.
...فهو يحلم مستيقظا
نعم، استطاعت الدولة الاسبانية الديمقراطية أن تحاكم ملكها وأن تجبره على إسترجاع الأموال الطائلة التي إختلسها من خزينة الدولة عبر تهرب من أداء الضرائب المستحقة، إلى درجة أن خوان كارلوس تقدم بطلب اللجوء عند أصدقائه الخليجيين الفاسدين
نهاية العام الماضي، أصدرت محكمة النقض ببلجيكا حكما يقضي بإرغام الملك السابق ألبيرت الثاني، والد العاهل البلجيكي الحالي على الإعتراف بأبوته للآنسة ديلفين، التي كان قد انجبها خارج علاقته الزوجية مع الملكة باولا
وامثتل الملك ألبيرت إلى أوامر القضاء البلجيكي المستقل والنزيه بقبول إفتحاص حمضه النووي ومقارنته بحمض ديلفين، ألتي تبين بما لايدع مجالا للشك، أنها إبنته.
إضافة إلى هده الأمثلة، تجدر الإشارة الى أن الأمير لوران، نجل ألبيرت الثاني تعرض مؤخرا لقرار حكومي قلص الميزانية التي تدفعها له الدولةالبلجيكية ضمن ميزانية البلاط، كونه سافر إلى الصين والتقى بوزراء هناك، دون إخبار الوزير الأول ووزير الخارجية البلجيكي، كما ينص على دلك دستور البلاد
إضافة كدلك إلى الإدانة التي تعرض لها زوج الأميرة بنت ملك إسبانيا السابق، خوان كارلوس على خلفية إختلاس أموال عمومية
هدا، ودون أن ننسى التهم الموجهة لنجل الملكة إليزابيت، الامير أندرو، باستعمال نفوده للتحرش بفتيات قدمهن له البيدوفيل الأمريكي إيبشطاين، الدي حكم بالمؤبد قبل أن يلقى حتفه في ظروف غامضة بالسجن الدي كان يأويه بواشنطن
ولم تتردد جل الصحف البريطانية في فضح ومهاجمة أندرو، إلى أن إضطر الى الإختفاء من الساحة العمومية، دون أن تحرك الملكة الأم ساكنا للدفاع عنه
إنه لمن المستحيل قطعا أن يقبل محمد السادس تغيير نظام حكمه المستبد والمطلق ليصبح مسؤولا سياسيا يخضع للمساءلة والمحاسبة من طرف المؤسسة البرلمانية والقضاء، وتبرير مصادر تروثه الفرعونية التي راكمها من خلال إحتكاره الدهب والفوسفاط، وامتهان الصيد في أعالي البحار
هل يتصور مغربي عاقل مساءلة الملك محمد السادس على إختفاء زوجته سلمى؟
هل يخطر على بال مغربي يتوفر على عقل سليم، أن يساءل ويحاسب محمد السادس عن قرار إطلاق بيدوفيل القنيطرة دانيال غالفان؟
هل يعقل أن يقبل الملك بتدشين ملكية برلمانية يطلب منه فيها البرلمان :"من اين لك هدا؟"، و من أين أتيت بهده الثروة؟
هل من المنطقي لدى أولي الألباب ان يتصوروا قبول الملك بحق البرلمان مناقشة ميزانية البلاط التي لاتناقش؟
لايمكن بأي حال من الأحوال إقناع الملك والعصابة التي تحيط به بضرورة تحول الملكية المطلقة والمستبدة إلى ملكية برلمانية تخضع للنقد والمساءلة والمحاسبة إلا من خلال تغيير جدري لموازين القوى لصالح النضالات الشعبية
يمكن إرغام الملك على قبول هدا الأمر من خلال نزول ملايين المغاربة إلى الشارع رافعين شعارات سياسية لاتقبل التأويل ولا التفاوض، إسوة بما فعله الشعب الإيراني لما أطاح بمحمد رضا بهلوي أو من خلال عصيان مدني شامل يمر عبر الاضرابات العامة بكل القطاعات والمجالات الاقتصادية
إلا، ومع الأسف، نحن كشعب لايملك وعيا سياسيا ولا إرادة خالصة للتحرر، شعب يكتفي برفع مطالب خبزية وبطنية متفرقة، لايمكن لنا على المستوى القصير أو المتوسط، زعزعة إستقرار الملكية المستبدة والناهبة لخيرات البلاد
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire