.
المحتدمة بين ارادة التحرر والاعتماد على القوة والغطرسة
الثنائي الشيطاني
من ينظر إلى قضية الصحراء الغربية بمعزل عن الصراعات الدولية بين قوى الاستعمار و الامبريالية من جهة وكفاحات الشعوب المضهدة الطامحة للتحرر والانعتاق من جهة ثانية، فهو مخطئ التحليل
هده القضية وكدا تلك المتعلقة باحتلال ارض فلسطين من طرف الصهاينة تندرج في نفس السياق الدي يطبع اطماع القوى الاستعمارية مند ان قررت بسط هيمنتها على خيرات وترواث بلدان العالم الثالت
مع مجيئ ترمب للحكم بالولايات المتحدة الامريكية، اتضحت بجلاء لاغبار عليه، اطماع المعسكر الغربي الدي أصبح يعلنها صراحة وأمام الملأ انه سيعمل على ضم دول بأكملها إلى اراضي العم سام، ولو بعدت هده البلدان بآلاف الكيلومترات عن تراب أمريكا الشمالية
أمريكا اللاتينية برمتها توجد من بين الأهداف التوسعية لواشنطن، كما تدخل عدد من الدول الافريقية كالمغرب والجزائر وتونس ونيجيريا في نفس حسابات دونالد ترمب
لم يحتج العم سام للتهديد بالقوة ليرغم العديد من البلدان العربية للانضمام لهدا المخطط الاستعماري المعلن، بل بادرت وهرولت هده العروش المهترئة، لتسليم مفاتيح اراضي شعوبها وثرواته، مضيفة هدايا على شاكلة أكياس من دهب وبلايين الدولارات الأمريكية عاد بها العم ترمب، سالما غانما بعد زيارته المكوكية لآكلي الفول وشاربي بول البعير
انها هجمة شاملة وشرسة تقوم بها القوى الاستعمارية التي لم تعد تخفي نواياها لتجهض كل تحرك او مقاومة تقف في وجه مخططاتها المعلنة
فمن بين الدول والأنظمة المستهدفة من أقرت بالهزيمة مسبقا ووضعت نفسها في صف المستسلمين الراغبين فقط في الحفاظ على كراسي مهترئة، ومنها من قررت رفع التحدي الامبريالي معتبرة اياه خطرا وجوديا الهدف من ورائه محو هويات الشعوب الثقافية والدينية والتاريخية وطمس كل معالم حضارتها وقيمها الإنسانية
فمواجهة هدا الخطر الدي يهدد هويات الشعوب ويسعى لسرقة نهارا جهارا مقدراتها الاقتصادية وترواتها الطبيعية، يجب ان تتم بتنسيق بين هده الشعوب والبلدان
الزخم الدي عرفه التضامن العارم عبر العالم مع غزة وفلسطين، يندرج في استيعاب الشعوب للخطر الامبريالي الصهيوني الدي ان هو استمر وانتصر لن يبقي ولن يدر اثرا لمقومات هده الشعوب الثقافية والحضارية
يشكل محور المقاومة بالشرق الاوسط، بعيدا عن التحاليل والمقاربات الدينية والعقائدية، ركيزة اساسية تندرج في حتمية هده المواجهة
دعم غزة ولبنان وإيران واليمن والجزائر وكفاح الشعب الصحراوي يقع تحت البند الأول لهدا الميثاق القاضي بتقوية صمود الشعوب المستهدفة من طرف الغطرسة الامبريالية - الصهيونية

Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire