الملك الدئب والمناضل السلوقي
اللي قراه الديب، قراه السلوقي...
هدا المثل يضربه المغاربة حينما يقرر شخص ما الإيقاع بخصم أو عدو له في فخ أعده ونصبه له دون أن يتمكن من دلك نظرا لدكاء هدا الخصم البارع، دكاء ودهاء إستطاع بفضله الشخص المستهدف، من إفشال المكيدة المنصوبة له وخرج منتصرا
معناه أن الضحية المفترضة والمستهدفة التي تمكنت من تجنب الفخ كانت أمكر من ناصبه
ماعلاقة هدا المثل بقضية الزفزافي ؟
لم يكن ليُعاقَب ناصر بعشرين سنة سجنا لو لم يكن، كرجل بسيط منبثق من أوساط الكادحين، قد نجح بدون أن يخطط لدلك، في تصدر المشهد الشعبي في المغرب لمدة فاقت تلاثة أشهر، مدة استطاع ناصر خلالها تعبئة مئات الآلاف من بنات وأبناء الريف وتأطيرهم بطريقة محكمة كل أسبوع خلال مظاهراتهم الدي شهد لهم كل المغاربة بالالتزام بالحفاظ على السلامة الجسدية للمواطنين واحترام ممتلكاتهم وتنظيف الشوارع والساحات إثر كل مسيرة احتجاجية
مع مرور الوقت، إستطاع حراك الريف الدي كان ولا زال يقوده ويتزعمه الزفزافي أن يعبئ في شوارع البيضاء والرباط وغيرهما عشرات الآلاف من المغاربة الدين خرجوا للمطالبة بإطلاق سراح معتقلي الريف وإنصاف جهتهم عبر الاستجابة لمطالبهم المشروعة
بعد الأحكام الصادرة في حق شباب هدا الحراك تألق نجم الزفزافي في سماء الفئات المقهورة والمسحوقة من أبناء الشعب شمالا وجنوبا وشرقا وغربا ليصل صيته وصورته النظيفة إلى كل أنحاء ربوع المعمورة أينما وجد المغاربة
في حين، تراجعت شعبية محمد السادس الدي اكتشف المغاربة من خلال خطاباته الجوفاء، خاصة لما تساءل، مستحمرا المغاربة "أين الثروة" أو لما قال إنه "يعتبر أبناء الشعب بمثابة أبنائه". خفتت صورة الملك وتدنت شعبيته الى الحضيض لما تجرأ في عز انتشار وباء كورونا اقتناء قصر جديد بباريس بلغت قيمته مائة مليون دولار. قصر أضيف لقصر آخر يملكه بضواحي العاصمة الفرنسية
أصبح الكل يعلم اليوم أن الملك يهتم بتراكم تروثه وتأييد ودعم الفاسدين المفترسين الدين يحومون من حوله
أمام هدا المشهد الدي يتسم بخطف الزفزافي النجومية من الديكتاتور المغربي بالرغم من احتكاره هدا الأخير لترسانة إعلامية ضخمة من تلفزات وإداعات ناهيك عن مئات القنوات المخزنية الممولة من طرف مخابرات القصر، جنت جنون هدا الملك، وأصبح في حيرة من أمره
هو الدي اعتاد احتكار النجومية بظهوره المستمر على القنوات وتجنيده لكل وسائل الإعلام التي تغطي تدشيناته الكادبة والمزورة وتصفه حينما ينتصر بطل أو منتخب رياضي مغربي" بالرياضي الاول"....أصبح اليوم أمام إختطاف النجومية منه غير متقبل لهدا الأمر
لدا، لن يصدر أي عفو ملكي بخصوص ناصر الزفزافي الدي تحدت شعبيته صيت الملك الدي زاد في التدني والانحطاط
فهو ينتظر من الزفزافي ان يستعيده المكانة الأولى التي كان يتمتع بها لدى المغاربة، عبر طلب للعفو من قبله
إلا أن ناصر ووالده وأمه واعون بمحاولة الابتزاز الملكي التي يتوخى محمد السادس من ورائها كسر شوكة ناصر وبهدلته أمام الشعب المغربي في الداخل والخارج بدفعه إلى طلب العفو
لدا، وفي مرات عديدة، تمت إتصالات مشبوهة من طرف خدام الأعتاب الشريفة بالزفزافي من أجل طرح عرض الديكتاتور له، والدي يكمن في السراح مقابل طلب العفو
هده المحاولة اليائسة اصطدمت بعزيمة القائد الريفي حفيد محمد إبن عبد الكريم الخطابي، الدي امتنع ولا يزال يمتنع تقديم طلب بالعفو لجلاده الدي عسكر اقليم الحسيمة ونكل بنسائها ورجالها وشبابها
نحن أمام هده الوضعية التي تجعل من رجل بسيط بطلا في أعين المغاربة ومن الملك حاكما مستبدا وطاغية فرعونيا
الزفزافي الدي يلعب دور السلوقي في هده المسرحية يعرف أن المخزن الدئب غدار وكادب، وأنه يسعى إلى إهانة الزفزافي دون أية ضمانة من طرف الملك لإطلاق سراحه إدا ماهو تقدم بطلب للعفو عنه
سيضطر الملك لإطلاق سراح كل السجناء السياسيين والريفيين يوم يعي المغاربة أن النزول المليوني للشوارع والساحات هو الكفيل بتحقيق هدا المطلب
غير أنه من المؤسف أن نرى عشرات الآلاف من الأساتدة يحتجون في شوارع المملكة دون ضم مطلب إطلاق سراح المعتقلين السياسيين الى شعاراتهم
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire