lundi 6 septembre 2021

حداري من تقديس كل من هب ودب

 .

...وخاصة حراك الحسيمة


ريبورتاج لأكبر تظاهرة للجنة محسن فكري وحراك الحسيمة بالعاصمة الفرنسية، من إنجاز "ديا بريس" تحت إشراف خليل الزكندي 

إنه حراك بالصدفة ولم يكن له ان يخرج للوجود لولا مصرع محسن فكري داخل شاحنة لجمع الأزبال يوم الثامن عشر من شهر أكتوبر 2018


احتجاجات الحسيميين على جريمة "إطحن مو" التي انطلقت بطريقة عفوية، لم يخطَّط لها كي تحمل  إسم حراك


كانت في البداية تظاهرات واحتجاجات من أجل التنديد بهده الجريمة وانحصرت خلال اسابيع في مطلب محاسبة مرتكبيها الى ان تم تاطيرها من طرف شباب من المنطقة


لم يكن لناصر الزفزافي الدي التحق بهده الاحتجاجات، اي تواجد نضالي بمنطقة الحسيمة، حيث كأغلبية الشباب الحسيمي المهمش، كان الرجل يقضي أوقاته في البحث عن العمل أو في أداء أعمال جد بسيطة توفر له مايسد به حاجياته الحياتية الضرورية


دخل ناصر  على خط المظاهرات المطالبة بالحقيقة حول مقتل محسن فكري والتي حملت شعار "اطحن مو"، الى ان تطورت القضية تدريجيا بعد اسابيع من الاحتجاجات لتهيكل تنظيمها دا الطابع الاجتماعي كالمطالبة ببناء مستشفى لعلاج السرطان وجامعة وكدا بلورة مشاريع اقتصادية توفر فرص الشغل لساكنة المنطقة


ادا كان لناصر دور لايستهان به بفضل حماسه والكاريزما التي كان يتمتع بها، في تجييش وتحميس الشباب الدي كان يشارك في الاحتجاجات، إلا أنه لم يكن من المنظرين أمثال جلول أو أحمجيق الدين كان لهم تكوين وتجربة سياسيتين اعطت لحراك الحسيمة ارضيته المطلبية التي سيست نوعا ما عبر التنديد بعسكرة المنطقة وطرح ثورة عبد الكريم الخطابي كمرجعية لهدا الحراك


ولم تدخل المدن الأخرى كالناضور، القلب النابض لمنطقة الريف، والسعيدية وشفشاون على خط هده الاحتجاجات التي أطلق عليها لاحقا حراك الريف


من المؤكد أن ناصر الزفزافي الدي لم ينتخبه أحد كقائد او زعيم لحراك الحسيمة استطاع لوحده ان يفرض نفسه على كل النشطاء عبر القدرة الفائقة على التعبئة والتحريض التي عبر عنها طوال ثمانية أشهر 


لم يترك ناصر المجال لأي كان لأخد الكلمة التي احتكرها دون منازع أثناء التظاهرات الحاشدة التي أشرفت على تنظيمها في البداية مجموعة من نشطاء لجنة محسن فكري قبل أن تتحول هده اللجنة الى كائن نضالي أخد إسم حراك الحسيمة ثم لاحقا حراك الريف


ولعبت هده المجموعة التي اعترفت للزفزافي بدوره القيادي لهدا الحراك دورا كبيرا في التعريف داخل وخارج المغرب بمطالب هدا الحراك


كون قيادي حراك الحسيمة رفضوا رفع العلم الرسمي المغربي معوضينه بعلم الجمهورية الريفية سهل على الجهات الرجعية والمخزنية التي أبت الا ان تلصق بهدا الحراك تهمة الانفصال عن المغرب، أن تعزل الحراكيين عن باقي جهات البلاد 


اقتحام الزفزافي يوم الجمعة مسجدا بالحسيمة وتدخله للتنديد بمحتوى خطبة إمام هدا المسجد منح الدوائر الحاكمة بالبلاد فرصة من دهب لتعميق عزلة هدا الحراك


البقية يعرفها الجميع


الأمر الدي لايزال قيد الغموض يكمن في اجتهاد آل الزفزافي، إبنا وأبا وأما فرض قيادتهم على هدا الحراك بعد الحكم الدي صدر في حق نشطاء حراك الحسيمة ابتدائيا واستأنافيا ونقضيا


هدا دون أ ن يفوض السجناء هده الزعامة لناصر الزفزافي


بالتالي لما صرح أحمد الزفزافي " اننا نحن كلنا ملكيون" في حواره مع المهداوي،  دون توضيح ضمير "نحن"، ترى باسم من يتكلم الزفزافي الأب ومن فوضه ان يعبر باسم من ينعثهم ب"نحن؟". 


هل هو وابنه وأسرته المقربة ام هم الدين لازالوا في المعتقلات ام، وهدا أمر فظيع، كل الريفيين الدين تطفل ناصر على نضالهم الهادف الى كشف الحقيقة حول مصرع محسن شكري؟


التخوين لايختلف عن التقديس


في مقال لاحق ساتطرق لتجربتنا كديموقراطيين بالمهجر خلال سبعينيات القرن الماضي مع طوابير من العمال المهاجرين المغاربة من أصول ريفية جندهم النظام المغربي تحت مسمى وداديات العمال والتجار المغاربة بالخارج أثناء سنوات الرصاص، لكبح جماح المعارضين لنظام السفاح الحسن الثاني مستعملين العنف المفرط ضد الأحرار من تقدمين وثوريين




Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire