mercredi 24 août 2022

للا سلمى وسمير الدهر

 .

...أو كيف غابت الأميرة عن الأنظار


سمير الدهر عند وصوله الى اليونان


ماعرفت طول إقامتي ببلجيكا  لمدة تناهز قرابة نصف قرن، سفيرا مغربيا إستطاع أن يكسب عطف مغاربة هد البلد الأمين مثلما نجح في دلك السفير سمير الدهر


 لم يكن يتردد أبدا لاستقبال المعارضين للنظام الملكي بالمغرب وكم من مرة فتح باب مكتبه ببروكسيل لنشطاء 20 فبراير المقيمين ببلجيكا وأنصت إليهم 


كان سمير الدهر يهاتفني للإستشارة  في قضايا إجتماعية تهم مغاربة بلجيكا حيث كان يعرف جيدا مدى خبرتي في هده المواضيع المعقدة


وأحيانا لمناقشة بعض هده القضايا كان يستدعيني لتناول وجبة غداء  بمطعم "لوكاوش" الدي كان يتواجد قبالة السفارة المغربية

 

عند أداء ثمن الغداء كنت أحرص دائما على دفع ثمن الوجبة بالتناوب مع السفير بالرغم من إصراره على تأديتها من ماله الخاص


كما كان يستقبلني أحيانا بمكتبه بمقر سفارة المغرب بالعاصمة البلجيكية مثلما كان يستقبل العديد من الأفراد المغاربة والجمعيات المغربية لتبادل الأفكار والآراء حول قضايا عدة تتعلق بالمغرب وبمغاربةبلجيكا 

العديد من مغاربة بلجيكا كانوا يطلقون عليه وصف "سفيرالقرب" او 

Ambassadeur de proximité



سمير الدهر في زيارة لمهاجر مغربي كان يقيم بمستشفى الوصط الفلامانكي. حسب علمي، هو من تكفل بجل مصاريف العملية التي أجريت لهدا المغربي


بالرغم من معرفته التامة لميولاتي الجمهورية ومناوئتي للنظام الملكي، إلا أن سمير الدهر كان يكن لي إحتراما كبيرا وكنت بدوري أبادله نفس الإحترام


كانت علاقة ود وصداقة بين شخصين يمتلكان قناعات سياسية جد متناقضة


كنت أبعث له شهريا بمجلة الماروكسيلوا التي أشرف على إدارتها ونشرها وكان غالبا مايبادلني رأيه في مقال صدر على صفحات المجلة، غير أنه لم يكن يبدي اي انزعاج لما كنا نكتبه حتى لو كان دلك لايتماشى مع أفكاره وتوجهاته ووظيفته





سنة 2016, بينما كنا نتناول وجبة بالكوتش، خاطبني سمير الدهر قائلا: سأخبرك بأمر سري للغاية لم ولن أخبر به أحدا غيرك وسأطلب منك عدم التحدث بشانه لأي كان. هل تعدني بدلك السي الزكندي


أجبته بالتأكيد ووعدته بإسم الصداقة التي كانت تجمعنا أنني لن أبوح بما سيحدثني بشأنه


بعد تردد واضح، قال لي " كلفني صاحب الجلالة بمهمة غاية في الأهمية، مهمة تدل على الثقة التي يضعها في شخصي. " صمت لمدة دقيقتين ثم إساتأنف قائلا " هده المهمة تقتضي مني أن أنتقل كسفير لليونان، للبحث عن إقامة تسكنها للا سلمى" بدلك البلد


وتابع السفير قائلا إنه سيتلقى تعيينا للالتحاق باليونان كسفير للمغرب من أجل إنجاز هده المهمة


دار هدا الكلام بيننا سنة 2016, وبالضبط في شهر فبراير  من تلك السنة


لم تمر أسابيع على هدا اللقاء حتى توصل سمير الدهر بظهير تعيينه كسفير للمغرب باليونان التي سيظل فيها سنتين ونصف السنة


مدة قضاها في البحث عن إقامةجد فخمة، عبارة عن فيلا تقع في جزيرة كِيا الواقعة على بعد 60 كيلومتر من العاصمة اليونانية والتي لايمكن الوصول اليها إلا عن طريق البحر. ويستغرق السفر اليها من أثينا ساعة من الإبحار



قصر الأميرة سلمى بجزيرة كيا اليونانية



الإقامة الفاخرة التي اشتراها لها محمد السادس عن طريق سفيره باليونان


كيا هي واحدة من تسع جزر تابعة لمجموعة جزر سيكلاديز المطلة على بحر إيجيا


لم التقي بسمير الدهر بعد دلك اليوم الدي تحدثنا فيه عن هدا الموضوع، غير أنني أُخبِرت من طرف موظف سامي بقنصلية المغرب ببلجيكا عن بعض تفاصيل عملية اقتناء فيلا ارسل اليها محمد السادس زوجته التي أعلن لاحقا أنه طلقها


ثمن الفيلا وصل إلى  11مليون  يورو وربما أكثر، ودُفع المبلغ لصاحب الإقامة من طرف سفير المغرب باليونان فوق الطاولة


كما أخبرني الموظف بالسفارة المغربية ببروكسيل أن سمير الدهر أبلغه انه لن يظل طويلا في أثينا كون مهمته الأساسية والوحيدة تقتصر على إقتناء فيلا للاميرة سلمى


وبالفعل، أقل من سنة عن نجاح عملية وضع سلمى في منفاها الدهبي، عين محمد السادس بداية 2019 سمير الدهر مندوبا دائما للمغرب باليونيسكو التي ترأسه بنت ازولاي 


الا أن الشخص الدي يشتغل بسفارة المغرب ببروكسيل أخبرني بعد الهجوم التي تعرضت له سفارة المغرب باليونان على يد 3 أشخاص كان يستهدف سرقة خزنة المال الحديدية الدي كان يحتوي على مبالغ كبيرة من المال وظفت لشراء فيلا للا سلمى


https://www.hespress.com/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B1%D9%8A%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D8%A8%D8%AA%D8%B9%D8%AF-%D8%B9%D9%86-%D8%B3%D8%B1%D9%82%D8%A9-%D8%B4%D9%82%D8%A9-%D8%B3-388590.html


وحسب مانشرته لاحقا وسائل اعلام مغربية، لم يتمكن اللصوص الدين استطاعوا سرقة سيارة زوج سميرة سيطايل قبل أن يلودو بالفرار، من اقتلاع الخزنة من حائط مكتب السفير


هل لازالت سلمى تعيش رهن الإعتقال بجزيرة كيا  ؟ 


لست أدري








Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire