.
...طبيعية، هده المرة
سبق لناصر الزفزافي ان زار اكثر من مرة والدته المريضة في الماضي ليتفقد حالتها الصحية، وأيضا والده، دون أن تحظى هده الزيارات بنفس الزخم الدي حظيت به زيارته الأخيرة لحضور جنازة والده
بالفعل،قبل سنتين، وبطلب منه، سمحت مديرية سجن طنجة للمعتقل السياسي ناصر الزفزافي بزيارة والدته المصابة بمرض السرطان لما خضعت السيدة زليخة لعملية جراحية
كما سمحت يوم التاسع من ماي 2025, مديرية السجون، ودائما بطلب من السجين الزفزافي، بمغادرة هدا الأخير سجن طنجة لزيارة والده الدي كان يرقد بمصحة بالحسيمة، وسط حراسة مشددة
إلا أنه أثناء هاتين الزيارتين- الأولى لأمه والثانية لوالده- لم يقم ناصر الزفزافي بأي نشاط عبر من خلاله عن قناعاته ومواقفه السياسية
مايتناقض تماما مع الخطاب الدي وجههه امس البارحة من على سطح منزل العائلة لما حل بالحسيمة للمشاركة في تأبين المتوفى عزي احمد
حيث سمح هده المرة لناصر، على خلاف المرات الماضية، بالتوجه بطلاقة للجماهير المحتشدة في هده المناسبة الأليمة
لاشك في كون ماقاله ناصر في خطابه هده المرة يحمل محتوى دات طبيعة سياسية لايمكن انكارها من أي احد، لما قال بأن المغرب الموحد من شرقه لغربه و شماله لجنوبه، بريفه وصحرائه، يشكل ثابتا مترسخا لدى الزفزافي وعند الشعب المغربي قاطبة
بمعنى ان المجموعة التي أطلقت على نفسها اسم "الحزب الوطني الريفي" بدعم من الجزائر، لاتمثل الا نفسها وان جبهة البوليساريو والجزائر لن تنالا من عزيمة المغاربة في الدفاع عن وحدة وطنهم وترابهم
وكرر الزفزافي اربع مرات مصطلح "الوطن" كما أثنى على مديرية السجون بالشكر لسماحها له بالتوجه إلى الحسيمة للمشاركة في مراسيم دفن والده
هدا الخطاب الدي أدلى به الزفزافي لايمكن اعتباره بريئا، بل، وبدون أدنى شك، نال موافقة المسؤولين السياسيين الساميين داخل دوائر البلاد
وهو بمثابة طلب عفو له بطريقة جد واضحة من طرف من يهمه امر هدا الطلب
حيث أن ناصر الزفزافي أراد إبعاد كل الشبهات الانفصالية عن نفسه وعن حراك الريف، تلك التهمة التي الصقتها به كل القيادات الحزبية الممثلة في البرلمان سنة 2018
كما أن ناصر الزفزافي قدم بهده المناسبة خدمة جليلة للدولة المغربية باستنكاره لمحاولة الجزائر الهادفة لفصل الريف عن باقي الأراضي المغربية، مؤكدا في هده المناسبة على الدور الدي يسعى مستقبلا لعبه سياسيا بالمغرب
ولن نكون بعيدين عن الاعتقاد بأن الإفراج عن ناصر الزفزافي ورفاقه سيحل في القريب العاجل، ربما بمناسبة الاحتفاء بدكرى المسيرة الخضراء يوم السادس من نونبر المقبل
كما أنه و في أعقاب هدا الإفراج وبمناسبة انعقاد انتخابات أكتوبر 2026, سيقوم ناصر الزفزافي بإنشاء لائحة تضم اسماء بارزة من المعتقلين الحاليين، أو سينضم، ادا لم يحصل على موافقة بعض من هؤلاء السجناء بخلق حزب أو تنظيم سياسي، إلى لائحة سياسية لحزب سياسي قائم
على اي حال. سيكون المخزن هو الرابح والمنتصر الابرز والأكبر فيما سيحصل ضمن السيناريوهات الحسيمية المحتملة في المستقبل القريب، حيث لن نجد أحدا بعد هده الأحداث المرتقبة ممن سيجرؤون على مطالبة الدولة المغربية بتقديم اعتذار لشباب الحسيمة على مااقترفته هده الدولة من اعمالا شنيعة في حقهم
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire