.
...استطاعوا بناء دولة ....في جنوب المغرب
نهايةستينيات
القرن الماضي، لما تواصل شباب مغاربة من أصول صحراوية، جلهم كانوا يدرسون بالمغرب، بقيادات الأحزاب المغربية اليسارية كالإتحاد الوطني للقوات الشعبية والحزب الشيوعي المغربي، محاولين إقناع هؤلاء الزعماء اليساريين بضرورة إعادة النفس للعمل المسلح بالصحراء لإجبار قوات الديكتاتور فرانكو على الانسحاب من جنوب المغرب، سخر هؤلاء القادة الإصلاحيين مما وصفوه بأحلام مراهقين ورفضوا أي تعامل مع هؤلاء الشباب الوطنيين
علما أن السبعة المشار إليهم أعلاه لم يكونوا حينها يحملون اي فكر انفصالي بل على العكس كان مشروعهم يندرج في تحرير أقاليم المغرب الجنوبية واسترجاعها لاحضان الوطن الأم
وأمام رفض الأحزاب المغربية مساندة هؤلاء الشباب الصحراويين قام مصطفى الوالي السيد الدي سيصبح في شهر مايو 1973 أول رئيس لتنظيم البوليساريو، باتصالات بليبيا والجزائر قصد الحصول على دعمهما العسكري والمالي والسياسي لطرد الاستعمار الأسباني من الصحراء
فكان القدافي أول من استجاب لطلب المجموعة الصحراوية التي لم يكن لها أي وزن يدكر ضمن المعادلة التحررية لاقاليم جنوب المغرب، وأغدق عليها بالمال والعتاد والسلاح كما عمل كل ما استطاع لإدماج البوليساريو وبعده الجمهورية الصحراوية داخل منظومة الوحدة الإفريقية
دخلت الجزائر على خط مساندة البوليساريو سنة 1974 مواكبة كل الخطوات التي كان قد اتخدها القدافي قبيل ظهور البوليساريو للوجود
مباشرة بعد المسيرة الخضراء التي أسس لها الحسن الثاني، منحت الجزائر منطقة تندوف بأكملها للمقاتلين الصحراويين الدين توافدوا على الجبهة الصحراوية من داخل الصحراء الغربية وكدا من موريتانيا ومن العديد من الأقاليم المغربية المجاورة للساقية الحمراء ووادي الدهب
سنة 1976 ارتكب الحسن الثاني أكبر خطإ استراتيجي لما وقع على اتفاق مدريد الدي قضى بتقسيم الصحراء الغربية بين المغرب وموريتانيا، هدا في الوقت الدي كان نفس الملك يعد المغاربة بأنه لن يسمح في ضياع حبة رمل من أقاليم المغرب الجنوبية
الا ان الجزائر التي كانت تقف وراء تجنيد وتدريب وتسليح مقاتلي البوليساريو كان لها رأي مخالف لما أطلقت العنان لهؤلاء المقاتلين للضرب بيد من حديد على مصالح موريتانيا الحيوية لإجبارها على الانسحاب من مخرجات اتفاقية مدريد
وشكلت الغارات المتتالية التي شنتها قوات البوليساريو ضد هده المصالح وعلى رأسها الهجومات المتكررة ضد القطارات الحاملة للمعادن الموريتانية والرابطة بين مناجم الزويرات ونواديبو، آلاما وخسائر باهظة للاقتصاد الموريتاني
ما دفع هدا البلد للإعلان الرسمي عن انسحابه من الأراضي الصحراوية التي كان قد حصل عليها بموجب اتفاقية مدريد
سنة 1991, ارتكب الملك الحسن الثاني خطأ استراتيجيا جديدا حينما قبل ودافع عن تدويل قضية الصحراء بقبوله قرار الأمم المتحدة القاضي بإجراء استفتاء يسمح للشعب الصحراوي بتقرير مصيره (كلمة الشعب الصحراوي وردت لأول مرة في قرارات الأمم المتحدة) في هده المناسبة
كما قبل الحسن الثاني بنشر قوات أممية ضمن بعثة المينورسو دورها تهيئة الشروط لإجراء هدا الاستفتاء
وزج الحسن الثاني بالكاتب العام للاتحاد الاشتراكي الدكتور عبد الرحيم بوعببد في السجن لما انتفض هدا الأخير ضد قبول المغرب لإجراء استفتاء تقرير المصير بالأقاليم الصحراوية
كان قد صرح عبد الرحيم بوعبيد وقتها "كيف لبلد كالمغرب استعاد أقاليم جنوبه ان يقبل بوضعها ضمن المراهنة على تصويت نتائجه غير مضمونة ؟". ظل عبد الرحيم بوعبيد سنة كاملة بالسجن على إثر رفضه لما كان يعتبره تنازلا خطيرا للمغرب على سيادته ووضع الملف بين أيادي القوى العظمى بمجلس الأمن
وها هو المغرب اليوم وبعد مضي ما يزيد عن أربعة عقود لازال يناور باتجاه هده القوى العظمى ويمول مشاريع ضخمة بأفريقيا وأمريكا اللاتينية مترجيا الحصول على الاعتراف بمغربية الصحراء من طرف جزر القمر وجنوب السودان وتريندياد
ومدغشقر وسورينام
وكان انسحاب الحسن الثاني من منظمة الوحدة الإفريقية خطأ ثالتا لسياسته وتدبيره "العبقري والحكيم" لهدا الملف الدي احتكر تدبيره لوحده
ترك هدا الانسحاب مجالا واسعا للبوليساريو كي يصول ويجول داخل اروقة منظمة الوحدة الافريقية قبل ان تتحول هده المنظمة الى كيان جديد (الاتحاد الافريقي) كان البوليساريو والجمهورية الصحراوية الديموقراطية من بين مؤسسيه
وهاهو المغرب اليوم وبعد اعترافه بهده الجمهورية عبر توقيعه على ميثاق الاتحاد الأفريقي، يواجه تغلغل البوليساريو بالكركارات وبير لحلو وباقي الأراضي التي يتجول فيها البوليساريو بكل حرية وينظم فوق ترابها مؤتمراته ويجري بها مناوراته العسكرية
يجد المغرب اليوم نفسه عاجزا على اتخاد اي قرار يقضي بالمواجهة العسكرية بالصحراء بالرغم من اقتنائه أحدث الأسلحة الأمريكية والفرنسية من طائرات ومدرعات ومروحيات وراجمات للصواريخ
منتظرا ماسيقرره مجلس الأمن الدولي
من سبعة طلبة معوزين تجاهلتهم القوى الحزبية المغربية في أواخر الستنيات تحول البوليساريو الى قوة عسكرية ترعب الجيش المغربي المرابط وراء الجدار الرملي
ولن تنفع في شيئ الهرطقات والعنتريات التي يرددها المغاربة الدين شحنتهم بروباكاندا النظام والدين لازالوا ينتظرون تحركا عسكريا لن يأتي أبدا ضد قوات البوليساريو التي تحاصر الكركارات وتقف حجر عثرة امام مرور شاحنات محملة بسلع أخنوش والهولدينغ الملكي
لاشك أن البوليساريو الدي كدس قواته وكثف تواجده داخل المناطق الصحراوية التي يصفها بالمحررة، سيدشن حربا واسعة النطاق في القريب العاجل
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire