.
...لكن أي مسلمين؟
كثيرا مانسمع ونقرأ أن عدد المسلمين عبر العالم في تزايد مستمر وأنه أصبح يفوق المليار ونصف المليار نسمة
إلا أنه لما نتفحص الظاهرة بشيئ من الإمعان داخل المجتمعات الغربية، نكتشف أن الأغلبية الساحقة من هؤلاء المعتنقون الجدد لدين الإسلام، ينبثقون من طبقات البسطاء والمتمردين والغير متعلمين التي ينتمون اليها عبر أجيال متعاقبة
ففي مدينة بروكسيل عن سبيل المثال لاالحصر، وكمتتبع لما يجري في أوساط الجالية المغربية بالعاصمة البلجيكية، تصلني العديد من التسجيلات والشهادات التي توثق بالصوت والصورة إعتناق فتاة أو شاب بلجيكي الأصل للإسلام
تجري غالبا هده الأحداث داخل مسجد من المساجد السبعين التي تتوفر عليها بروكسيل
وتعمل إدارة المسجد التي تستقبل المعتنق أو المعتنقة للدين الإسلامي على تنظيم إخراج محكم تحيط به نفس الهالة التي لاتتغير في هده المناسبات، حيث يحرص المنظمون على القيام بعملية الإعتناق بعد صلاة المغرب لما يكون المسجد غاصا بالمصلين الدي ينضاف إليهم عدد مهم ممن يستدعون خصيصا لحضور الحدث
لما يتعلق الأمر بفتاة، يحرص بعض الأئمة على الإحتفاظ بها في مكان خال من تواجد الدكور إلى أن تنتهي صلاة المغرب
حينها ينادي الإمام على الفتاة التي تكون عادة مصحوبة من طرف صديقة أو صديقات مسلمات لتمثل أمامه
وبعد قراءة الإمام لسورة من سور القرآن يطلب من الحاضرين أداء التكبير عدة مرات قبل أن يتوجه الى الفتاة غالبا باللغة العربية طالبا من صديقة لها أن تترجم لها اقواله
يُطلب من الفتاة إعادة قراءتها للشهادة كلمة أو جملة تلو الأخرى
عند انتهاء هده التلاوة تصيح القاعة بصوت رجل واحد "الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر" عدة مرات
توجد في بلجيكا هيئات تمنح شهادات إعتناق الإسلام تعترف بخاتمها القنصليات المغربية بالبلاد وكأن الدخول إلى الإسلام يحتاج الى الحصول على شهادة إعتراف يسلمها شخص أو جهة محلفة
تتبعي لظاهرة الإعتناق للدين الإسلامي سمح لي أن أسجل أن جل المعتنقين والمعتنقات ينحدرون من أسر شعبية عادية غالبا ماتكون تنتمي إلى الطبقات الفقيرة من المجتمع البلجيكي
كما أن العديد من هؤلاء المعتنقين هم من الجنس اللطيف وأغلبهن يشتغلن كبائعات في متاجر أو كاتبات أو موظفات في إدارات عمومية
وقليلا جدا ماتجد سيدة أو فتاة معتنقة تشغل منصبا ساميا في شركة كبرى أو وظيفة سياسية على مستوى مرتفع
أما الشبان، غالبا مايكونون عاطلين عن العمل أو يتم استدراجهم إلى الإسلام داخل السجون البلجيكية من طرف مرشدين مسلمين يحسنون إليهم ويؤطرونهم أو عندما يكونون في وضعية تهميش إجتماعي داخل وسطهم الطبيعي
كثير من هؤلاء الشباب يعانون من مشاكل اجتماعية واقتصادية أو يوجدون في وضعية انحراف عن القواعد الإجتماعية السائدة بتعاطيهم المخدرات ولجوئهم إلى تصرفات يجرمها المجتمع الاروبي
،نادرا مانجد شخصيات مرموقة أو أكاديمية او مثقفة داخل المجتمع البلجيكي من أساتدة جامعيين او أطر عليا في الدولة تعتنق الدين الإسلامي
هدا ناتج عن ضعف التكوين لدى الأطر المسلمة ببلجيكا التي لا تستطيع إقناع النخبة البلجيكية إعتناق الإسلام
في الجانب المقابل كثيرا مانرى التصرفات الغير اللائقة واللاإنسانية التي تطبع تعامل المسلمين مع فتاة مسلمة تتزوج بشاب غير مسلم
تجد هده الفتاة نفسها منبودة كليا من طرف وسطها الأسري . والعائلي والمجتمعي وفي بعض الأحوال تتعرض هده الفتاة الى الاعتداء او حتى القتل، خاصة في الاوساط الباكستانية او اللبنانية
في الوقت الدي يعتبر المسلمون زواج شاب مسلم بفتاة من ديانة أخرى، إرتقاء في سلم المجتمع حيث يحظى هدا الشاب بتقدير كبير إثر زواجه بهده البنت الغير مسلمة
صحيح أن تزايد اعداد المسلمين من حيث الكم في ارتفاع مستمر، إلا أن جل المعتنقين لايقدمون من حيث الكيف والسمعة إلا الشيئ القليل
.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire