samedi 28 mai 2022

شخصية المغربي المضطربة



والمائلة إلى العبودية





...اعرف شخصا ببلجيكا، قدم إليها سنة 1997


كان قدومه بطريقة غير شرعية عبر البحر تلات مرات مابين المغرب وسواحل اسبانيا 


 أدى ثمن العبور في الحالتين الأولتين ب 6 مليون ونصف المليون سنتيم


قام بمحاولتين فاشلتين للعبور عام 1995 وعام 1997


العملية الأولى أدى عليها مليوني سنتيم، لكنه لم يتمكن من مغادرة شواطئ المغرب بنواحي طنجة، حيث حسب ماحكى لي، ألقى عليه الدرك المغربي القبض فجر اليوم الدي كان ينتظر فيه هو و13  شاب صاحب الزورق المطاطي


ودائما حسب حكايته، قدمه الدرك إلى وكيل الملك بمدينة طنجة وقضى مايزيد عن شهرين سجنا بمعتقل البرانص


ولما خرج، عمل جاهدا من أجل تحقيق حلمه في مغادرة المغرب مهما تطلب هدأ من تضحيات.


وبعد سنة، استطاع أن يحصل على ثلاثة ملايين سنتيم، أعطتها له أمه بعد أن باعت كل ماكانت تملكه من دهب ومجوهرات وبعد أن اقترض طرفا من هدا القدر من أخته وأخيه اللدين يشتغلان بالتعليم بالشمال


الرحلة الثانية إنتهت بالقبض عليه من طرف الشرطة الإسبانية قبل أن يصل الزورق إلى شواطئ طريفة. سلم بعدها للبوليس المغربي الدي يشتغل على مثن العبارة التي تربط بين طنجة وطريفة


قضى شهرا بالسجن بطنجة وسلب منه جواز سفره


لما غادر السجن وهاجس مغادرة المغرب ينخر أحشاءه، فكر طويلا في السبيل الدي سيمكنه من تحقيق هدا الحلم الدي كان لايتركه ينام


خرج المرة الثالثة مختفيا تحت شاحنة تنقل البضائع من المغرب الى هلندة، حيث اختبأ في مكان لم يتمكن البوليس المغربي والاسباني من العثور عليه


التقيت به في بروكسيل يوم كنت ارأس لجنة تدافع في بروكسيل عن تسوية أوضاع السريين ببلجيكا 


كانت هده اللجنة تناضل ضمن تنسيقية وطنية كبيرة تنشط لهدا الهدف على كل التراب البلجيكي


عملنا في بروكسيل سنتي 1998 و 1999 على تنظيم تظاهرات محلية ووطنية لتحقيق مطلب تسوية أوضاع السريين


وكان الشخص من بين الشباب النشيط داخل لجنتنا حيث شارك في إضراب عن الطعام بكنيسة بروكسيلة مع اشخاص سريين آخرين


إلى أن استجابت الحكومة البلجيكية إلى مطالبنا وفتحت ابواب التسوية أمام السريين أواخر 1999


استطاع بطل قصتي الواقعية أن يحصل على أوراق الإقامة بتقديمه بطاقته الوطنية للمداومة التي كنت أعمل داخلها من أجل مساعدة السريين في جمع كل الوثائق الضرورية التي تطلبها وزارة الشغل من أجل منح رخصة العمل والإقامة.


بعد أن حصل هدا الشخص على أوراق إقامته ، وجد عملا بضواحي العاصمة البلجيكية ثم تزوج ونحب أطفالا.


وكنت التقي به بالسوق الشعبية قرب محطة ميدي أو بمقهى بنفس المحيط


وكان يحييني ولا يتركني أن اؤدي ثمن كأس الشاي أو القهوة. 


ويخجلني كثيرا لما يثني علي أمام الحضور وكأنني من انقده من الوضعية التي كان يعيشها بدون اوراق.


التقيت به يوم الخميس الماضي صدفة بمقهى بشارع ستالينكراد. كان صحبة خمسة من أصدقائه يتحدثون بحماس حول حراك الريف.


عرض علي أن أجلس الى طاولتهم ففعلت.


لم اكن اريد الخوض في مناقشتهم. لكنني لما لمست من كلام الصديق الدي عايشته محنة سريته، أنه ينادي اكثر من الآخرين بتكسير عظام محتجي الحسيمة ويبجل رجال الأمن داعيا إياهم إلى الحسم مهما تطلبه ثمن تدخلهم، لم اصدق ادناي


أمام حماسه المفرط في دعم المخزن الدي تسبب في عدابه وهجرته لأروبا ومطالبته بقمع من كان يشبههم في ماض غير بعيد، نهضت من مكاني وأديت ثمن عصيري وانسحبت دون السلام على الحاضرين.


تبعني خارج المقهى ليستفسر موقفي فأجبته بطريقة جد يابسة" سامحني لدي اشغال طارئة.....أراك مرة أخرى.."


وقررت أن لا أمد يد العون لأي مهاجر يوجد في بلجيكا بدون أوراق الإقامة

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Elections communales annulées à...