مند دخول الاستعمار المباشر للمغرب سنة 2012, بطلب ملح من النظام السلطاني الإقطاعي المغربي عبر توقيع وثيقة الحماية، لم تتوقف عمليات المواجهة مع المحتلين، بل تصاعدت وثيرتها إلى أن برزت حركات النضال السياسي والمسلح بجل انحاء البلاد
وفي اواسط ثلاتينيات القرن الماضي ظهرت للوجود حركة سياسية بالمدن الكبرى للمغرب سرعان ما أفرزت أحزابا سياسية كان أكبرها آنداك هو حزب الاستقلال
تصاعدت في اربعينيات نفس القرن نضالات الجماهير المغربية بالمدن والقرى الى أن وصلت دروتها الى المطالبة بالاستقلال وجلاء المستعمر. ودعمت الحركات السياسية هدا النضال السياسي والمسلح الدي تصاعدت وثيرته يوم أقدم الاستعمار الفرنسي على نفي السلطان محمد الخامس سنة 1952
كان المغاربة وقتها يتسمون بأخلاق دات جودة عالية، يتعاونون فيما بينهم، ويوفون بالعهد إن هم عهدوا ويحسنون بالفقراء منهم وينصفون في حق اليتيم والمحروم
كما كان الوقار والحياء يطبع علاقاتهم وتصرفاتهم فيما بينهم
كان منفى محمد الخامس مكيدة نصبها الاستعمار للوطنيين وللشعب المغربي إد ظهر جليا ان اقاماته بكورسيكا ولاريونيون ومدغشقر كانت مصنفة من خمسة نجوم وشكلت فترة استغلها الاستعمار للالتفاف على قضايا وتطلعات الشعب المغربي)
إد انتهت المؤامرة بعودة السلطان تحت شروط غامضة ومدلة ومكبلة لأيادي الدولة المغربية، شروط فرضت على الشعب المغربي من خلال قبول السلطان لها، التخلي عن أجزاء كبيرة من الأراضي المغربية كالصحراء الغربية، وسيدي إفني وسبتة ومليلية والجزر الجعفرية
https://youtu.be/FxsIbsF34co
https://youtu.be/FxsIbsF34co
بل اكثر من هدا، فرضت القوة الاستعمارية الفرنسية على المغرب ربط اقتصاده ربطا عضويا بمصالحها، ونصبت على رأس الدولة المغربية جل من خدموها بالماضي واجتهدوا لتكريس نمودج الاستعمار الجديد
حاولت القوى الحية بالمغرب مند حلول الاستقلال الشكلي التصدي لهده المشاريع الاستعمارية، إلا أن تخادل مكوناتها ونقص النضج في تكوين أطرها وزعمائها وانتهازية العديد من هؤلاء الزعماء، حالت دون تشكيل جبهة ديموقراطية صلبة ترغم النظام الملكي وحليفه الاستعمار الفرنسي على الانصياع للمصالح العليا للشعب المغربي
مند انقلابي 1971 و 1972, قرر الملك الراحل الحسن الثاني من جهة، انتهاج خطط جديدة وماكيافيلية في تعامله مع المعارضة ومع الجماهير الشعبية. فأطلق العنان للضباط الكبار كي يلجؤوا للنهب والسرقة وكي يغتنوا غناء فاحشا اساسه الريع والرشاوى والاحتكار المفضوح لجل القطاعات الاقتصادية للبلاد
ومن جهة اخرى، عمل الحسن الثاني على قمع كل الحراكات السياسية والاجتماعية، قمعا لم يعشه المغاربة حتى في احلك زمن الاحتلال الفرنسي والاسباني
من جهة ثانية، اجتهد الملك آنداك في ابتكار سياسية تهدف لتفكيك المقومات الأخلاقية للشعب المغربي وكدا نسف كل القيم التربوية النبيلة التي عاش عليها المغاربة مند الأزل.
انتهجت هده الاستراتيجية المفككة للثرات الاخلاقي وللقيم السمحة والمتعاطفة عبر ضرب المناهج التعليمية وتشجيع البرامج الوسخة للقنوات التلفزية والاداعية الرسمية
نجحت هده الوسائل التربوية والاعلامية في زرع سموم التفرقة والشك والغدر والخيانة والطمع والتخدير داخل الاوساط الشعبية الى ان اصبحت هده الصفات تشكل الهوية والشخصية الجديدة للإنسان المغربي
هده الهجمة الثقافية الفاسدة والمفسدة، أخدت أبعادا وطوابع مخيفة مند اختراق وسائل التواصل الاجتماعي العصري لاوساط الاسر والعائلات وباقي قطاعات المجتمع
حيث اجتهد النظام الجديد في تسخيرها من أجل استحمار الشعب عبر دعمه لقنوات الفضائح الاخلاقية التي اصبحت اليوم تسيطر على الفصاء الازرق
كما عمل من خلال خلق قنوات مخابراتية على الانترنيت على نشر وتشجيع ثقافة الانحلال الأخلاقي والمجتمعي ببث الكلام الساقط لدنيا باطمة والشيخة تراكس وسعد المجرد والستاتي والصنهاجي والداودية وغيرهم ممن تطفلوا على فن الاغنية المغربية وكدا بث فيديوهات تمجد العهارة والفساد التربوي كروتيني اليومي او برامج تكبير القضيب او تغليض المؤخرة والتجميل والبوطوكس
أمام هدا التدهور الهوياتي والتدني الأخلاقي ونشر الافكار الضلامية والغيبية
أصبحنا من خلال هده الاستراتيجية المدروسة الشيطانية الهادفة لفك الارتباط بالقيم النبيلة، نبتعد عن ضرورة التضامن والإخاء والمودة فيما بيننا، حيث يفكر ويخطط كل واحد منا في زاويته ويلتفت يمينا ويسارا كي لا يشاركه اخوه ماهو بصدد فعله او إنتاجه
في ظل هده التطورات الخطيرة لاأمل في أي تغيير سياسي ومجتمعي حيث اصبحنا اليوم داهبون الى مالاتحمدعقبانا إسوة بمقولة الشاعر "إنما الامم الأخلاق مابقيت، إن هم دهبت أخلاقهم دهبوا"
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire