.
...فالنظام الملكي الشمولي لايولي أي اهتمام لتحركاتكم الدفاعية
كل التنديدات التي تتبع المحاكمات الجائرة مند قمع الحراكات الشعبية بالريف وجرادة وغيرهما، تعبر عن عجزالمعسكر القديم للحقوقيين عن الإشارة بالأصبع، كما يفعله ناشطوا حراك الجزائر، إلى مصدر ومكمن الخلل الحقيقي والرئيسي بالمغرب الواقف بالمرصاد في طريق التغبير، أعني الملكية التي لم تعد بتاتا قابلة لأي إصلاح كونها تجمع بطريقة واضحة ومفضوحة بين السلطة والمال
من ينظمون وقفات التنديد والشجب أمام عكاشة أصبحوا كالجامعة العربية بعد كل عدوان صهيوني
سيظل هؤلاء الحقوقيون والمعارضون ينددون ويشجبون مالم يستوعبوا أن الحل هو العمل على بناء نظام جمهوري تعود فيه السيادة والقرار للشعب دون غيره
من بين هؤلاء من يعرفون هدا الأمر لكنهم غير قادرين على التضحية بمصالحهم الضيقة وامتيازاتهم الآنية المرتبطة ببقاء النظام على شكله الحالي مع إدخال بعد "الرطوشات" الشكلية على طرق تصرفاته القمعية
ومنهم صنف آخر من لم يتحرروا بعد من هاجس الخوف والرعب اللدان استطاع النظام الشمولي الديكتاتوري زرعه في عقولهم وقلوبهم
إنها حقا معضلة كبيرة يتأرجح داخلها المثقفون والمعارضون والحقوقيون المغاربة الدين عاشوا في أغلبهم سنوات الجمر والرصاص ولم يعودوا قادرين على التفكير في مواجهة النظام إلا من خلال وضعية دفاع واستعطاف
فهم مثلهم مثل هدا النظام الدي يعرفهم جيدا ويعي حدود قدرتهم على التحدي والمطالبة برحيله
كل القوى المتصارعة في المغرب، من موالين للنظام المتجبر والأحزاب والنخب المنتقدة لتوجهات دكتاتورية الرجل الواحد، أصبحت تعاني من الشيخوخة والإنهاك
في ظل هدا الوضع الجامد والمتزمت، يتحتم على المعارضين الجدد أن يعملوا على طرح استراتيجية جديدة للمواجهة تخرج عن روتينية الوقفات أمام عكاشة المرخص لها ضمنيا من طرف الأجهزة البوليسية، وقفات مصحوبة برفع شعارات دفاعية و مكتفية بمطالبة الإفراج عن المعتقلين والمختطفين
هده المطالبة بالإفراج التي يمكن للنظام في الوقت الدي يراه مناسبا أن يستجيب لها ليخفف من عبئ الضغوطات الدولية المحتشمة، قبل العودة من جديد لقمع كل من تسول له نفسه انتقاد سياساته اللاشعبية الخاضعة لتعليمات الصهيونية والأبناك الدولية
يجب على المناهضين لنظام لاوطني عميل للاستعمار والصهيونية أن يبتكروا أساليب نضالية جديدة تندرج ضمن ممارسات العصيان المدني مع طرح شعارات سياسية واضحة ومزعجة لراحة النظام الملكي، بدأ برفع شعار مقاطعة كل الاستحقاقات الانتخابية
ليس الهدف من مقاطعة الإنتخابات منع النظام من حسم النتائج لصالح من يريد تنصيبه، لكن الهدف يكمن في ترك مكاتب الاقتراع خالية وتصوير محيطها ونشر حالة العزوف الشعبي عن هده المهزلة على نطاق واسع بالداخل والخارج
نجاح هده المبادرة الشعبية سيجعل النظام ودكاكينه السياسية في حيرة من أمرهم أمام فشلهم الدي سينزع منهم تشدقهم بفوز مستحق
كما أن الهدف من وراء هده المقاطعة يكمن في توجيه رسالة للنظام مفادها أن الشعب أصبح قادرا على توحيد نفسه وصفوفه حول شعار وعمل ميداني ملموس غير مرتبط بمطالب خبزية
وأن نجاح الشعب في هده المحطة بإمكانه أن يدشن لمحطات مقبلة
بالطبع، هدا لايعني أن الملكية ومن يدورون في فلكها لن يعينوا إثر هده المقاطعة من يرونه صالحا لضمان مصالحهم حتى لو كان فاقدا لأدنى شرعية، على رأس حكومة تمتثل للتعليمات الفوقية
-----------------------
لفتح وقراءة هدا المقال، اضغط على الشارة البرتقالية
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire