.
...ام هي ملف سياسي بالأساس ؟
مخطئ من يظن ان القضايا المرتبطة بالنزاعات الانفصالية تخضع فحسب لاعتبارات تاريخية
لو كان الأمر كدلك، لما سجلنا نجاح انفصاليي جنوب السودان في تحقيق هدف إنشاء دولتهم المستقلة - التي اعترف بها المغرب !!!!!- بالرغم من مواجهته جنوبا صراعا حامي الوطيس، يتعلق بمطالبة الصحراويين بحقهم في تقرير المصير
ولما سجلنا خروج سكان جمهورية كوسوفو الحالية من تحت عباءة الدولة الالبانية التي كانت تربطهم بها علاقات تاريخية متجدرة في القدم
تجدر الإشارة إلى ان المغرب اعترف بدولة الكوسوفو الدي لم يتردد بوريطة بوصفها دولة "شقيقة" بالرغم من انفصالها على امها ألبانيا
ولما رأينا "انفصاليي" تيمور الشرقية الدين عاشوا مند قرون في حضن اندونيسيا، يغادرون حكم هدا البلد لينشؤوا دولتهم المستقلة التي تعترف الأمم المتحدة بوجودها ككيان شرعي ومستقل عن امها إندونيسيا
المغرب يعترف بهده الدول الحديثة العهد طبقا للمكان التي تحتله داخل المحافل الدولية
العبقري البوجادي سياسيا
أضاع الملك الحسن الثاني وقتا طويلا في محاولته اللجوء إلى التاريخ والبيعة والولاء التي زعم ان سكان الصحراء كانوا قد عبروا عنها تجاه الملوك العلويين مند وقت طويل
الا ان المعايير التي تعتمدها الدول النافدة في العالم، لاتخضع لمنطق التاريخ والوثائق والدلائل والعهود، بل تعتمد على موازين القوى السياسية والواقع الميداني على الارض، مراعاة لمصالحها الاستراتيجية
فاعترافها باستقلال كوسوفو وجنوب السودان وتيمور الشرقية جاءت في سياق ارادة الدول العظمى الهادفة لاضعاف الدول التي انفصلت عنها هده الكيانات الحديثة العهد، وليس على اعتبارات تاريخية او متعلقة بالبيعة والولاء
هدا مالم يفهمه "العبقري البوجادي سياسيا" الحسن الثاني لما توجه إلى المحكمة الدولية ليقدم لها رزمانة هائلة من المكتوبات التاريخية التي من وجهة نظره، تؤكد ارتباط قبائل الصحراء الغربية بامبراطوريته
انه اسلوب غبي اكل عليه الدهر وشرب، لايفيد في شيئ في قضايا تتعلق بإرادة الشعوب وعزمها على الانفصال من دولة تقمعها وتحتقرها، مهما كانت هده الولاءات ضاربة في التاريخ
تمرد الشباب الصحراوي ضد المؤسسات المغربية
من تتبع مسلسل بروز البوليساريو للوجود، يعرف ان تمرده على الدولة المغربية جاء على إثر مشاركة هده الدولة التي لازالت تخضع لاوامر الاستعمار، في دحر حركات التحرر التي رفضت تسليم سلاحها غداةاستقلال المغرب الشكلي، وتشبت هده المقاومة بحقها في مواجهة البؤر الاستعمارية الرافضة لمغادرة البلاد
طالب الشبان الدين اسسوا لاحقا جبهة البوليساريو من الاوساط الرسمية المغربية ومن الأحزاب التي تطلق على نفسها وصف الوطنية، تزويدهم بالسلاح والدعم السياسي والديبلوماسي كي يستمروا في كفاحهم المسلح ضد بقايا الجيشين الفرنسي والاسباني المحتل للجنوب، فسخر منهم كل من توجهوا اليهم
اليوم، يخرج من يصفون أنفسهم بالوطنيين والمثقفين محاولين اقناع الصحراويين بالعودة إلى المغرب، معللين موقفهم هدا بضرورة التمييز بين الوطن والنظام المستبد الشمولي العابث بحقوق الشعب المغربي
كيف يمكن للصحراويين القبول بموقف كهدا لما يروا بأم أعينهم الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسانية التي اوصلت آلاف الشبان من جيل زد إلى السجون، ناهيك عن قتل العديد منهم بالرصاص
كيف لهؤلاء "الوطنيين" الغير قادرين على فتح افواههم للمطالبة بأبسط الحقوق الاجتماعيةاسوة بما حصل بالحسيمة وجرادة، أن يستدعوا جبهة البوليساريو إلى التمييز بين الوطن وعصابة الاجرام التي تعبث بمصالح وحياة المواطنين؟
ماهي الضمانات التي يمكن لهؤلاء المثقفين الطوباويين تقديمها لشعب الصحراء لما يستدعونه للقبول بفخ مخطط الحكم الداتي تحت سيادة ملك المغرب الجاثم على صدور الشعب المغربي برمته
باتخاذ موقف كهدا، يساهم الداعون لعودة الصحراويين تحت مظلة صاحب المظل، لمخطط يهدف اجتثات الشعب الصحراوي والقضاء عليه جسديا
الا ان الصحراويين يعلمون علم اليقين ان هؤلاء المثقفين الاغبياء، ان لم أقل عن عدد منهم، المسخرون من طرف المؤسسات والأجهزة المخزنية، منخرطون في مخطط القضاء على الشعب الصحراوي الدي قضى اشواطا طويلة في مقاومة مخططات النظام المغربي الفاسد، الهادفة إلى دحره واجتثاته

Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire