.
...موت سريري
وانا اتفحص مؤخرا، القنوات البديلة التي تبث على اليوتيوب، أثار انتباهي تسجيل يتناول تشييع جنازة الراحل مصطفى البراهمة، الكاتب العام السابق للحزب اليساري الراديكالي "النهج الديموقراطي"، الدي كان الراحل من بين أبرز مؤسسيه، إلى جانب عبد الله الحريف وحميد أمين وغيرهم ممن تمكنوا من الإفلات من الموت على إثر التعديب الدي عانوا منه على يد زبانية الحسن الثاني ووزيره ادريس البصري، إبان سنوات الجمر والرصاص
شارك في هدا التشييع عشرات من رفاق درب البراهمة القدماء، غير أن حضور الشباب في هده المناسبة الاليمة لم يكن ملحوظا
ردد المشيعون اناشيد نضالية قديمة
من سجلات وارشيفات الحركة الماركسية اللينية المغربية، ورفعوا هتافات وشعارات يعود عهدها إلى أمجاد منظمة إلى الامام الماوية
تجدر الإشارة إلى أن مصطفى البراهمة وكدا الراحل عزيز المنبهي رئيس الاتحاد الوطني لطلبة لطلبة المغرب السابق، عانيا من أمراض لاشك انها انهكت صحتهما خلال السنوات الطويلة التي قضياها داخل مراكز التعديب الفاشي العلوي وفي المدة الطويلة التي عانيا خلالها بسجون الخزي والعار
كان من الواضح أن هدا التشييع لم يعرف زخما كبيرا من حيث مشاركة قيادات وقواعد النهج الديموقراطي، كما غابت عنه جل القيادات الحزبية اليسارية، الجدرية منها والتقليدية
وهدا أمر مريب، غير مفهوم ولا منطقي عدا ادا ربطناه بالخوف الدي يخيم على مكونات اليسار المدجنة والمنبطحة أمام نظام الحكم الديكتاتوري المافيوزي الجاثم على رقاب الشعب المغربي مند اكثر من ستة عقود
تشكل حزب النهج الديموقراطي كمنظمة معارضة للنظام القائم بالمغرب أواخر تسعينيات القرن الماضي قبل أن يتحول إلى حزب سياسي نهاية العقد الثاني من القرن الحالي
اختار النهج، كوريث لمنظمة الى الامام مند نشأته، العمل النضالي العلني مع حرصه على مهادنة النظام الملكي وعدم رفع شعارات الاطاحة به كما كان الأمر إبان نضالات إلى الامام و23 مارس
واستطاع الحزب بشق الأنفس أن يحصل على ترخيص يسمح له بممارسة انشطته السياسية والاجتماعية مع الحرص على عدم التصادم المباشر مع الدولة المغربية
استطاع النهج الديموقراطي أن يخترق صفوف المنظمة المغربية لحقوق الانسان قبل أن يجرها لتصبح تحت وصايته بفضل حنكة حميد امين وخديجة الرياضي وعزيز غالي
لكنه لمن يتمكن لحد الساعة أن يخترق هياكل النقابات العمالية مكتفيا بتواجد محترم داخل العديد من فروع الاتحاد الوطني لطلبة المغرب
ما يجعل من رفعه لشعاره كحزب عمالي وضعا لاينطبق على اختراقه الجد محدود للمعامل والمصانع وباقي هياكل الإنتاج الاخرى
بالرغم من السماح للنهج بمزاولة عمله النضالي الا ان النظام المغربي مافتئ يضع العراقيل تلو الاخرى في طريق تحركاته النضالية
عدم قدرة النهج على مواكبة الحراكات الاجتماعية بالمغرب كحراك الريف وجرادة وزاكورة ونضالات الاساتدة والشباب، يشكل العائق الأساسي أمام انضمام الجماهير الشعبية الواسعة على اختلاف تلاوينها لهدا للحزب، ليبقى اليوم كنادي ينشط بداخله مثقفون لايملكون امتدادا جديا في اوساط الطبقة العاملة والحراكات المطلبية بالمغرب
بخصوص احزاب اليسار الكلاسيكية التي لاتحمل مصطلح اليسار الا تطفلا، أصبحت اليوم فارغة من كل محتوى نضالي جدير بالدكر حيث قبلت عن طواعية تحولها إلى دكاكين سياسية همها الوحيد يكمن في الحصول على حقائب وزارية دون مراعات شكل ولون الاغلبية الحكومية التي يسعى هدا اليسار للعمل بداخلها
الاتحاد الاشتراكي تحت سيطرة ادريس لشكر على كل مرافقه، أصبح اليوم ملحقة للأجهزة الأمنية والبوليسية بعد ان أدار وجهه لكل النضالات الجماهيرية وترك جانبا كل مساهمة تهدف الى تغيير نظام الحكم في المغرب
اليسار الموحد الدي تتزعمه نبيلة منيب أصبح اليوم قزما عقيما لاينتج اي قيمة اضافية داخل المجتمع المغربي، دوره الوحيد والرئيس يكمن في خدمة امينته العامة من أجل الحفاظ على منصبها بالبرلمان الملكي
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire