموا بانتفاضات او تمردات يطبعها العنف والغلو وحتى الفوضى، لكنهم وفي غياب تأطير ثوري محكم،  لن يتسنى لهم القيام بطرد مؤسسات النظام الدي يستغلهم ويحتكر خيراتهم

هدا ما حصل في مصر وسوريا و تونس واليمن والجزائر وغيرها من البلدان العربيةالتي عاشت أحداث ما سمي   بإنتفاضات الربيع العربي 

من المؤكد أن الأوضاع الموضوعية بالمغرب التي تتسم حاليا وأكثر من أي وقت مضى بالإستبداد والقهر والفساد الدي ينخر كل مرافق المجتمع، ستؤدي حتما و في القريب الى تمردات شعبية وانتفاضات للجياع، خاصة في ضل تصاعد القمع والمرض اللدان يصاحبان جائحة كورونا ويفاقمان الأزمة الإقتصادية الخانقة التي يغرق فيها المغرب في الوقت الراهن والتي تتصاعد وثيرتها  بالجفاف وفرار السياح  والمستثمرين الأجانب وسخط الملايين من مغاربة العالم على تعامل الدولة مع قضاياهم 

إلا أن النظام الديكتاتوري بالمغرب لا يخشى كثيرا مثل هده الانتفاضات الفاقدة للتنظيم والتأطير الثوريين لأنه اعد لها مند زمن ليس بالقصير العدة العسكرية والأمنية وجند لها في جميع أحياء المدن والقرى وحتى الدواوير  جحافل مخبريه وجواسيسه وبلطجيته من مقدمين وشيوخ وأعوان آخرين للسلطة ورجال دين ومهرجين ومروجين لخطاب الشعودة والخرافات وممتهني إعلام المستنقعات ودباب اليكتروني تمكن من اختراق وسائل التواصل الاجتماعي وتحويلها الى فضاء استرزاقي يخدم مصالح النظام الجاثم على صدور المغاربة

وبطريقة استباقية خطط ونجح في شراء دمم المثقفين والأطر السياسية التي كانت تعمل من أجل إحداث ثورة جدرية هدفها الإطاحة بكيانه

لا بديل اليوم وغدا لأبناء وبنات الشعب المقهور سوى التمرد ضد أجهزة الدولة القمعية ، وهل لهم خيارا غير هدا ؟ لأن المجاعة واقفة على ابواب شقق الأحياء الفقيرة والمعوزة ولأن المرض وشبح الموت أصبحا ينتشران كالنار في الهشيم و بطريقة مهولة ويهددان حياة أسر بل أحياء ودواوير بأكملها

إلا أنه، لا قدر الله، لما ستتحرك حتما فلول البؤساء لجلب قوت يومها بمختلف الطرق ولما ستشرع في اكتساح الأحياء الراقية والغنية،   ومتاجرها ستواجه بالرصاص الحي والتنكيل والتعديب والموت

هدا ماينتظر الفقراء مستقبلا دون أدنى أمل في التغيير والخروج من أوضاع اليأس والإنتحار الجماعي  

  إنها صورة سوداء لمستقبل صُدت ابواب الامل به وأغلقت منافذ التنفس أمام شعب يغرق دون مغيث



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire