.
شخص ينتحل صفةجمهوري
لاشك أن بلقزيز "المعارض للنظام" قضى وقتا غير قصير في إعداد تسجيل لاعلاقة له بمعارضته للملكية في المغرب أو بالدفاع عن النظام الجمهوري، بل تضمن في مجمله تصفية حسابات مع أناس هم أيضا يقدمون أنفسهم كمعارضين لنفس للنظام الديكتاتوري في المغرب وأجهزته بكل اصنافها وأشكالها
وكان الهدف الرئيسي لنشر هدا الفيديو هو الإفصاح عن وجه رجل معارض للنظام يسمي نفسه "فسحة" في كل التسجيلات التي ينشرها والتي يفضح فيها تصرفات الملك ومحيطه
فسحة الدي أظهربلقزيز وجهه في الوقت الدي اختار فيه صاحب هدا الوجه أن يظل في الخفاء لأسباب تهمه، ليصبح الوجه مكشوفا بالنسبة للمخابرات المغربية ....بفضل عمل قام به "معارض" لنفس النظام
لم ينتقد بلقزيز مواقف من قال عنه أنه فسحة ولم يفند معلومات أدلى بها هدا الأخير في العديد من تسجيلاته، بل اكتفى بإظهار وجهه للعلن.... وللمخابرات في نفس الوقت وصنفه في خانة الإسلام المتشدد الإرهابي لما ربطه دون دليل بجماعة العدل والإحسان ولمح لعلاقته بمحمد حاجب
لاأحد يستطيع أن يؤكد أن الوجه الدي كشف عنه الشخص المريض المدعى بلقزيز، هو بالفعل وجه فسحة، لأن كاشف هدا الوجه لم يقدم دلائل تثبت هوية ضحيته
حتى لاأكون غبيا بدرجة فارس، يمكنني أن أؤكد لمن كشف وجه فسحة أن نظام المخزن المالك لبيغاسوس وللاقمار الاصطناعية وغيرها من آليات التجسس المتطورة لايحتاج "لمعارضين" أمثال بلقزيز للوصول إلى هويات المدونين على صفحات الفايسبوك وتويتر ويوتيوب
وبالتالي هدية صاحب الفيديو للمخزن المتمثلة في كشف شخص فسحة - إن كان بالفعل هدا الشخص هو فسحة - لاتقدم جديدا للأجهزة البوليسية المخزنية المغربية بقدر ماتعطي لبلقزيز فرصة للتهجم على شخص يحمل حسب تاشفين افكارا وتوجهات لايتقبلها هدا الأخير، لكثرة عدائه وكراهيته للثيارات الإسلاموية السياسية بالمغرب
إن هده الكراهية الدي يكنها بلقزيز "الجمهوري" المزيف لتلك التيارات هي التي دفعته للقيام بهدا العمل الشنيع ضد شخص فسحة
أن تنتقد توجهات وأفكار ومواقف جماعة العدل والإحسان أمر مشروع وصحي ضمن النقاش والاختلاف السياسي، أما أن تلجأ لممارسة بوليسية لاعلاقة لها بأخلاقيات هدا الإختلاف الفكري والايديولوجي، فهدا عمل لايختلف عن ممارسات العياشة الدين يطاردون ويتعقبون المناضلين الأحرار على وسائل التواصل الاجتماعي
مايؤكد حقد وكراهية بلقزيز لثيار العدل والإحسان الدي لم ولن تربطني به لا من قريب ولا من بعيد أية صلة سياسية أو فكرية، كون صاحب الفيديو تطرق في نفس التسجيل لأوضاع أشخاص آخرين ينتمون كلهم، حسب " معلوماته"، لإيديولوجية هده الجماعة التي تهجم عليها بنفس الطريقة التي تستعملها قنوات الدباب الاليكتروني
السؤال الدي يطرح نفسه في هده النازلة هو: لمادا قام بلقزيز بعمل كهدا وما الفائدة عبر إظهار وجه فسحة لمن يتابعون فيديوهاته ويعلقون على محتوياتها دون أن يتطرقوا لهويته ؟
هل هو انتقام ام غيرة من منافس ؟
على أي حال، تبرز لنا هده القضية أن هم "المعارضين الجمهوريين" لنظام الحكم في المغرب يكمن في تتبعهم وتعقبهم لمن يخالفونهم الرأي من مدونين وفنانين لهم طرقهم الخاصة في مواجهة نظام الحكم الفاسد بالمغرب
تدوينة الأمريكي ولد سيدي قاسم الأخيرة على الرسام الكاريكاتوري عبد اللطيف الزايدي خير دليل على تشبع هؤلاء بالفكر الفاشي المناقض لابسط مبادئ العلمانية المتسامحة التي يستفيد منها هؤلاء في بلدان إقامتهم
لاتخلو ممارسات كتلك التي تنهجها مجموعة تتبنى الجمهورية من خارج المغرب من نزعات فاشية بوليسية
بالنسبة لجماعة العدل والإحسان التي لم تقم بأي تهجم ضد أي ثيار يساري أو جمهوري بالمغرب ولم ترتكب أي اعتداء ضد أي كان، خلافا لهؤلاء المتطفلين على العلمانية، فهي، أي العدل والإحسان، تعتبر تنظيما سياسيا يعبر بطرق حضارية وديموقراطية على مواقف وأفكار، مثلما تعبر أحزاب اليمين المتطرف الايطالي والفرنسي على أفكارها في ظل النظام العلماني الدي يتسع للجميع
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire