...البيجيدي متشبت بمشروع الانقلاب على الملكية...
تعليق بنكيران على توقيع الوثيقة المشتركة بين المغرب من جهة والولايات المتحدة وإسرائيل من جهة ثانية، يدخل في إطار استراتيجية الحزب البعيدة المدى الهادفة إلى استيلاء الإخوان المسلمين على الحكم بالمغرب
بداية، سأتطرق إلى كرونولوجيا الأحداث المتعلقة باعتراف الملك بإسرائيل وسأدكر بما قاله بوريطة بخصوص هده العملية: قال وزير الخارجية المغربي الدي هو بالمناسبة وزير سيادة عينه الملك بطريقة مباشرة، إن التطبيع مع إسرائيل ليس وليد الصدفة لكنه تتويج لمحادثات ونقاشات وأخد ورد دامت أكثر من سنتين في الكواليس ببن المسؤولين المغاربة و الأمريكيين والإسرائيليين
معنى هدا التصريح أن الحكومة برمتها وخاصة رئيسها العثماني لم يكونوا على علم بهده المحادثات بل تفاجئوا بنتائجها في أواسط شهر دجنبر 2020
وإلا كيف يمكن تفسير خطاب العثماني أمام الشبيبة البيجيدية في شهر غشت الماضي لما وبخ الكيان الصهيوني وهاجم همجيته تجاه حقوق الشعب الفلسطيني ورفض بشكل قاطع أي إمكانية للتطبيع مع من تلطخت ايديهم بدماء هدا الشعب معتبرا أية محاولة للتطبيع تعد تحفيزا للصهاينة للاستمرار في جرائمهم
من المنطقي والغير قابل للتأويل أن العثماني لما قام بهدا التصريح لم يكن على علم بما يجري في كواليس الدولة الحقيقية التي كانت تعمل من حول الملك لمدة سنتين كما انه من الواضح ان القصر وخدامه قرروا طوال هده المدة عدم إخبار رئيس الحكومة بما كانوا بصدد القيام به في إطار صفقة الصحراء مقابل الاعتراف بإسرائيل.
إن دل هدا على شيئ فإنما يدل عن إرادة الدولة العميقة تهميش الحكومة وبالخصوص رئيسها العثماني وأبعادهما عما كانت تتفاوض بخصوصه مع الأمريكان
وبالتالي يتضح لكل متتبع نزيه أن الحكومة وباقي المؤسسات المنتخبة لم تشارك بأي شكل من الأشكال في هده المناقشات بإرادة وقرار مبيثين من طرف القصر وبموافقة من إسرائيل وامريكا، وأن هده المؤسسات لاتحظي بأي احترام أو تقدير من طرف الملك وأعوانه
مايوضح غياب هدا الاحترام للحكومة وللعثماني على وجه الخصوص طرأ لما أمر الملك وزيره الأول بالتوقيع على الوثيقة المغربية الأمريكية الإسرائيلية المكرسة لقرار تطبيع محمد السادس مع الكيان الصهيوني الغاشم
قبل العثماني بكل هده الإهانات الملكية لسبب بسيط يتمثل في تشبث الحزب الإخواني بمشروعه الغير المعلن الهادف على المستوى البعيد للإطاحة بالملكية والاستيلاء على السلطة لما تأتي ساعة التمكين التي تشكل في القاموس الإخواني المرحلة الأخيرة ضمن استراتيجية الإسلام السياسي الهادف للإنقضاض على السلطة.
لأن الإخوان المسلمين الدين يحلمون بترميم حكم الخلافة ويكفرون بوجود الدولة القطر يعتبرون أن الوقت يلعب لصالحهم مادامت الجماهير الشعبية الواسعة بالمغرب تطمح هي الأخرى لإعادة حكم الخليفة
جاء بنكيران ليؤكد عبر تعليقه على توقيع العثماني ليبعث رسالة مشفرة إلى الملك مفادها أن حزب العدالة والتنمية لا يمكنه أن يقف ضد قرار اتخده الملك بل يتحثم على الحزب مهما كان تقييمه لهده العملية التطبيعية أن يساند الملك وأن يقف إلى جانبه
بمعنى آخر: القرار ليس قرارنا نحن بل هو قرار الملك لوحده. وموقف الحزب منه عبر دعم محمد السادس هو تعبير عن الوفاء للعاهل المغربي وعدم تركه في مواجهة الغضب الشعبي تجاه هدا القرار
معنى هدا الموقف البنكيراني أن الملك يوجد في موقف لايحسد عليه أمام رفض الرأي العام الداخلي والعربي والإسلامي لقرار التطبيع وأن البيجيدي قرر الوقوف إلى جانب الملك الدي من المفروض أن ينوه بدعم البيجيدي وأن يجازيه مستقبلا عن تفانيه في خدمة الأعتاب الشريفة
هكدا يرى حزب العدالة والتنمية وبنكيران على الخصوص كيف يضمن مركز حزبه مستقبلا كي تزداد وتكبر مكانته عند القصر الملكي
لكن بنكيران الدي يرمي بكرة التطبيع في ملعب الملك دون توضيح موقفه من عملية التطبيع يترك باب المناورة مفتوحا على مصراعيه لاستغلال ما يمكن أن تؤول إليه الأمور حالة فشل عملية التطبيع التي هندس لها محمد السادس
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire