mercredi 17 mars 2021

الاوضاع بالمغرب قابلة للأنفجار...

 .

...والنظام الديكتاتوري لن يصمد أمام تمرد شعبي عارم







بالرغم من امتلاكه لجيش مدجج بالسلاح الخاص بقمع الاحتجاجات والانتفاضات الشعبية يبلغ عدد المجندين بداخله مايفوق 700.000 جندي، وتوفره على طوابير امنية مختلفة كالبوليس والدرك والقوات المساعدة، وبالرغم من اعتماده على قاعدة شعبية بلطجية وشببحية تتعاطف معه ولن تتردد في النزول إلى الميادين والساحات للحيلولة دون سقوطه، إلا أن الطغمة الحاكمة بالمغرب لم تستطع لحد الساعة ان تنجح في بناء نظام فاشي بالمعنى السياسي للفاشية


هنا، يجب التوقف من أجل ضرورة شرح الفرق بين الفاشية والديكتاتورية.


النظام الديكتاتوري هو الحكم الدي يعتمد حصريا وأساسا على مؤسساته الأمنية والعسكرية المحترفة، إسوة بأنظمة عربية سقطت بعد أشهر من محاصرتها من طرف الشعب في الشوارع والميادين، كنظام مبارك بمصر وحكم علي صالح باليمن او حتى نظام بنعلي بتونس او النظام الليبي الى حد بعيد


اما الأنظمة الفاشية فهي تلك التي تملك امتدادا عميقا داخل الأوساط الشعبية، كما كان الحال تاريخيا بالنسبة لألمانيا النازية او إيطاليا الفاشية، وكما حصل بسوريا حيث برهن حزب البعث في هده البلاد على امتلاكه لقاعدة شعبية لا يستهان بها، من مسيحيين وعلويين ومسلمين، شكلت الى جانب جيشه النظامي وأجهزته الأمنية، قوة ضاربة كان من الصعب اقتلاع جدورها عبر التمرد الشعبي واختراقه من طرف قوى خارجية، خليجية على وجه الخصوص


هل يمتلك النظام المغربي الحالي نفس الامتداد الشعبي الدي كان يتوفر عليه نظام الحسن الثاني في المدن والقرى وجبال الريف والأطلس؟


 وهل نظام محمد السادس يحظى بتجدر وانغماس داخل الاوساط الشعبية التي كانت تبايع والده الراحل؟


لا يمكن الجزم في كون هدا الدعم والمبايعة لنظام محمد السادس قد تلاشت تماما، الا انه من المؤكد، لم تعد هده القاعدة الاجتماعية  بنفس الزخم والموالات التي عرفتها الحقبة الطويلة لحكم الحسن الثاني 


وهدا راجع لعدة أسباب تتعلق بشخصية الملكين من جهة، وعوامل اقتصادية واجتماعية طبعت وتطبع حياة الجماهير الواسعة من الشعب المغربي


شاهدنا بأم أعيننا نهاية سبعينيات القرن الماضي، وخلال شهور قصيرة كيف انتهى اصلب وأعتى وأقدم نظام ديكتاتوري في الشرق الاوسط، أعني نظام شاه ايران، الدي كان يحظى بدعم منقطع النظير من طرف أمريكا وبريطانيا والعديد من القوى الإمبريالية الأخرى، والدي كانت تضعه الولايات المتحدة في نفس الرتبة والاهتمام الدين كانت توليهما لنظام الابارتهايد الصهيوني.


إلا أن النظام البهلوي المتجدر في العمق التاريخي للدولة  الفارسبة لم يستطع الصمود أمام المد الجماهيري الهائل الدي اكتسح شوارع وساحات وميادين جل المدن والقرى الايرانية، مااجبر الجيش الإيراني في نهاية المطاف الى اختيار معسكره والانضمام إلى عشرات الملايين من الإيرانيين الدين  احتلوا كل مجالات ومرافق البلاد


ادا كانت الأوضاع الاجتماعية والسياسية مؤهلة لانطلاق إنزال شعبي عارم الى شوارع وساحات البلاد للمطالبة برحيل النظام الديكتاتوري الجاثم على صدور المغاربة، إلا أن العنصر الضروري لإشعال فتيل هده الثورة، والدي يتمثل في وجود تيار او تنظيم او حزب قادر على تأطير الجماهير وقيادة تمردها ليس متوفرا لحد الساعة، نظرا لتمكن النظام من احتواء وتدجين كل الاحزاب السياسية من اقصى يمينها الى يسارها الجدري والمتطرف


في غياب هدا الشرط الحتمي، ستكون جل محاولات التمرد غير قادرة على الإطاحة بالنظام الديكتاتوري المغربي


ما يشكل نقاط ضعف قاتلة بالنسبة لمستقبل النظام المغربي في حالة تمرد شعبي واسع، يكمن في الوضعية الجغرافية والجيوسياسية للمغرب، التي تختلف على الوضع السوري، حيث النظام الملكي محاط من جميع الجهات بأنظمة لاتكن له التقدير والاحترام، كالنظام الجزائري والموريتاني، وكدا نظام الحكم القائم بإسبانيا. ناهيك عن معاداة جبهة البوليساريو للملكية بالمغرب ومناوئة لمخططاتها التوسعية في المنطقة


من الأكيد والحتمي ان تفرزعاجلا ام آجلا، الحراكات الشعبية والتراكمات النضالية بكل أشكالها وهوياتها، الآلية الثورية الكفيلة بجمع شمل الجماهير الكادحة المسحوقة


إنها مسألة وقت ليس إلا 


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Le Maroc ne fut jamais autant isolé...