.
...السيد مصطفى النوحي، تغمده الله برحمته
لايوجد فاعل او ناشط إسلامي لايعرف الداعية مصطفى النوحي الدي جاب أرجاء المعمورة من شرقها الى غربها ومن شمالها الى جنوبها من أجل نشر الفكر التبليغي الآتي من الهند قبل أن يكتسح باكستان
تعرفت عليه عن بعد في مدينة طنجة أواخر ستينيات القرن الماضي لما كان شابا نشطا يتحرك في ميدان السياحة الطنجاوية كمرشد
لم تكن هده المهنة مقننة ولا تتطلب حينها اجازة او ديبلوما لممارستها، حيث في طنجة، المدينة التي كان يقطنها المرحوم لم تكن توجد أية مؤسسة تعليمية تهتم بالسياحة
وأول مدرسة للتكوين الفندقي فتحت أبوابها بعروس الشمال سنة 1967
تتلمد مصطفى النوحي ميدانيا على مزاولة هدا النشاط صحبة عملاق من عمالقة الإرشاد السياحي، المسمى بعلال السواني، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته
وفي أواسط سبعينيات القرن الماضي، التقيت به في مدينة بروكسيل ببلدية سان جوس الصغيرة التي كنت أسكنها
في الحقيقة لم تكن تربطني بالمتوفى، لافي مدينة طنجة ولا في بروكسيل لاحقا، اواسر صداقة او تعارف كبيرين
إلا أنني كنت اصادفه في أزقة البلدية البروكسيلية محاطا بمجموعات من شباب ومراهقي سان جوس وهم ينصتون اليه
وكان دائما يحييني عن بعد لما نلتقي في هده المناسبات
تفاجأت لما رايته وهو يتحدث مرارا لهؤلاء الشباب، بحمله لحية طويلة ولباسه لزي أفغاني- باكستاني، رأسه محاط بعمامة تنزل الى اسفل نصف جسده
لم يكن هو نفس دلك المصطفى الدي عرفته بطنجة الدي كان يرتدي ملابس اروبية نظيفة وأنيقة لما كان ينشط كمرشد سياحي
كان له في بلدية سان جوس شقة يسكنها ويستقبل فيها بعضا من مسلمي هده البلدية ليعرفهم عن مضمون الفكرالتبليغي
دخوله الى غمار هدا الثيار الدعوي الأصولي جاء من خلال لقائه بإمام باكستاني كان يتردد على المركز الإسلامي والثقافي البلجيكي ببروكسيل المملوك آنداك من طرف رابطة العالم الإسلامي التابعة للمملكة السعودية
صاحب المرحوم النوحي هدا الإمام الباكستاني في رحلات نظمها هدا الأخير باتجاه باكستان حيث كان مصطفى الشخص الوحيد المنبثق من بلجيكا الدي كان يشد الرحال باتجاه باكستان من أجل التكوين التبليغي قبل أن يتحول هو نفسه لاحقا لمنظم لهده
الرحلات الدعوية
بعد العديد من هده الرحلات، أخد مصطفى النوحي منصب إمام بمسجد النور المتواجد ببلدية شكاربيك
بفضل التكوين الدي تلقنه على يد الشيوخ الباكستانيين التابعين للمدهب التبليغي، اكتسب المرحوم قدرة هائلة في فن الخطاب، ساعده هدا على جعل مسجد النور من أشهر مساجد مدينة بروكسيل ليصبح مؤسسة تستقطب مغاربة بلجيكا من كل مشارب البلاد، خاصة يوم صلاة الجمعة، حيث يمتلئ المسجد عن آخره وتغلق زنقة ماصو Rue Massaux,
المجاورة للمسجد لاستقبال مئات المصلين
في مقال لاحق، سنتعرف على الصداقة المثينة التي جمعت بين مغني القمر الأحمر والشاطئ والصنارة، عبد الهادي بلخياط ومصطفى النوحي بمسجد النور، حيث استقر الفنان المغربي لمدة ستة أشهر وجوَّد القرآن ونادى الى الصلوات الخمس بصوته العدب قبل أن يصاحب مصطفى النوحي الى باكستان
وكيف نزلت المخابرات المغربية بثقلها لتجبر بلخياط بأمر من الحسن الثاني على العودة الى المغرب
ترقبوا هده القصة يوم الجمعة المقبلة
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire