jeudi 19 août 2021

متى نشأت العداوة والكراهية

.
بين القادة الجزائريين والمغاربة


بنبلة ورفاقه وقت مغادرتهم لمطار الرباط قبل قرصنة طائرتهم من طرف الجيش الفرنسي. صاحبهم للمطار بالزي العسكري  الأمير الحسن ولي عهد العرش المغربي آنداك


يوم العشرين من أكتوبر سنة  1956, إستقبل السلطان محمد الخامس في قصر الضيافة بالرباط وفدا رفيع المستوى يتشكل من أبرز زعماء الثورة الجزائرية  (أحمد بنبلة، محمد خيدار وآخرين) للتعرف على مستجدات الأوضاع بالنسبة للقضية الجزائرية

جاء هدا اللقاء في اليوم الدي سبق يوم سفر محمد الخامس الى تونس للتداول حول تطورات الأوضاع  بالجزائر

في نفس اليوم الدي غادر فيه محمد الخامس مطار الرباط قاصدا تونس صعد القادة الجزائريون على مثن طائرة تابعة لشركة أطلس التي كانت ملكا لفرنسا آنذاك.

 كان مقررا أن تغادرالطائرة المقلة للزعماء الجزائريين مطار الرباط باتجاه تونس العاصمة على غرار الطائرة التي سافر على ثمنها السلطان المغربي باتجاه العاصمة التونسية حيث كان الحبيب بورقيبة بانتظار الجميع

إلا أن المخابرات الفرنسية المتواجدة بمطار الرباط كان لها رأي آخر حيث إتصالها المستمر بديوان المقيم العام الفرنسي بالجزائر، روبرت لاكوسط، كان قد برمج لقرصنة طائرة الزعماء الجزائريين ساعة تحلقها في سماء الجزائر من أجل اعتقال قادة ثورة فاتح نونبر 1955

بالفعل تم اعتقال بنبلة ورفاقه ووضعوا بالسجن بفرنسا بمباركة من الوزير الأول الفرنسي غي مولي
Guy Mollet

أحدثت هده القرصنة الجوية الأولى من نوعها في تاريخ الطيران صدمة عالمية تسببت في استقالة الوزير الفرنسي آلان سافاري المكلف بالشؤون المغربية والتونسية آنداك

 كما قادت السلطان محمد الخامس الى التمرد ضد فرنسا ومطالبتها بإطلاق القادة الجزائريين دون شرط أو قيد 

ودهب محمد الخامس أبعد من هدا إد طلب من فرنسا حبسه هو ونجله الأمير الحسن مقابل الإفراج عن بنبلة ورفاقه، حيث أعتبر أن هؤلاء كانوا في ضيافته وتحت حمايته ساعة اختطافهم من طرف فرنسا. إلا أن الرئيس الفرنسي  روني كوتي رفض هدا العرض

اشتعلت نيران الغضب والتمرد ضد فرنسا على إثر هدا الاختطاف الإرهابي الفرنسي في شوارع كبريات المدن المغربية. إضرابات ومظاهرات عمت كل أرجاء البلاد أدت إلى مقتل ما يفوق عن ستين مدنيين فرنسيين بمدينة مكناس لوحدها في ظرف أربعة أيام من الانتفاضات الشعبية ضد فرنسا 

لعب زعماء حزب الاستقلال الدين كانوا يديرون الإداعة المغربية دورا طليعيا في موجة الغضب الشعبية عبر التحريض ضد المصالح الفرنسية بالمغرب

أسفرت هده الانتفاضات الشعبية على هروب عشرات الآلاف من الأطر الفرنسية التي كانت مسؤولة على إدارة القطاعات الحيوية للمغرب باتجاه فرنسا

تبع هده الأحداث الدامية تدهور كبير في العلاقات الفرنسية المغربية بالرغم من المحاكمات القاسية التي طالت مرتكبي جرائم القتل والإعتداء في حق الفرنسيين المقيمين بالمغرب من مهندسين وأساتذة وأطباء ....

إلا أن العديد من قادة جبهة التحرير الجزائرية المتشددين شككوا في الأطروحة الرسمية المغربية المتعلقة بقرصنة طائرة بنبلة ورفاقه من طرف فرنسا واتهموا السلطان المغربي بالوقوف وراء هده العملية معللين دلك بدفعهم من طرفه  لاقتناء طائرة فرنسية بالرباط عوض مصاحبتهم له على مثن الطائرة التي أقلته في نفس اليوم من الرباط الى العاصمة التونسية. 

خاصة وان من قادهم لمطار الرباط لم يكن
 الا نجل السلطان محمد الخامس

شكل هدا الحدث بداية انشقاق بين حلفاء الأمس ضد الإستعمار الفرنسي وجاءت حرب الرمال سنة 1963 لتعمق هدا العداء الدي لازال قائما لحد اليوم

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire