.
.
...لاقتناص اموال القراء الفرنسيين
ترجمة خليل الزكندي للرسالة المفتوحة التي بعثها لبنجلون، الاستاد حسن شهبون
الجزء الاول
لاكتشاف الشخصية الانتهازية والمتحينة للفرص التي تطبع تصرفات الكاتب الطاهر بنجلون، قمت بترجمة الرسالة المفتوحة الطويلة التي بعث له بها الاستاد حسن شهبون، من مدينة وجدة
رسالة مفتوحة لطاهر بنجلون
زملائي، بإمكاني ان أخبركم بدون لف ولا دوران ولا غنج ودلال
"انا لاأحب الطاهر بنجلون"
وأحثكم على قراءة هده الرسالة المفتوحة، قبل أن تصمموا لفكرة ما بخصوصها
"سيدي، طوال مسيرتكم المحترمة، تلقيتم العديد من الرسائل المفتوحة عوض ان تحبط عزمكم، زادت من نشاطكم وحيويتكم
والدليل على دلك، وجودكم معنا، اقوى من الفناء وحمام الموت، وأشد وأعتى من الملل
بالتالي، استدعيكم لقبول رسالتي هاته. رسالة اضافية للاخريات، لن تسمنكم ولن تغنيكم من جوع ولن تؤرق مضجعكم
تدعون حبكم لبلدكم. هل من احمق يمكنه مؤاخدتكم على حقكم الطبيعي هدا ؟
تضيفون انكم تشتاقونه. وهدا أمر مفهوم ومنطقي ويدخل في خانة وإطار المسلمات، ولا يحتاج إلى تأويل او مزايدات
الا انكم لما تخبروننا انكم تزورونه مرة في السنة لمدة لاتقل عن شهرين، اسمحوا لي أن اغوص في أسباب هدا العشق وهده المثابرة والإصرار
مجيئكم يندرج في إطار حبكم للاستطلاع، سيدي، كباحث عن منجم للدهب، لأن هدا البلد الدي تصفونه باجمل قطر في العالم - هل تعلموا ان الاسكيمو يصفون ايضا بلدهم البارد بأجمل بلد في العالم - تستغلونه كمكان لاستخراج المعادن، ليس إلا! واستقطاب المواد التي تستعملونها لكتابة مؤلفاتكم
ألم تقولوا في يوم من الايام ان كتابكم المعنون بطفل الرمال، اقتبستموه من شخص (حلايقي) حكاياتي بساحة جامع الفنا؟
أضف إلى دلك، الجنوب، مكان ازدياد زوجتك عائشة، دلك الجنوب الساحر الدي عشقتموه ولا زلتم تعبدونه لعطائه والهامه لكم مواضيع تقدمونه للفرنسيين المنحرفين والمتعطشين لما يجري داخل حمامات النساء المغربيات، وضواريحنا وحتى بداخل غرف نومنا
اقول "الفرنسيون"، لأنكم سيدي لما تكتبون، تخاطبون وتتكلمون مع القارئ الفرنسي الدي يسكن عقلكم
أما انا، المغربي الصغير المتواضع، لم يخطر على بالك يوما ان توجه لي كتبك لقراءتها
لتكون عند حسن ظن الفرنسي، قررت "فلكلرة" (وضع ماتكتبه في قالب فلكلوري) ثقافتنا قبل أن تحملها للفرنسي داخل ببيته
بعدها وبدون حياء، تشير باحتشام إلى السنوات الصعبة كي لاتصفها باعوام الجمر والرصاص، افهمتني؟
عند تطرقكم لهده الأحداث القدرة من تاريخنا المعاصر، تغيب عنكم الشجاعة ويعوج قلمكم
لأنها سنوات قررتم إدارة ظهركم لها، سنوات ابخستموها، نعم سيدي، ابخستموها
بل بالنسبة لكم، لم تكن سنوات موجودة مثلما لم تكن تازمامارت وسجناؤها موجودين في داكرة الحسن الثاني وكدا سجناء تندوف
لنعد قليلا إلى الوراء: شاركتم باحتشام وفي الصفوف الآخيرة سنة 1968, في مسيرة طلابية بجامعة الرباط، ارسلتكم على اثرها الداخلية لمعسكر يتدرب فيه الجنود
عند الافراج عنكم، وكفاسي حدر وبارع في التخطيط، (تحياتي وتقديري لأهل فاس)، حسمتم امركم ان لاشيء يمكن كسبه من وراء مشاركتكم في تلك التظاهرة وشبيهاتها
على عكسكم، اصيب فاسي آخر اسمه عبد اللطيف اللعبي بالتهابات جلدية وأخرى في معدته أثناء السنوات التي قضاها في سجن القنيطرة، إضافة الى بياض شعره. اقرأ: رسائل من قلعة المنفى للشاعر عبد اللطيف اللعبي
سنة 1972, غادرت المغرب احتجاجا على تعريب مادة الفلسفة التي كنتم تدرسونها بطنجة
دعني أضحك من تصريحك هدا، لأنني اعلم انك مستعرب ولست متفرنس
كلمة تتعلق بباخرة "تيتاينيك" التي هربت من على مثنها لما شرعت في الغرق: انقلابان عسكريان متتاليان، اضطرابات واحتجاجات طلابية دون توقف، اعلانحالة الطوارئ، ملف الصحراء الغربية الدي دفع به الملك الراحل وطنيا ودوليا، سنوات الرصاص التي اكتبها دون استعمال الهلالين خلافا عنك، مقتل عمر بنجلون. يالها من مصادفة
تجاهلت كل هده الأحداث وانصرفت لبناء مستقبلك عبر الحصول على دكتورة في "علم النفس المرضي"ومسيرتك كأديب ومؤلف
لحسن حظكم، التحقتم ككاتب عمود بجريدة لوموند، وما ادراك مالوموند سيدي
هناك، ولو كلمة واحدة تشير إلى بلدكم الدي تعشقونه. وبعد مرور الايام والشهور، نسيتم أين يوجد بلدكم
لما سألكم صحفي دات مرة ليعرف سر عزوفكم عن دكر المغرب، اجبتموه انكم تخجلون من اراقة امك لدموعها ؟؟؟؟؟
السيد الدي لم يرد ان يحزن امه.
في هدا المضمار، سيدي, احثكم على قراءة كتاب "دموع ومناديل"
(Larmes et mouchoirs ( للكاتبة المرحومة ثريا السقاط
ستكتشفون ضمن هدا المؤلف المحزن والمؤلم امهات وزوجات درفن دموعهن امام أبواب السجن المركزي للقنيطرة وستدرك حينها مدى الحزن الدي اغرقت انت فيه والدتك، رحمها الله، والتي تعرفت عليها من خلال مؤلفك "حول والدتي
بخصوص علاقتك بفرنسا، دلك البلد الدي اخرجك من الظلمات إلى الظلمات ومنحك الجنسية، هنا الحدر هو سيد الموقف
قرأت لك "الضيافة الفرنسية "والعنصرية بلغة صغيرتي". إنه فنك الدي لايتعدي المرور السريع على الأحداث والوقائع دون التعمق فيها
من هو هدا الأحمق الدي سيضحي بالدجاجة دات البيض الدهبي ؟
لأنك توهم نفسك أن فرنسا هي غابتك المحمية للصيد وحديقتك الخلفية التي تهديها كل ماتنهبه من كنوز ثقافتنا الشعبية العامية، مثلك مثل السياح الدين فضحهم الكاتب المرحوم محمد خير الدين أثناء اقتنائهم بأثمان بخسة، قطعا ثراتية لاتقدر بثمن بهدف بيعها داخل محلاتهم بالمدينة العتيقة لسياح اجانب اخرين، مساهمين بدلك في نهب وسرقة ثقافتنا ونزع الروح من مدننا وقرانا. انت واحد من تلك القطع
لكن الضربة القاتمة التي وجهتها لنا كانت تلك التي عنونتها: دلك النور الخافت الدي يعمي
طوال مسيرتك الكتابية، تمكنت من تطوير حس حيواني. تعرف من أين تؤكل الكتف لما استوعبت تقنية تقديم الكتاب الدي يعشقه جمهورك الفرنسي المتشوق للسفر والاحتكاك بالأشياء الغريبة والدي يدر عليك الارباح الطائلة
وبدون خجل او حياء، انتحلت شخصية معتقل من سجناء تازمامارت( عزيز بينبين) وتألمت مكان السجناء مما قاسوه من تعديب شنيع
هكدا أظهرت هويتك كمرتزق، انسان يقاوم عن غير اقتناع، من أجل المال فقط الدي يحصل عليه
إعلم أن فولتير العظيم كتب عن سجن لاباستي الفرنسي، الا انه عكسك، أقام في زنزانة من زنازينه
اما عزيز بين بين، لم يتردد عن متابعتك لانتحال شخصيته من أجل اقتناص الاموال. رياضتك المفضلة
الجزء الثاني، في مقال لاحق


Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire