samedi 31 juillet 2021

كراء جمهور الرجاء والوداد واتحاد طنجة وشباب الريف الحسيمي

 .

...هو الحل بالنسبة للنشطاء الحقوقيين المغاربة للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين



من شبان ومراهقين ثائرين يتحول الألطراس  الى حيوانات وحشية

بمباركة وعين ميكة من طرف الأمن


سبق لي أن تطرقت الى ظاهرة ألطراس كبريات الفرق الكروية بالمغرب وخاصة إلى الجانب المتعلق بالشعارات والأغاني "الغاضبة والساخطة" على الأوضاع الاجتماعية بالمغرب و"المنددة" بالظلم والحكرة، التي تُرفع فوق مدرجات ملاعب هده الفرق


وسجلت في تدويناتي ومقالاتي كون هده الشعارات مهما كانت غلضتها وشدة لهجتها  لاتعدو  تشكل نوعا من التعبير الدي يطبع غالبا تصرف المراهقين والمراهقات من أجل إثبات شخصيتهم لاأقل ولا أكثر


ربما أن كاتب أو مؤلف هده الشعارات والأغاني الرجاوية يعي جيدا فحوى الرسالة التي يطمح بعثها لمن تهمهم أمور الشباب المهمش والمحكور، إلا أن الغالبية العظمى من مرددي هده الشعارات وهده الاغاني لا يستوعبون البثة مضمونها وبعدها السياسي والاجتماعي بقدر ما يتفاعلون مع اللحن والقافية


بالفعل، لو كان لهؤلاء الشباب إدراك ولو حسي بما تحمله  كلمات أغنية "فبلادي ظلموني" التي تشير بوضوح الى مسؤولية الحكام في إغراق البلاد والعباد في الفقر والحرمان، لكان  لهم تصرف آخر تجاه هدا الظلم لما يكتسحون بالآلاف شوارع وساحات الدار البيضاء وطنجة واكادير والحسيمة...


أغنية فبلادي ظلموني التي تنتهي بالتوسل الى الله من أجل إنصاف المقهورين لاتنسجم بتاتا مع المنطق الدي يحرك الشباب عبر العالم والدي يطبعه الاندفاع وتحدي قوات الأمن والدخول في مواجهات معها.


 حتى في البلدان التي كانت تتسم بأنظمة قمعية وهمجية مثل تونس واليمن وأوكرانيا والسودان، لم يتردد الشباب والمراهقون في رشق الشرطة بالحجارة والقنينات وأشياء أخرى. 


بل منهم من دهب الى قتل القدافي وعلي صالح بأبشع الطرق


اما في المغرب، عشرات الآلاف من أنصار او ألطراس الرجاء الدين دشنوا اغنية فبلادي ظلموني، صنعوا من هدا النشيد مجرد متنفس يشكون من خلاله همومهم الى الله متوسلين اليه أن يساعدهم على الخروج من البؤس والمآسي والمعاناة التي يتخبطون فيها، دون أن يجسدوا على أرض الواقع ارادتهم في التخلص من تناول القرقوبي وحياة الفقر والحكرة 


"  تبدأ فبلادي ظلموني بكلمات " اوه، اوه ،اوه، لمن نشكي حالي، غير للرب العالي، هو اللي داري بحالي" لتنتهي بكلمات ربي توب عليا


كباقي الثائرين المغاربة، ألتراس الفرق الكروية الكبرى واعون بالحدود المسموح لهم بها من طرف المخزن في حقهم في التعبير، ودون أدنى شك، فهم وبمساعدة من مؤطرين تابعين للأجهزة البوليسية التي تخترق الرجاء والوداد وتسير الجامعة المغربية الملكية لكرة القدم، قرروا فرض رقابة على محتوى أغنيتهم فبلادي ظلموني كي لاتتعدى كلماتها ماهو مسموح به من طرف المخزن 


وهم بمجرد مغادرتهم الملاعب يتحولون الى وحوش بشرية وهمج لاعلاقة لهم بما كانوا يتغنون به لما كانوا يشعلون الشموع الاصطناعية ويرفعون شارات النصر


تصبح هده الجماهير بالشارع العام واقعا مخالفا للدي كان يطبع تصرفاتها داخل الملعب، فتشرع في أعمال الشعب والعنف وتكسير السيارات وممتلكات المواطنين، تحت مرآى قوات الأمن 


هؤلاء الشباب والمراهقون جلهم يأتي من الأحياء الفقيرة ويجتهد طول الاسبوع أو الشهر لتوفير ثمن تذكرة الملعب إما عن طريق إرهاب أمه او أخته التي تشتغل أو تمتهن أنشطة مختلفة تمنحها كسب مايمكنها من شراء الملابس والآيباد لتسجيل تيك توكاتها التي تتبادلها مع الفتيات الاخريات او مع اولاد الفشوش مغاربة كانوا ام خليجيين


هدا الشباب يعيش في عالم من خيال ويعمل جاهدا عبر الرجاء او الوداد او اليوتوب، والتويتر والتيكتوك وانستاغرام، على الفرار الظرفي من واقع الميزيريا الدي يعيشها وينفي بكل الوسائل على نفسه غرقه فيها 


لايهتم مآت الآلاف من الشباب الكرويين بمصير المعتقلين السياسيين، او بأنشطة الحراكات المطلبية او الحقوقية كيفما كان نوعها وشكلها ومضمونها


عدد كبير منهم يكون "سعيدا" لما يوفر مايمكنه من شراء نصيبه اليومي من غبرة او قرقوبي ومن لم يستطع لدلك سبيلا، يبقى همه مختزلا في إيجاد سيليسيون او شم مايخرج من شاكما السيارة او الموتور


الا ان هدا الشباب، ولو توفر له التأطير الثوري المحكم وتم استقطابه من طرف مناضلي النهج الكسالى والفصائل البورجوازية الصغيرة المغنية بالثورة الحمراء ، لأصبح كما تحولت قديما الجماهير الصينية الخانعة والمطيعة والمخدرة من طرف نظام الإقطاع الدي طحنته ثورة ماو تسي تونغ، الى أبطال لايمكن لأي نظام قهرهم وتطويعهم


هدا هو التحدي المطروح على من يتبجحون بالنضال والعمل على قلب نظام الحكم بالمغرب





Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Elections communales annulées à...