..ما يجب قوله
شاهد المغاربة رجلا مريضا يقرأ ماكتبوا له بعناء شديد . رجلا يتنفس بصعوبة بالغة ويلهث باستمرار
اظهروا للشعب وهم مجبرون بمناسبة عيد العرش، ماتخفوا عنه لمدة أربعة أشهر، حيث لم يكن بمقدورهم الاستمرار في إخفاء ملك المغرب بالرغم من انهيار قواه الى درجة عدم قدرته على تلاوة "خطاب" قصير دون تعثر او تلكؤ واخراج كلمات دون حدف جزئ منها او تغيير محتواها
انه والله لمشهد حزين يندى له الجبين ان ترى زعيما لبلاد عريقة على هده الصورة الكئيبة والحزينة والعليلة
مند اليوم الدي أعلنت فوكس نيوز عن إصابة محمد السادس بكوفيد 19 وخاصة بعد أسبوعين من إختفائه الكامل عن الأنظار والشاشات التلفزية، كان واضحا لكل من يملك بصيرة ان جلالته يعاني من مرض ما، يجعله غير قادر على مزاولة مهامه وعمله وأنشطته
هدا بالضبط ماحصل أثناء الأشهر الأربعة التي غاب العاهل المغربي كليا عن تدبير شؤون البلاد، ما أعطى للدوائر الحكومية مساحة وفضاء واسعين وأجبرها على تحمل مسؤوليات لم تكن تتوقع في حضور الملك إنجازها والخوض فيها
نتج عن هده الوضعية التي تميزت باختفاء الملك وعدم قدرته على الاستمرار في مهامه المنصوص عليها دستوريا و المحتكرة تعسفيا من طرف العاهل المغربي، تعبئة إجبارية لأجهزة المخزن التي لم تكن مهيئة ومؤهلة لملئ الفراغ الهائل الدي خلفه الإختفاء الطويل لمحمد السادس
وجدت هده الأجهزة المقربة من القصر نفسها عاجزة عن تعبئة مؤسسات الدولة من برلمانيين ووزراء، إلا أنها بادرت لاتخاد قرارات ومبادرات كانت اكبر بكثير من تلك التي تعودت على اتخاذها تحت مظلة الملك المغربي
ولم تجد الأجهزة المخزنية بدا من دفع الحكومة الى تحمل مسؤولياتها كما ينص عليها الدستور تحت إشراف الداخلية وبرقابة صارمة من محيط القصر الملكي
وحصل ما حصل من تخبط وارتجال نتجا عن غياب أية شجاعة وجرأة وكفاءة وحنكة في مواجهة المشاكل التي خلفتها جائحة كورونا من جهة وغياب الملك من جهة أخرى
وأغلقت الحدود البحرية والجوية في ظرف جد وجيز في وجه عشرات الآلاف من المغاربة العالقين في الخارج والمزدوجي الجنسية الدين منعوا من العودة لدويهم واهلهم وعملهم وأنشطتهم الاجتماعية والتجارية التي يمارسونها في بلدان إقامتهم
وبالرغم من بعض المبادرات العرجاء التي اتخذتها الحكومة في هدا الملف لم تستطع هده الأخيرة لحد الساعة ان تحسم الموضوع
هدا العجز ناتج عن التخوف الهائل تجاه مااعتبرته الحكومة والبرلمان ميدانا وصلاحيات حصرية للملك وعرفا لا يمكن الغوص فيه دون تعليمات ملكية واضحة وصارمة طبقا للمثل القائل : من شب على شيئ شاب عليه
كانت الحكومة في خضم هدا المشكل العويص تستحضر المبادرة الملكية التي مكنت في شهر فبراير الماضي إجلاء ما يزيد عن مائتي طالب مغربي كانوا عالقين بمنطقة يوهان الصينية
وبالتالي لم تسمح المؤسسة الحكومية لنفسها وخاصة الخارجية المكلفة بمغاربة العالم بتدبير هدا الملف بما يخدم مصلحة العالقين بالداخل والخارج
بالإضافة إلى الفشل الذريع الدي طبع أداء الحكومة الصورية خادمة الأعتاب الشريفة والتي لا تتحرك لتدبير الملفات الكبرى كمنفدة الا بإشارة من القصر وتحت تعليماته، عاش المغاربة اياما وشهورا عصيبة اتسمت باتخاد تدابير سلطوية خرقت حقوق المواطنين وانتهكت كرامتهم من طرف الأجهزة البوليسة وأعوان السلطة من قياد ومقدمين وباشاوات
مرورا الى الكارثة الكبرى التي تمثلت في القرار الأخير القاضي بإغلاق مداخل ومخارج ثمانية من اكبر المدن المغربية والدي أدى إلى اكتظاظ الطرقات والتسبب في حوادث سير اسفرت على عشرات القتلى والجرحى في صفوف المواطنين ضحايا هدا القرار الإجرامي
ناهيك عن الفوضى التي طبعت عملية تمتيع المواطنين المعوزين بحقهم في تلقي دعم صندوق كورونا حيث استفاد من هدا الدعم كثيرون ممن لا يملكون الحق في الحصول على مثل هده المساعدات
يجري كل هدا وغيره بسبب ابتعاد محمد السادس أو إبعاده عن المنصب الدي خو له تعسفيا لنفسه مند زمن ليس بقصير باحتكاره جل السلطات في المغرب، تاركا للحكومة والبرلمان دورا تنفيديا لتعليماته وممتصا لغضب الجماهير الكادحة أمام نتائج السياسات التقشفية والتفقيرية لأكثر من تلثي الشعب المغربي الراضخ للظلم والقهر والحكرة، كان المغاربة ينتظرون من خطاب ملك مريض ومنهك إعلان انفراج سياسي يبدأ بإطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين وسجناء الرأي من جهة وإقالة جل الوزراء المتورطين في الفساد والنهب أمثال الرميد والداودي وأخنوش والعلمي وابن عبد القادر ولفتيت وغيرهم، فإدا بالمواطنين يفاجؤون برضا الملك وثنائه على هؤلاء الفاسدين لما قاموا به من تنكيل بالشعب اثناء جائحة كورونا
اما الخزعبلة المثمتلة في إنشاء صندوق جديد يحتوي على 120 مليار درهم لمساعدة المعوزين والفقراء عبر تمتيعهم بتغطية صحية وتعويضات عائلية، وللفاقدين لعملهم من الحصول على تعويض يسمح لهم بعدم السقوط تحت خط الفقر
يمكن اعتبار هدا الإعلان بمثابة الضحك على الدقون حيث وعبر عملية حسابية بسيطة سيقدم هدا الصندوق إن هو أنشئ، لاثنى عشر مليون مغربي ولمدة خمس سنوات 2000 درهما في السنة
120 0000 0000 000 Dh ÷ 12 000 000 Citoyens = 2000 DH par an ou 190 Dh par mois
ناهيك عن الوضع الكارثي الدي تعاني منه المستشفيات ودور الصحة بالمغرب
البسوا الملك المريض لباسا انيقا وألفوا له إنشاء سخيفا وكلفوه بمهمة مستحيلة تكمن في محاولة إنقاد المخزن من الهاوية التي هو بصدد السقوط فيها
الكارثة آتية لا ريب فيها. إنها قضية وقت قصير ليس إلا
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire