mercredi 12 avril 2023

البنية السرية المستبدة في المغرب

 .تمنع حق التضامن مع ضحايا القمع

 بقلم الاستاد والاعلامي إدريس فرحان 

أحمد جواد المسرحي الدي أضرم النار في جسده احتجاجا ضد الحكرة

ايطاليا 

لازال مشهد إشعال النار في جسد شهيد الحكرة والظلم المثقف والمخرج المسرحي أحمد جوادعالقة في أذهان أربعين مليون نسمة مواطن مغربي وهو يكرر عبارات : أيها الظالمين بوزارة 
الثقافة ستحرقكم النار في جهنم بالآخرة ..
هذه الوزارة التي يرأسها المهدي بنسعيد المعروف بين أوساط الشعب المغربي بكل فئاته في بداية الألفية أنه كان يحمل حقيبة المستشار الملكي فؤاد علي الهمة أينما ذهب وإرتحل أثناء تأسيس حزب الأصالة والمعاصرة..صورة تناقلتها بقوة في ذلك الوقت كل وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة..
هذا السياسي البامي ،الوزير الحالي للثقافة يكون الوزير  الوحيد في تاريخ الحكومات المغربية المتعاقبة منذ الإستقلال  الذي لم يشغل أي وظيفة تذكر ، ولم يكن في يوم من الأيام طيلة حياته السياسية القصيرة، لا موظف حكومي ،ولا منهدس ،ولا دكتور ،ولا هو بطبيب ،ولا بتاجر ، ولا مثقف،ولا حتى ماسح أحذية ولا مناضل ، ولا يعرف أي شيء عن المسرح  ، الشيء الوحيد الذي يعرفه هو إتقانه للإنحناء وتقبيل الأيادي لأسياده من حزب الجرار..
مشهد إحراق المرحوم أحمد جواد لنفسه أمام باب وزارة الثقافة بسبب الحكرة والظلم الذي لقيه من طرف مسؤوليها الأول تناقلته القنوات الفضائية الدولية العالمية والمواقع الإلكترونية العربية والإسلامية والإفريقية والأسيوية والدولية على السواء ..
الفظيع في هذا الأمر ، هو أن كل الموظفين العاملين بالوزارة كانوا ينظرون إليه من النوافذ في مشهد سوريالي بما فيهم عنصري الأمن الذين كانوا واقفين يتفرجون عليه والنار تلتهب كل جسده النحيف ولم يتحركوا لإنقاذه ، بل همهم الوحيد كان إغلاق الباب في وجهه ..
ولولا هبة المواطنين العاديين الذين تحركوا على الفور ونجحوا في إخماد النيران لكان توفي في اللحظة ذاتها ، ورغم كل الحروق التي اصيب لها ذهب نحو الباب وهو يردد، أبها الظالمون ستحرقكم النار في جهنم…
أسئلة عديدة تطرح حول دلالات هذا المشهد التراجيدي الغير المألوف بعاصمة الرباط ؟؟ ، ما الذي دفع هذا المثقف والمخرج المسرحي من حجم الأستاذ الشهيد أحمد جواد أن يحرق نفسه أمام وزارة الثقافة ؟؟
ولماذا يذهب إلى الموت وهو يحترق أمام أعين الملايين من الشعب المغربي والملايير من ساكنة العالم دون أن يحركوا المسؤولين ساكنا ؟؟
ولماذا لا أحد من موظفي وزارة الثقافة الكبار والصغار على السواء حاول إنقاذه ؟؟ ، كأن الذي أشعل النار في جسده ليس بإنسان مغربي وإنما عدو للمملكة.
ألهذه الدرجة وصل الخنوع والإستسلام في أروقة وزارة الثقافة التي عين على رأسها شخص معتوه متسلق للمناصب لا يفهم شيئا من الثقافة سوى أنه كان الخادم المطيع للرجل النافذ مهندس الأجهزة الأمنية والإستخباراتية بالمحيط الملكي.
مع الأسف ، هذه نتائج سياسة القبضة الحديدية التي تمارسها منذ سنوات البنية السرية الحاكمة الفعلية للمغرب الحالي ضد كل المثقفين والنخب الوطنية التي ترفض الخضوع لسياسيتها الإستبدادية الفكرية والثقافية المطلقة.
لدرجة ، أن التضامن أصبح ممنوعا على كل من تطحنه الآلة المخزنية من صحفيين ونشطاء حقوقيين ومدونين والمثقفين الذين من بينهم الأستاذ والمخرج المسرحي المرحوم أحمد جواد..
وهذا ظهر جليا في المقبرة التي دفن بها شهيد المسرح المغربي بحيث منع على موظفي وزارة الثقافة المشاركة في الجنازة ، بينما شوهدت أخت شهيد الحكرة والظلم أحمد جواد وهي تصرخ وتتمرغ في الأرض بسبب ما تعرض له أخيها الهالك خلال السنوات الأخيرة من حياته….
لأنه حسب قانون البنية السرية كل تضامن مع هذا المخرج المسرحي سيعرض لنفسه للطرد من وظيفته العمومية وستطبق عليه سياسة الأرزاق التي يتعبها المخزن ضد كل موظف عمومي معارض سواء أكان أستاذ جامعي أو فنان أو مثقف ..
لهذا لا عجب فيما يحدث في السنوات الأخيرة بمملكة محمد السادس من إنتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان وتجاوزات لا تعد ولا تحصى في الأمن والقضاء التي لا يمكن أن يتحمله أي حاكم عاقل..
يبقى السؤال المركزي المطروح أين هو الملك محمد السادس رئيس كل من مجلس الوزراء والمجلس الأمني الأعلى والمجلس الأعلى للقضاء ؟؟ ، والذي يبدو أنه فعلا مغيبا منذ أشهر عن المشهد السياسي الإقتصادي والإجتماعي والإعلامي.
ولعل آخر فضيحة قضائية التي وقعت أطوارها بمدينة تفليت تؤكد هذه الحقيقة ، والتي تعرضت فيها طفلة من 12 ربيعا للإغتصاب جنسي من طرف ثلاثة وحوش آدمية، تتفاوت أعمارها ما بين 27 ، و32 ، و37 نتج عنه حمل حكم عليهم بثلاثة سنوات سجنا من طرف أحد القضاة بالمدينة الذي ضرب عرض الحائط كل القوانين القضائية الدولية التي عادت تصدر أحكام عالية في مثل هذه الجرائم…
لكن بالنسبة لأعضاء البنية السرية القائمين على المجال القضائي فإن الأمر عادي مادامت التوجيهات الصادرة من الأعلى من الرباط تقول بأنه يجب إغلاق كل فم مستقل.
وأعني هنا بالضبط محمد عبد النبوي، الرئيس المنتدب للمجلس الأعلى للقضاء الذي كان لوقت قريب رئيسا للنيابة العامة بالرباط ، والذي حدثت في عهده كل الإعتقالات التعسفية التي طالت كل من الصحفيين أمثال ،توفيق بوعشرين ، وسليمان الريسوني ، وعمر الراضي وقادة حراك الريف واجرادة وزاكورة والمدونين رضا عثمان بنخلون وسعيدة العلمي ، وآخرهم كما هو معلوم النقيب الأستاذ محمد زيان الذي تساءل في الفيديو الأخير من يحكم فعليا المغرب ؟؟
هذه الفاجعة الإنسانية ليست هي الأولى من نوعها التي حدثت في المغرب في السنوات الأخيرة ، ففي شهر أبريل من سنة 2016 شهدت مدينة القنيطرة خادثا مماثلا لسيدة خمسينية تدعى *مي فتيحة * التي كانت تقطن بحي اولاد امبارك ، حيث كان المشهد أكثر رعبا وألما ، جسد تلتهبه النيران في صمت ورجل قريب منها لم يتدخل لإنقاذها كان يراقبها وهي تموت ببطء بسبب شدة النيران .
بعدها تدخل طفل صغير دفعته براءته لإنقاذ ما يمكن ،حاول تخليصذلك الجسد من الثياب المحترقة ، تمكن هذا البرعم من إبعاد النيران ، ويأتي بعد ذلك رجل آخر بلحاف يلملم به جسد المرأة المحترق ..
توفيت * مي فتيحة * وتوي أحمد جواد الذين هم في حقيقة الأمر شهداء لقمة العيش والحكرة والظلم ..
لكن رأس الفساد بالمغرب الحالي أعضاء البنية السرية من وزراء ومسؤولين عموميين لازالوا يصولون ويجولون بشوارع عاصمة المملكة الرباط على متن سيارات الدولة الفارهة بين الإدارات والمؤسسات العمومية والقطاعات الوزارية ..

يتبع ..

فرحان إدريس

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire