dimanche 2 novembre 2025

قبول البوليساريو لمبدأ الحكم الداتي

 ...في الصحراء، سيخلق مشاكل عويضة للدولة المغربية


المناطق المتمتعة بالحكم الداتي ببلجيكا


الحكم الذاتي نظام سياسي وإداري واقتصادي يحصل فيه إقليم أو أقاليم من دولة على صلاحيات واسعة لتدبير شؤونها بما في ذلك انتخاب الحاكم والتمثيل في مجلس منتخب يضمن مصالح الأقاليم على قدم المساواة. وبناء عليه تكون الفدرالية شكلا متقدما من أشكال الحكم الذاتي


لنفترض جدلا ان جبهة البوليساريو ستقبل بالانخراط في تطبيق المخطط المغربي القاضي بتنزيل نظام الحكم الداتي بالصحراء، كيف سيتعامل المغرب مع هدا القبول ؟


اولا: ضمن المفاوضات التي ستبدأ في مستقبل غير بعيد طبقا لقرار مجلس الأمن، سيكون البوليساريو هو الطرف المفاوض الوحيد  إلى جانب الدولة المغربية المعنية بهده المفاوضات


 حيث يشير القرار 2797 إلى لقاءات ستجري بين البوليساريو والمغرب دون طرف ثالت غيرهما


الأعيان والمنتخبون والاحزاب: تمرد لاشك فيه


بالتالي، وبمجرد بدئ النقاش حول تطبيق الحكم الداتي، ستشتعل نيران التمرد داخل الأوساط السياسية والبزنيسية المدبرة حاليا لشؤون الصحراء، من منتخبين وأعيان ورجال اعمال واحزاب سياسية ومدراء مؤسسات اقتصادية


 وليس من المستبعد ان يتحول هدا التمرد بسرعة إلى عصيان تجاه الدولة المغربية التي سيرى فيها هؤلاء الاعيان جهازا يعمل ضد مصالحهم ويضرب امتيازاتهم التي حصلوا عليها غالبا بطرق غير شرعية


ثانيا: ستكون مطالب البوليساريو ضمن عملية تطبيق الحكم الداتي، جد مرتفعة الكلفة ماليا، وسياسيا، واقتصاديا واداريا، حيث لن يدخل البوليساريو غمار هده المفاوضات دون اختيار نمط حكم داتي تعمل بموجبه بلدان ديموقراطية متقدمة، كاسبانيا، والمانيا، وكندا، وفرنسا وبلجيكا، حيث تتمتع الاقاليم المحكومة داتيا في هده البلدان بصلاحيات جد واسعة: كتعيين برلمان وحكومة تدبر شؤون هده الجهات وتوجه اقتصادها وسياساتها بما يتماشى ومصالح سكان الإقليم المتمتع بالحكم الداتي


بالإضافة إلى الجانب السياسي والمؤسساتي، لن يتغافل البوليساريو المطالبة بتدبير مستقل للشؤون الأمنية الداخلية عبر  تأسيس شرطة محلية وقضاء محلي بالصحراء، كما هو الحال بالولايات والمقاطعات الالمانية و الايطالية والبلجيكة.


 ناهيك عن المطالبة بميزانية لن تكون تقشفية، لتسمح لحكام الصحراء الجدد بإدارة شؤون اقليمهم الدي يساوي جغرافيا مساحة المغرب دون الصحراء


ثالتا: الجانب الاقتصادي، وهدا هو بيت القصيد ومربط الفرس والأمر البالغ الأهمية بالنسبة للملك المغربي وحلفاؤه الغربيين، ستطرح المفاوضات حوله مشاكل جد عويصة للدولة المغربية مع البوليساريو، لما سيتناول الطرفان النقاش بخصوص التحكم في الموارد الطبيعية وتدبيرها


هده الموارد، من معادن وصيد  في أعالي البحار التي من أجل السيطرة عليها وامتلاكها وافتراسها، بدل الملك ومحيطه الاقتصادي مجهودات جبارة للا نفراد بها وتصديرها للخارج، حيث وظف العاهل المغربي كل طاقاته العسكرية والأمنية والمخابراتية والديبلوماسية ونفق اموال طائلة لشراء دمم جهات وشخصيات نافدة عبر العالم


لو قبل البوليساريو الدخول في هدا المسلسل التفاوضي،  لاشك انه وبنصح من الخبراء الجزائريين، سيتعامل بشراسة فائقة قد ترقى إلى ماكيافيلية الامير، الهدف من ورائها إبراز الوجه الحقيقي المحتال والخادع لحلفاء إسرائيل في المنطقة والخروج منتصرا من هده اللعبة المحكوم عليها بالفشل سلفا


اخيرا وليس آخرا، سيمتد التمرد المؤسساتي ليشمل الجهات المغربية الاخرى، التي بدورها ستدخل على خط المطالبة بالتعامل معها بنفس المنطق الدي ستفرضه مفاوضات تطبيق الحكم الداتي بين المغرب والبوليساريو


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

ترابي بني كلبون...

 . ... حين يحتقر البلطجي عمر هلال علم   الشعب   الجزائري يومين بعد خطاب ملكه الصهيوني الدي ادعى فيه ان يده ممدودة "لأخيه" الرئيس ا...