lundi 1 novembre 2021

إغلاق نهائي لأنبوب ...

 .

..الغاز الجزائري في وجه المغرب


خيانة القضايا العربية تسكن جينات الملوك والسلاطين المغاربة

كان من الممكن تجنب هدا الإغلاق لو أن الدولة المغربية اتخدت بعض الإجراءات لطمأنة الجانب الجزائري وإظهار حسن نيتها في التجاوب مع الانتظارات الجزائرية التي عبر عنها نظام الحكام الجزائريين خلال الأشهر القليلة الماضية


من بين هده الإجراءات التي لم تكن لتكلف المغرب الكثير من الجهد إعفاء عمر هلال من منصبه كممثل دائم للدولة المغربية بالأمم المتحدة والاعتذار عن توزيع هدا الأخير داخل اجتماع دول عدم الانحياز ورقة يناصر المغرب من خلالها ماسماه بجمهورية القبائل


خاصة وأن الوزير الأول المغربي السابق لما سئل عن الموقف الدي عبر عنه عمر هلال بهده المناسبة أجاب حرفيا أن ماقام به مندوب المغرب يعتبر موقفا شخصيا صدر منه كرد فعل على الدفاع المستميت للجزائر على البوليساريو في أروقة المنظمات الدولية


لم يتخد المغرب قرارا كهدا ولم يتنكر لما قام به مندوبه الدائم


الإجراء الثاني الدي كان من واجب المغرب القيام به يكمن في تنصله من تصريح وزير خارجية الكيان الصهيوني الدي أدلى به في عقر دار الدولة المغربية لما أشار للجزائر كدولة مارقة متعاملة مع إيران، دولة تشكل خطرا على جيرانها وعلى المنطقة المغاربية برمتها 


إلا أن بوريطة الدي حضر الى جانب الوزير الصهيوني هده الندوة الصحفية لم يضع النقاط على الحروف بل ترك لضيفه الإسرائيلي المجال مفتوحا للتهجم على دولة جارة 


ولم يتدارك بوريطة فيما بعد هدا الخطأ المرتكب من طرف وزير الكيان بل ترك الأمور تسير على حالها.


 مااعتبرته القيادة الجزائرية تواطؤا مغربيا مع إسرائيل ضد أمن الجزائر القومي


التدبير الثالت الدي لم يكن ليكلف المغرب مجهودا كبيرا من أجل تهدئة الأوضاع مع النظام الجزائري يتمثل في العمل على توقف الهجمات اللفظية التي يقوم بها الدباب الاليكتروني المغربي والصحف الموالية للملكية التي تنعث المسؤولين الجزائريين بالكبرانات وتتهمهم بنهب خيرات الشعب الجزائري وتهريبها الى الخارج 


هدا التدبير لايشكل أية صعوبة لدى الدوائر الرسمية المغربية حيث يعرف الجميع أن المخابرات المغربية هي من تتحكم وتمول تحركات منار سليمي وباقي أشباه المثقفين الدين أصبح عملهم الوحيد يقتصر ليل نهار على التهجم على القيادات الجزائرية


صحيح أن للجزائر دبابها الإليكتروني المناوئ للدولة المغربية. إلا أنه وبحكم تتبعي الدقيق لهدا الجانب الخاص، يمكنني أن أجزم أن ظاهرة التسجيلات والفيديوهات والمقالات التي تنشرها قنوات اليوتيوب وبعض الصحف الجزائرية جاءت كرد فعل على التهجمات ضد الجزائر 


وأن هده الردود لازالت لحد الساعة لم ترقى ولم تصل للمستوى العددي الكبير الدي ينشر بالمغرب إدا قارناه بالكمية المتواضعة التي تنشر من طرف نشطاء جزائريين محسوبين على أصابع اليد الواحدة على اليوتيوب والفايسبوك 


هانحن اليوم وبعد إغلاق أنبوب الغاز الجزائري المار من المغرب أمام منحى تصعيدي جديد كان من الإمكان تجنب عواقبه على اقتصاد المغرب وجيوب المواطنين المغاربة الدين سيدفعون ثمن إنقطاع تدفق الغاز الجزائري عبر الأراضي المغربية


علما أن الدولة المغربية التي كانت تتلقى 70 مليون دولار سنويا كإيجار لأراضيها التي يمر منها هدا الأنبوب كانت هي المستفيد الوحيد من هده الأموال التي لم يرى الشعب المغربي منهاومند عقود درهما واحدا


وبالرغم من محاولات الدوائر الرسمية التقليل من الأضرار الاقتصادية التي سيعاني منها المغرب عبر انقطاع الكهرباء في مناطق شاسعة من البلاد والغلاء التي ستعرفه البوطا والدي سيؤثر مباشرة على القدرة الشرائية للمغاربة الضعفاء، إلا أن توقف أنبوب الغاز الجزائري سيتسبب في الكثير من المشاكل لقطاعات عدة بالمغرب، كالمسستشفيات والمعامل والمصانع والمدارس مرورا بالإنارة العمومية وتزويد الساكنة بما تحتاج اليه من كهرباء منزلي


تهديد الجزائر من خلال التطبيع والتنسيق مع العدو الصهيوني لن تكون له إلا نتائج وعواقب سلبية على المغرب الدي لم ولن يجني من الكيان الصهيوني الدي جاء للمنطقة المغاربية لتدميرها وتفتيتها إسوة بما فعله هو وحليفه الأمريكي في الشرق الأوسط


ومن يعتقد من حكام المغرب أن الصهاينة أتوا الى المنطقة المغاربية من أجل مساعدة المغرب على الحسم في قضية الصحراء الغربية لصالحه، فهو واهم


إلا أن الملك المغربي المتصهين، الدي كان من المبادرين لهدا التطبيع، لم يعد يملك اي هامش للتخلص من عواقبه حيث أن خيانة القضايا العربية تسكن في جينات السلاطين والملوك العلويين قبل نشأة دولة الإحتلال وبعدها


لاداعي للعودة الى مؤتمر القمة العربية الدي انعقد سنة 1965 بالرباط والدي سمح الحسن الثاني للموصاد خلاله التجسس على مجريات هدا اللقاء ماأدى الى الهزيمة التي منيت بها الجيوش العربية سنة 1967 


ناهيك عن التواطؤ المغربي الصهيوني الدي شهدته الهجرة اليهودية من المغرب باتجاه اسرائيل بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، والدي ساهم بشكل حاسم في  احتلال فلسطين


وهاهو النظام المغربي يبرر تطبيعه المعلن مع الصهاينة بحجة تواجد أكثر من مليون من أحفاد هؤلاء اليهود المغاربة القتلة الدين انخرطوا في صفوف جيش الاحتلال الصهيوني الغاشم 


كان ولا زال بإمكان الجزائر إن هي أرادت افشال علاقات الملكية المغربية بالكيان الصهيوني، أن تنجح في ساعات معدودة في تحقيق هدا الهدف


فإسرائيل تعي وعيا تاما أن تطبيعا جزائريا معها ستكون له نتائج تفوق بعشرات المرات ماتجنية تل أبيب من تقربها من المغرب. إلا أن الجزائر التي كانت دوما ولا تزال متشبثة بمواقفها المبدئية المناصرة لحقوق الشعب الفلسطيني لن تنهج هدا السبيل


والدليل على أن إسرائيل مهتمة بهدا الهدف المتعلق بالتطبيع مع الجزائر جاء على لسان السفير الصهيوني الجديد لما قال أن حل مشكلة الصحراء يكمن في المفاوضات المباشرة بين المغرب وجبهة البوليساريو



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire