lundi 5 avril 2021

علاقات موريتانيا والجزائر...

 .

...تتوطد عبر مشاريع ضخمة وميدانية



تصريح وزير خارجية موريتانيا اثناء زيارته للجزائر مقلق بالنسبة للمغرب



حتما، لم تكن لهده العلاقات إلا أن تتوطد وتتطور باستمرار، حيث لاتضع الدولة الجزائرية  كنظيرتها المغربية، قضية الصحراء الغربية على الطاولة، عندما تريد إنجاز مشاريع اقتصادية أو أمنية أو أكاديمية أو صناعية مشتركة مع موريطانيا


هدا لايعني بتاتا أن الدولة الجزائرية لاتضع في حساباتها وإستراتيجيتها ضمن هده المشاريع والإنجازات ملف الصحراء وأملها في جلب الجارة الجنوبية-الغربية إلى تبني موقف أكثر فعالية وجرأة تعبر عنه موريتانيا ضمن هدا الملف


كل من يظن عكس هدا فهو غبي سياسيا: حيث العلوم السياسية،  وخاصة منها تلك المتعلقة بفنون الدبلوماسية لاتخلو من الإشارات لكون العلاقات بين الدول تبنى أساسا ومند الأزل وبادئ دي بدئ على الإهتمام والإكثرات بالمصالح التي يمكن لكل دولة ان تحصل عليها ضمن العلاقات التي تسعى لربطها وتطويرها مع دولة أو مجموعة دول أخرى


عودة إلى العلاقات الموريتانية المغربية، كل من له داكرة سياسية حية او يراجع الأحداث التي طبعت هده العلاقات، يستحضر الأحداث الخطيرة التي طبعت هده العلاقات، بدأ برفض المغرب قبل إستقلاله وبعده،  مقاومة وسلطانا، التعبير على الرفض القاطع عن اعترافه باستقلال موريتانيا


بالطبع، كانت فرنسا الإستعمارية بعد الحرب العالمية الثانية تتعامل مع حركات التحرر الناشطة في الفضاء المغاربي بمبدأ "فرق تسد" ليتسنى لها الخروج من ورطة  إحتلالها الاراضي المغاربية بأقل الخسائر مع الحفاظ بتواجدها عبر عملاء يصونون مصالحها الإقتصادية والإستراتيجية في هده المنطقة الغنية بثراوتها وطاقاتها الطبيعية


ونجحت فرنسا إلى حد كبير في هده الإستراتيجية التقسيمية عبر سياستها في رسم حدود بلدان المغرب الكبير، تاركة بؤر توثر سممت ولا زالت تسمم إلى اليوم مستقبل علاقات  شعوب المنطقة 


وكان الهدف من دعم فرنسا المستميت وقتها لبروز دولة موريطانيا يصب في هدا الهدف. 


ونجحت ببراعة في تحقيقه أواخر خمسينات القرن الماضي لما تمكنت القوى السياسية الموريتانية  المدعومة من طرف فرنسا الحصول على إعتراف دولي بهويتها كدولة قائمة الدات، كما اكتسبت مقعدا رسميا داخل جمعية الأمم المتحدة 


هدا الإنجاز الفرنسي ساهم بشكل كبير في تهميش الثيار السياسي الموريتاني الدي كان يعمل من داخل المغرب سعيا لجعل الأراضي الموريتانية جزأ لايتجزا من التراب المغربي 


بعد إستقلاله، وبالرغم من القيام الرسمي للدولة الموريتانية،  إلا أن المغرب، سلطانا وأحزابا ظل متشبتا لسنوات طويلة بموقفه الرافض لسيادة الدولة المورتانية


حرمة ولد بابايا الدي لجأ على رأس مجموعة من الزعماء الموريتانيين  الى المغرب سنة  1956, كان هو المعارض الأشرس لاستقلال موريطانيا والمدافع عى ضمها الى المغرب 


المضحك والتراجيدي في الأمر أن الدولة المغربية إحتفظت داخل حكوماتها إلى غاية 1965بوزارة كانت تعنى بالشؤون الموريتانية، بالرغم من اكتساب الدولة الموريتانية لسيادتها واعتراف العالم بهده السيادة 


شكل هدا الموقف المغربي عقدة كبيرة لدى القيادة الموريتانية وقتها، عقدة أسفرت عن فتور كبير في العلاقات التي سعى المغرب ربطها مع موريتانيا في أواخر ستينيات القرن المنصرم لما يئس من قدرته على ضم موريتانيا لأراضيه


الساسة الموريتانيون يتذكرون هدا الموقف المغربي العدائي لبلدهم، ومن حصل لديه إغفال أو نسيان لهدا التصرف المغربي النٌِدي، فالقيادات الجزائرية على استعداد لتدكيره به في الكواليس


ناهيك عن سلسلة التدخلات لاحقا في اللعبة السياسية الموريطانية من طرف المغرب ونصرة تيارات سياسية موريطانية ضد الأخرى من أجل الاستيلاء على السلطة بموريتانيا.


 شكل دعم المغرب الواضح والنشيط والميداني للرئيس معاوية ولد الطايع ضد خصومه ومناوئيه الدين استطاعوا تنحيته، محطة مفضوحة ضمن سلسلات التدخلات المغربية في الشؤون الداخلية والصراعات حول الحكم والسلطة بموريتانيا


يفعل المغرب هدا أيضا وبوجه عاري في السنغال وفي الغابون وساحل العاح ونيجيريا حيث يمول ويدعم ثيارات سياسية دون غيرها أو ضد ثيارات أخرى ما ينعكس أحيانا سَلبا على علاقات الدولة المغربية بهده البلدان لما ينتصر القطب المناوئ للمغرب


رجوعا للعلاقات المغربية الموريتانية، لايمكن مرور الكرام على التصريحات الموسمية للأحزاب السياسية المغربية وعلى رأسها الإستقلال، التي تدكر المغاربة بمغربية موريتانيا وبرثاء شبيه برثاء الأندلس لما تتناول هده الأحزاب الحديث عن موريتانيا


ناهيك عن الدور التخريبي للعلاقات المغربية الموريتانية التي يقوم به أشباه المحللين السياسيين المغاربة ضمن خرجاتهم اللامسؤولة بخصوص السيادة المغربية المزعومة على الأراضي الموريتانية


كل هده التراكمات الندية التي طبعت علاقات المغرب بموريطانيا تجعل قادة هدا البلد ومثقفيه يتبنون ويلتزمون الحدر تجاه التصريحات الرنانة والمبالغ فيها من طرف الدولة المغربية بخصوص "الروابط المثينة" التي طبعت العلاقات المغربية الموريطانية


كلمة وزير خارجية موريطانيا الموثقة في الفيديو أعلاه تشير الى شيئ جد مثير ومقلق بالنسبة للمغرب لما يشير الى السير قدما في تشييد الطريق التجاري لنقل المعادن بين تندوف ومدينة الزويرات التي تشكل مثلتا استراتيجيا مع نواكشوط وميناء نواديبو المطل  على المحيط الأطلسي  


دون إغفال تطرق وزير خارجية موريطانيا للدعم الطبي الدي تقدمت به الجزائر لدولة موريطانيا على شكل إرسال أطباء وممرضين وأدوية لمساعدة بلاده على تحمل أعباء جائحة كورونا


لاداعي لشرح تفاصيل اهمية هدا الطريق بالنسبة للجزائر  وخاصة بالنسبة للبوليساريو



إدا أراد المغرب ربط علاقات مثينة مع الجارة موريتانيا يتحتم عليه ان ينتهج خطابا صريحا وشفافا تجاه الشعب الموريتاني، خطابا يتضمن نقدا داليا صارما لايشوبه أي نفاق



للبوليساريو

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Elections communales annulées à...