mardi 28 octobre 2025

كثرة لف ودوران الحسن الثاني ...

 .

بخصوص قضية الصحراء الغربية, افسد ملف المغرب


مند ان عبأ مئات الآلاف من المغاربة للمشاركة في المسيرة الخضراء سنة الف وتسعمائة وخمسة وسبعين، دخل الحسن الثاني في دوامة من التناقضات و التخادلات واللف والدوران، لم يستوعبها اي من مستشاريه المقربين من دائرته او من المعارضين لسياساته


معتبرا ان هدا الملف يهمه لوحده ورافضا لأي كان التدخل  في تدبيره ولو عبر الإدلاء برأي طفيف، تصرف الملك الراحل بطريقته الخاصة في التعامل مع القضية

 

الخطأ الاول: تقسيم الصحراء مع موريتانيا


سنة 1976, يعني عاما بعد انطلاق تلك المسيرة، توجه الحسن الثاني إلى العاصمة الاسبانية لتوقيع معاهدة مدريد القاضية حينها، بتقسيم الأقاليم الصحراوية بين المغرب وموريطانيا مع السماح لإسبانيا في  التحكم في أجواء الصحراء الغربية، اجواءا لازالت تتحكم فيها لحد الساعة


في مواجهتها لهدا التحالف الاسباني الموريتاني المغربي، لم تتردد جبهة البوليساريو في توجيه ضرباتها الموجعة لموريطانيا لمدة اربع سنوات، مرغمة جارة المغرب الجنوببة، على التخلي عن الأقاليم التي كسبتها  من خلال معاهدة مدريد. 


بعد انسحاب موريتانيا من معاهدة مدريد، اضطر الحسن الثاني، خرقا لتلك المعاهدة، ان يضم تلك الأقاليم للأراضي المغربية


لم يكتفي البوليساريو مدعوما من الجزائر، بفك الارتباط المغربي الموريطاني، بل صوب مدافعه وبنادقه باتجاه تكنات الجيش المغربي المرابطة بالصحراء مكبدا العسكر الملكي خسائر ضخمة في الأرواح والعتاد


استطاع البوليساريو ان يلقي القبض ضمن الحرب الدي شنها ضد القوات المسلحة الملكية، على آلاف الجنود المغاربة


جنود مغاربة لدى البوليساريو



تابعت جبهة البوليساريو استراتيجيتها المتمثلة في حرب لاستنزاف القوات المغربية المتواجده فوق الاراضي الصحراوية إلى أن قرر الملك الحسن الثاني اللجوء إلى مطلب الجبهة المثمتل في وقف لاطلاق النار وطرح مقترح تنظيم استفتاء تقرير مصير الشعب الصحراوي لدى اللمم المتحدة 

 

الخطأ الثاني


مرة أخرى ادن، يغير الملك الراحل موقفه سنة 1991, في ملف الصحراء الغربية، ويعترف ضمنيا بعدم مغربيتها عبر هدا موافقته على   استفتاء تقرير المصير


الا انه ظل مقيما بجيشه في الطرف النافع من الصحراء الدي يحوي تروات معدنية مهمة وسمكية طائلة، تاركا لجبهة البوليساريو الأراضي القاحلة، الدي اعتبرتها الجبهة اراضي محررة متمكزة بداخلها للقيام باعمال عسكرية ضد الجيش المغربي بين الفينة والاخرى


كان قد سبق للجيش المغربي ان بنا جدارا فاصلا مابين سنة 1980 و 1986 يبلغ طوله 2700 كيلومتر ليحمي موانئ الصحراء ومناجم الفوسفاط التي كانت ولا تزال تحت سيطرته




ملك المغرب يعلن قبوله باستفتاء تقرير المصير للشعب الصحراوي





خطأ الحسن الثاني القاتل


مستمرا في ارتجال سياسته بالصحراء وقمع كل الأصوات التي تعارض تلك السياسة، قرر الحسن الثاني الانسحاب من منظمة الوحدة الأفريقية التي كان ابوه محمد الخامس من بين مؤسسيها أواخر ستينيات القرن الماضي


جاء هدا الانسحاب المغربي الغبي على إثر المكانة التي كان قد حظى بها البوليساريو داخل هده المنظمة القارية، تاركا الجبهة تصول وتجول لوحدها داخل اروقة هده المؤسسة، إلى أن قرر الزعماء الأفارقة بمبادرة من معمر القذافي تغيير اسم المنظمة سنة 2002 لتأخد اسم "الاتحاد الافريقي"، الدي كان البوليساريو من بين مؤسسيه في غياب المغرب الدي دام 23 سنة


هاهو الحسن الثاني خارج الاتحاد الافريقي وجار من ورائه قرارا صادرا عن الأمم المتحدة يفرض عليه قبول استفتاء لتقرير مصير الشعب الصحراوي.


 ليس هدا فحسب، بل اضطر الحسن الثاني "العبقري" إلى قبول هيئة اممية فوق الاراضي الصحراوية (المينورسو) مهمتها مراقبة وقف إطلاق النار والعمل على توفير شروط  تفعيل استفتاء تقرير المصير للشعب الصحراوي


هدا ماتركه الحسن الثاني المتخادل والماسك لوحده دون غيره بتدبير ملف الصحراء، لابنه الدي تولى زمام الحكم نهاية 1999


وبعد تفكير طويل دام لسنوات قرر محمد السادس محاولة استدراك كل ماكان فد حطمه ابوه بدئا بالانخراط داخل الاتحاد الافريقي سنة 2017, مضطرا لتبني ميثاق هدا الاتحاد  الدي فرض عليه الاعتراف بالجمهورية العربية الديموقراطية الصحراوية واحترام حدودها


كما قام ملك المغرب الجديد بإصدار اقتراح سنة 2007أطلق عليه مخطط الحكم الداتي بالصحراء محاولا من خلاله تفادي قرار الأمم المتحدة القاضي بتنظيم استفتاء تقرير المصير وإخراج الملف من أيادي اللجنة الرابعة للأمم المتحدة التي لازالت لحد الساعة تعتبر الصحراء الغربية ارضا ترضح تحت وطأة الاستعمار


ناهيك عن الانجازات التي حققتها الجبهة عبر اعتبار الصحراء الغربية من طرف محكمة العدل الاروبية،  كإقليم متنازع عليه غير خاضع للسيادة المغربية





Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

كثرة لف ودوران الحسن الثاني ...

 . بخصوص قضية الصحراء الغربية, افسد ملف المغرب مند ان عبأ مئات الآلاف من المغاربة للمشاركة في المسيرة الخضراء سنة الف وتسعمائة وخمسة وسبعين،...