lundi 23 août 2021

هل الشعب المغربي على استعداد...

 .

...لممارسة الديموقراطية ؟



قود عليا، قود عليا





سؤال جد صعب ووجيه

 غالبا جدا مايختزل المعارضون للنظام المغربي قضية الديموقراطية في تنظيم "نزيه وشفاف" للانتخابات واحترام نتائج صناديق الأقتراع


إلا أن هدا الشرط غير كاف بالقطع، مادامت العلاقات بين أفراد المجتمع على كل المستويات تتسم بممارسة العنف اللفظي والجسدي داخل المكون الأسري بين الرجل وزوجته وأطفالهما، وفي الشارع والسوق والمؤسسة التعليمية والمعمل والمصنع والمقاولة، باستعمال السلطة المفرطة والتعسف والتحرش من طرف من يمتلك درجة إدارية أعلى داخل هده المجالات والفضاءات


بالرغم من أن الظاهرة تشكل طابوها يصعب التطرق اليه داخل العديد من المؤسسات والقطاعات إلا أن التحرش بالفتيات والنساء وممارسة العنف والاغتصاب ضدهن داخل اوراش عملهن، أمر يدري به الجميع بالرغم من مؤامرة الصمت التي تحيط به


حتى في القرى والبوادي، يعيش النساء اوضاعا مزرية من خلال الأدوار المسندة اليهن بالحقول والمنازل والعنف الممارس ضدهن


في العديد من الأحياء "الراقية" تلجأ نساء مثقفات حاملات لشواهد عليا الى استقطاب خادمات قاصرات دون توفير أية حماية قانونية لهن وتسريحهن دون أي خجل إن هن حاولن المطالبة بأدنى حق من حقوقهن


كما يلجأ العديد من الرجال الى التحرش بهده الشريحة الضعيفة من الجنس اللطيف وحتى اغتصابهن، كما حصل مع المحامي كروط الدي اغتصب خادمة قاصر ومعاقة دهنيا


داخل الأحزاب السياسية دون استثناء، تنعدم العلاقات الديموقراطية على كل المستويات


أما النقابات، فحدث ولا حرج، حيث يظل الكاتب العام في منصبه الى أن توفيه المنية


 القادة الكبار للأحزاب كالأمناء العامين لايعرفون للتناوب سبيلا حيث يظلون على رأس أحزابهم حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا


ليس القادة الكبار فحسب بل جل الأعيان المدبرين لشؤون هده الدكاكين والدين لايترددون في إقصاء وطرد وترهيب المناضلين المطالبين بالديموقراطية داخل هده التنظيمات


على مستوى النقاش الميداني بين أفراد المجتمع العاديين، يعوض السب والقدف والإقصاء وحتى التكفير، الإختلاف في الأفكار والآراء، لتصل الأمور إلى اللجوء الى العنف الجسدي كما حصل مؤخرا في إقليم مغربي لما نشبت معارك ضارية بين فريقين حزبيين أثناء حملة انتخابية 


الكل ينادي بالتسامح والحوار المتحضر وقبول الرأي المخالف، إلا أن المجتمع المغربي برمته بعيد كل البعد عن تجسيد هده القيم والممارسات في حياته اليومية العادية


دون التغلب على ثقافة الكراهية والإقصاء والعنف بكل اصنافه، لايمكن للمغاربة أن يبنوا مجتمعا ديموقراطيا حقا.


 حاليا لاتظهر أية علامات تبشر بالخروج من هدا المستنقع. بالتالي، أجزم أن مغاربة اليوم غير مؤهلون للعيش داخل مجتمع تسوده الديموقراطية والإحترام المتبادل




Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire