lundi 4 octobre 2021

مند سبعينيات القرن الماضي، مارست الدولة المغربية في ملف الصحراء لعبة الساحر....

 .

...فانقلب عليها السحر




لإيلاف السلاطين والملوك العلويين مند الإستقلال، إيلافهم تدبير شؤون المغرب عبر البهرجة وتضخيم كل الخطوات التي يتخدونها


بدأ السلطان محمد الخامس، بتواطؤ مع الإستعمار الفرنسي، بتنظيم عملية نفيه الدهبي بطريقة سينيمائية، نحو مدغشقر، ثم كورسيكا وصولا الى إقليم لاريونيون الفرنسي، حيث وفرت الدولة المستعمرة كل شروط الراحة له ولأسرته طوال مدة منفاه


بعدها، عمل محمد الخامس، دائما بشراكة مع الاستعمار الفرنسي، على إخراج سينمائي يوم عودته للمغرب، لما روجت فرنسا لإشاعة ظهوره في القمر ثم لخرافة نفاد وقود الطائرة التي جاءت به إلى المغرب وهي محلقة في السماء


 فما كان على السلطان المنتمي لسلالة الرسول إلا أن تجرد من جلبابه ليضعه على محرك الطائرة ليمتلئ خزان الكيروزين بالوقود الضروري وتستمر الرحلة السلطانية الشريفة نحو الرباط


ناهيك عن الاحتفالات التي اكتسحت كل أنحاء البلاد إثر حلول السلطان ببلده، صاحبتها حملة مكثفة لتوزيع ملايين المناشير من طائرات ومروحيات فرنسية لم تترك مدينة أو قرية الا ونزلت على رؤوس سكانها الاميين في أغلبهم


جاءت حملة مجازر الريف سنة 1959 التي خطط لها الأمير الحسن بمعية السفاح اوفقير والتي عبأ لها الثنائي كل وسائل الدعاية من جرائد وأثير وطواقم المقدمين والشيوخ من أجل تشويه "اوباش" الريف


دائما في إطار البهرجة والمهرجان والإخراج السينيمائي، جاءت المسيرة الخضراء التي طبعها إخراج هوليودي من طرف الحسن الثاني الدي دفع بطوابير الألطراس نحو رمال الجنوب، بعد أن كان اتفاق مدريد مع فرانكو جاهزا وموقعا من طرف اسبانيا والمغرب وموريطانيا 


لكل من يتدكر خطابات الحسن الثاني في المناسبات المتكررة، كان الديكتاتور المغربي يحيط هده الخرجات حتى وإن لم تكن تكتسي أية اهمية، بتأطير اسطوري تحيي إثره الصحف والجرائد تلاوة الخطاب واصفة إياه بالتاريخي


الإخراج السينمائي صاحب كدلك مبادرة الحسن الثاني يوم قرر الهجوم على الجزائر سنة 1963, حيث تجندت كل وسائل الإعلام وأعوان السلطة بكل أشكالها وأنواعها لتبث شعارات الحقد تجاه الجارة الشرقية التي كانت قد حصلت على استقلالها سنة قبل هدا الاكتساح المغربي لأراضيها


المغاربة القدامى يتذكرون عشرات العبارات التي عمل الإعلام العلوي والموالي له على تعميمها داخل الاوساط الشعبية بما في دلك المدارس الإبتدائية


شعارات من قبيل "بنبلة الوحش الغدار، ياللي قلتي كلام العار" والتي شملت حتى الزعيم المصري جمال عبد الناصر الدي نعته الإعلام المغربي بالبكباشي واوصاف غاية في الحقارة


السينما ودائما السينما خاصة في اتجاه الحقد والعداء للآخرين من طرف بلد لم يبتكر اي شيئ يدكر على المستوى العلمي والتكنولوجي المعاصر


بالنسبة لملف الصحراء، اتسمت تحركات النظام المغربي باتجاه الاستهلاك الداخلي بنفس نمط الإخراج المسرحي الدرامي والسينيمائي وصل إلى حد تقديس إقليم الصحراء ووضعه في خانة الثوابت العليا للبلاد، مع شحن الشعب المغربي بشعارات لاتقبل التأويل او النقاش


تحت الإغراء والتهديد، جند الحسن الثاني وبعده محمد السادس كل النخب الموالية لحكمه من محللين، ورجال دين، وأكادميين وعلماء ومثقفين وأحزاب ونقابات.....لترديد الخطاب الرسمي المتعلق بهدا الملف لتصبح قضية الصحراء الأولوية القصوى والمصيرية ضمن كل سياسات الدولة الاستراتيجية والمرحلية والآنية


وفٌتِحت كل القنوات الاداعية والتلفزية لكل المرددين للخطاب الرسمي بهدا الخصوص حتى تمكنت الملكية من غسل ادمغة المغاربة من كل مامن شأنه أن يدفعهم للأدلاء برأي مخالف للرأي الملكي


أدى هدا المسار إلى جعل الأغلبية الساحقة من الشعب المشحونة بهدا الخطاب، تعتبر نفسها طرفا في عملية نهب خيرات الصحراء والاستفادة منها حيث أصبحت ومند سنين طويلة غير مؤهلة لسماع رأي مخالف لما يأتي به الملك في خطاباته


وساهم المحللون الموالون للنظام المغربي- أسليمي، الخمليشي، اتلاتي، بنحمو، مكاوي وغيرهم - عبر خطاباتهم الدعائية لاطروحة النظام في تزويد جل فئات الشعب بكل مامن شأنه أن يكرس إيمانها بهده الأطروحة


اليوم، وأمام تعثر سياسات النظام ومواجهتها للمواقف الدولية اروبيا وأفريقيا ودوليا بخصوص هدا الملف، تجد الدولة نفسها عاجزة على أي تراجع او مناورة تفرضها عليها هده المواقف والمقاربات


الشارع والمحللون والبروباكانديون الدين انتهجت الدولة تجاههم لعبة الساحر قبل أن ينقلب عليها السحر، أصبحوا اليوم هم من يتحكمون في استراتيجية النظام المتعلقة بملف الصحراء


فالدولة وبعد ان شحنت الأغلبية الساحقة من الشعب بكراهية مقيتة ضد الشعب الجزائري و بتقديس رمال الصحراء، أصبحت غير قادرة على اتخاد أية خطوة تفرضها عليها التعقيدات التي يتسم بها ملف الصحراء


حتى لو إستطاع محمدالسادس ترويد الشعب المغربي عبر فرض فرنسة التعليم او التطبيع مع العدو الصهيوني، من المؤكد انه غير قادر على أي تنازل او تسوية تفرض عليه من الخارج في ملف الصحراء


 هدا لأن الملكية المغربية ومند ،1975 عملت دون انقطاع على جعل قضية الصحراء بمثابة ركن سادس من أركان الإسلام المغربي





Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Elections communales annulées à...