...بقدر ما
بقدر ما
بقدر ماكان الملك الحسن الثاني يظهر مرتاحا ومسترخيا وهو يلقي خطاباته دون الحاجة إلى إلقاء نظرة لورقة لم يكن بحاجة لوجودها فوق المنضدة الجالس امامها، بقدر ماالملك الحالي، يبدو مرتعشا ومتلكئا ومتعثرا مامن مرة في كلامه، وهو يحاول الاطلاع عما كتب له مسبقا في الأوراق الملقاة فوق طاولة يجلس امامها
بقدر ماوالده كان يعبر عن سعادة وابتهاج كبيرين وهو جالس قبالة ثلة واسعة من اعلاميين وصحفيين اجانب كبار ومرموقين، يمثلون عناوين الصحف العالمية المقروئة والمكتوبة والمرئية، ويرد الصاع صاعين، بقدر ماابنه، المهتم بملفاته التجارية والمالية وبنزواته الزهوانية، غير قادر على إخفاء تخوفه من لقاء نساء ورجال الصحافة العالمية
لما يقارنه المغاربة في هدا المجال برؤساء دول وملوك اخرين، يخجلون من عدم قدرته على الكلام أمام قادة العالم لدرجة انه أصبح باستمرار متهربا من اللقاءات الدولة مكتفيا بقطع الشرائط التوبية لتدشين مشاريع جلها مزيفة ووهمية
بقدر ماكان للحسن الثاني القدرة على الاقتباس والاستشهاد بعلماء ومفكرين وزعماء دول كبرى، بقدر مانجله يكتفي بتكرار اسم جده الرسول أو آية قصيرة من القرآن
بقدر ما كان الحسن الثاني يشير في خطاباته لطرائف و دعابات لتلطيف أجواء لقاءاته، بقدر ما تنبعث علامات الحزن والكآبة والغم على محيا نجله وكأنه محتاج لدخول المرحاض للتخلص مما يؤرق بطنه
بقدر ماكان "صديقهم الملك" قد أعطى للتعليم العمومي حقه من الاهتمام والتشجيع، خاصة قبل الانقلابين العسكريين، و لم يتردد في تشجيع ادماج مواد الفلسفة والسوسيولوجية والعلوم الاجتماعية، بقدر ماعمل نجله على هدم ممنهج للتعليم العمومي و دعم لامحدود لمؤسسات التعليم الخاص
بقدر ماكان الاب حريصا على عدم إبراز زوجته او زوجاته، بقدر ما افرط ابنه في إظهار زوجته دون تردد او خجل، ضاربا عرض الحائط تقاليد سلاطين المغرب وملوكه، إلى أن قضى من سلمى بناني وطرا، ورمى بها عند اليونانبين (Chez les Grecs)
بقدر ماكان نظام الحسن الثاني يكشف غالبا عن أوراقه لما كان يعتقل معارضيه ويحاكمهم ويدينهم معللا دلك ومستدلا بما اقترفه مناوئوه او عبروا عنه من مواقف او اعمال دات طابع سياسي، بقدر مايلجأ نجله إلى تزييف الوقائع وتلفيق تهم واهية وفبركة ملفات دات طابع جنسي او متعلق بالاتجار بالبشر والمخدرات لمعارضيه. ملفات لاتمث للحقائق بصلة
بقدر ماكن الحسن الثاني يفضل البقاء بالمغرب ولا يتنقل خارج البلاد إلا نادرا لحضور مؤتمرات عربيةاو افريقية، بقدر ما يعشق محمد السادس الابتعاد عن المغرب ولمدات طويلة، ويجعل بالخصوص من فرنسا والغابون والامارات جهاته المفضلة التي يودع بها ثروات المغرب المنهوبة من دهب وفضة واموال طائلة
الا ان مايجمع تصرفات الملكان يكمن في قساوتهما لقمع المعارضين واعتبار الشعب المغربي قطيعا ومجموعة من الرعايا مملوكين لهما، واهانة وإدلال النخب عبر تقبيل اليد، وكدا العشق ٠للاستعمار الفرنسي



Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire