.
...على العودة الى المغرب؟
:الفوج الأول
في بداية ستينيات القرن الماضي، غادر الآلاف من المغاربة إلى أروبا، قادمين في أغلبهم من منطقة الريف والشمال المغربيين
وكان هدف هؤلاء المهاجرين الاوائل، الإشتغال في قطاعات عمالية عزف عنها عمال البلاد الأصليين
من بين هده القطاعات، نجد مناجم الفحم الحجري وتطويع الحديد والصلب وكدا مرافق تخص البناء والسكك الحديدية
لم يكن أحد من بين هؤلاء العمال يطمح للبقاء في أروبا أكثر من عقد ونيف، مدة زمنية تسمح له بجمع قدر مالي يستثمره في مشروع فلاحي أو تجاري عند عودته نهائيا إلى بلده الأصل
هدا الجيل الأول من المهاجرين المغاربة الدي قدم جهدا وتضحية لايستهان بهما في إطار أعادة وترميم البنية التحتية لبلدان أروبا التي عانت من الويلات والتدمير أثناء الحرب العالمية الثانية، عمل على إقتناء قطع أرضية بالمغرب بأثمان كانت في المتناول آنداك، ليشيد فوقها منزلا أو إقامة تأويه هو وأسرته لما تدق ساعة العودة النهائية إلى الوطن الأم
إلا أن رياح التجمع العائلي بأروبا أتت بما لم تشتهيه سفن بناء مشروع العودة النهائي لأرض الوطن، حيث التحاق النساء المغربيات بهدا الفوج الأول من المهاجرين وحلول أفواج من الأطفال المزدادين بأروبا حال دون تحقيق هدف العودة إلى البلد الأم وبعثر حسابات رواد الهجرة الاوائل
كل هدا الجيل الدي أصبح اليوم في عداد الشيوخ المتقاعدين يوزع سنوات حياته بين الإقامة بالمغرب ومتابعة علاج أمراضه المزمنة بالبلدان الاروبية
فهم ليسوا مقيمين بالمغرب بصفة نهائية ولا متواجدين بأروبا بطريقة مستقرة.
يطلق عليهم بعض المختصين بشؤون الهجرة صفة واضع المؤخرة على مقعدين
كونهم بنوا منازل بالمغرب في سنوات الرخاء الاروبي، يمنحهم اليوم فرصة قضاء أوقات طويلة مستفيدين من هدا المكسب الثمين
فهم الأكثر ترقبا لفتح حدود المغرب مع البلدان الأروبية كما أنهم من بين المهاجرين الدين أقبلوا بكثرة على تلقي اللقاح ضد كوفيد 19 طامحين من خلال هده العملية القدرة على العودة إلى المغرب للتمتع بما بنوه من منازل
:الفوج الثاني
يتشكل من مهاجرين أتوا في تمانينيات وتسعينيات القرن الماضي إلى أروبا الجنوبية كإيطاليا وإسبانيا على الخصوص، قادمين من مناطق توجد أغلبها في وسط المغرب كبني ملال وخريبكة وجهات أخرى تقع على هوامش المدن المتوسطة بالداخل المغربي
على عكس الشباب المزداد بالمهجر والمنبثق من الجيل الأول للمهاجرين المغاربة والدي لم يعطي إلا اهتماما هامشيا للإستثمار بالمغرب، تبع الفوج الثاني المشار إليه أعلاه نمط تصرف جيل الستينيات وعمل على إدخار جل ماجناه من عمله بالخارج من أجل إستثماره بالمغرب عبر بناء أو إقتناء منازل أو شقق بالبلد الأصل
كل هؤلاء، أكانوا من الجيل الأول أو من الفوج الحديث القدوم إلى أروبا أو دول الخليج، يعبرون اليوم عن قلق وحسرة كبيرة تتعلق بما ستؤول إليه ممتلكاتهم وعقاراتهم أمام الهجوم الواسع الدي تشنه مافيات العقار على مابنوه أو ماإقتنوه بالمغرب
هدا التخوف يشكل دافعاوهاجسا رئيسيا بالنسبة لهؤلاء للرغبة في العودة الى المغرب وما يصاحبها من الرضوخ إلى التيار المروج للقاحات بأروبا
علما أن المواطن الأروبي غير مجبر قانونيا لتلقي هدا اللقاح وأنه يمكنه التحرك بداخل فضاء أروبا، فقط بإجراء تحليل يتبت عدم إصابته بداء الكوفيد 19
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire