الدولة المغربية، من رأس هرمها الى بائع الحي..

 .

...أصبحت أكبر مروج للكوكاين عبر العالم

مقال جريئ للأستاذ والإعلامي المغربي إدريس فرحان، مدير  جريدة الشروق بإيطاليا - مدينة بريشيا

طريق الكوكايين للمغرب ، من بوليفيا مرورا بكينيا وموريطانيا ووجدة ، وكيفية إستدراج الحاج إبراهيم المالي الجنسية ، البارون الكبير للمخدرات الصلبة، بإفريقيا إلى المغرب ، والنصب عليه في 50 مليار، أبطالها في الواجهة ، عبد النبي البعيوي وسعيد الناصري…

افتتاحية

فعلا يمكن القول أن المغرب الحالي بلد العجائب والمؤامرات الوطنية منها والدولية ، والآن يفهم لماذا تم إنتخاب القيادي البامي عبد النبي البعيوي رئيسا للمرة الثانية على رأس جهة الشرق وجدة ؟؟، رغم صدور حكم قضائي في حقه سنة نافذة بتهمة الإختلاس العمومي وخيانة الأمانة..

ولماذا مدينة وحدة عاصمة الشرق أصبحت في السنوات الأخيرة الوجهة الرئيسية التي تنتهي فيها الأطنان من الكوكايين التي توزع على باقي المدن المغربية الكبرى إإنطلاقا من العاصمة العلمية ..

ويفهم لماذا سارت مدينة فاس تحتل المراتب الأولى بين المدن المغربية التي تستهلك فيها وتباع وتوزع فيها الكوكايين على جميع الأصعدة والمستويات ؟؟

وبدأت تتكشف الخيوط الخفية ، كيف أن قيادات محلية وجهوية من حزب الأصالة والمعاصرة أصبحت في ظرف عشر سنوات من أصحاب الملايير والنفوذ الواسع في السياسة والأمن والقضاء ؟؟

فمثلا ، يفهم الآن لماذا البرلماني البامي عن إقليم مولاي يعقوب ،حسن بلمقدم ، أصبح يتمتع بهذا النفوذ الكبير في الأمن وأجهزة النيابة العامة والقضاء بجهة فاس؟؟

لدرجة، أنه وصل به الأمر أنه يدخل للسجن ويخرج منه من يشاء ، وهناك أمثلة عديدة من المواطنين الأبرياء الذين تآمر عليهم وأدخلهم إلى سجن بوركايز بتهمة الإبتزاز المالي.

هذه الحماية التي يحظى القيادي بحزب الأصالة والمعاصرة بجهة الشرق وجدة ،عبد النبي البعيوي من طرف الجهات العليا بالرباط ، لأنه يمثل الواجهة الأمامية واللوبي الذي يدخل الكوكايين إلى المغرب منذ سنوات…

تفاصيل القصة كالتالي، هي أن هناك مواطن مالي يدعى الحاج إبراهيم من أصول مراكشية ووجدية يعتبر من بارونات الكبار لكوكايين بإفريقيا ، بحيث يملك أراضي فلاحية شاسعة بدولة بوليفيا يزرع فيها عشبة الكوكايين ويقوم بتصنيعها في مختبرات غير قانونية وبعد ذلك يصدر آلاف من الأطنان إتجاه العديد من الدول الإفريقية…

ويبدو ، أن مسؤولين كبار بالدولة المغربية إلتقوا بهذا الملياردير المالي عن طريق زوجته المغربية ، والذي مول بالمناسبة كل الحملات الإنتخابية لرئيس الوداد الحالي سعيد الناصري ليصبح برلماني عن حزب الأصالة والمعاصرة..

وعقدوا معه إتفاق بأن يرسل إلى المغرب ما يقارب 40 طن من الكوكايين تقدر ثمنها ب 448 مليون درهم..

وكانت مدينة وجدة هي الوجهة النهائية لهذه الشحنة الضخمة التي إنطلقت من بوليفيا مرورا بكينيا وموريطانيا…

وهنا تكمن أهمية رئيس جهة الشرق وجدة ، عبد النبي البعيوي ، الذي يعتبر الواجهة الأمامية للشبكة التي تتحكم في تجارة وتوزيع الكوكايين بالمغرب.

ولهذا سمح له مرة أخرى بالترشح للإنتخابات البرلمانية رغم وجود حكم قضائي ضده موقوف التنفيذ.

وهنا تتأكد حقيقة أخرى هو أن حزب الأصالة والمعاصرة هو مصدر إنتشار مادة الكوكايين بين أوساط الشعب المغربي بكل طبقاته بالمغرب الفقيرة والمتوسطة والغنية ،، وبالتالي كثرة تجار وبائعي ومروجي هذا النوع من المخدرات الصلبة في كل الأحياء والشوارع بالمدن المغربية الكبرى ..

وان العديد من المستشارين والبرلمانيين بعدد من الجهات والمدن بالمملكة المنتمين لهذا الحزب الإداري أصبحوا بين عشية وضحاها من أصحاب الملايير في ظرف وجيز من الزمن….

وكيف ساروا العديد منهم يتمتعون بهذا النفوذ السياسي والأمني والقضائي الواسع في أجهزة الدولة المغربية ؟؟

وهذا ما يفسر بأن أعضاء في الكتابة الإقليمية لحزب الأصالة والمعاصرة بجهة فاس مثلا ، كالكاتب الإقليمي محمد السليماني رئيس مقاطعة أكدال ، والنائب السابع لعمدة فاس البقالي ،عبد الواحد العواجي لم يتابعوا قضائيا لحد الآن رغم الجرائم التي إرتكبوها طوال هذه السنوات..

ولا عجب ان يكون الأمين العام لحزب البام، الأستاذ عبد اللطيف وهبي هو المحامي الشخصي لرئيس جهة الشرق وجدة ،عبد النبي البعيوي الذي قدم له الطعن القانوني لدى محكمة النقض من أجل وقف الحكم القضائي ضده سنة سجن نافذة والسماح له بخوض الإنتخابات

هذه المحكمة التي يوجد على رأسها كما معلوم ، محمد عبد النبي النبوي ، الرئيس المنتدب للمجلس الأعلى للقضاء..

وهكذا تظهر للوجود الشبكة الخفية للكوكايين الذي تحكم فعليا المملكة المغربية التي يوجد بين أعضاءها الكبار مسؤولين بالجهات العليا وسياسيين من برلمانيين ومستشارين وضباط أمن ونواب وكلاء الملك وقضاة منتشرين في كل الجهات والمدن المغربية.

هذه الحصانة التي يتمتع بها رئيس جهة الشرق وجدة القيادي من حزب الأصالة والمعاصرة هي التي جعلته يؤسس مقاولة كبيرة فازت بصفقات عمومية كبرى تتعلق بالأعمال والخدمات التي تقوم بها بشركة ترامواي ، ومؤخرا حصلت على صفقة الأشغال الجارية حاليا بالميناء الدولي الداخلة. 

للعلم ، أن رأسمال هذه الشركة حصل عليه السيد عبد النبي البعيوي  من الحاج إبراهيم المالي يقدر ب 33 مليون درهم على شكل قرض نقدي كاش ..

يتبع…