vendredi 24 octobre 2025

معاهدة الحماية...

  

الفرنسية - الاسبانية


لمحة مقتضبة تتعلق باحتلال المغرب من طرف الاستعمارين الفرنسي والاسباني بتزكية من السلطان العلوي  عبد الحفيظ





تم تسليم مفاتيح المغرب عبر توقيع السلطان عبد الحفيظ معاهدة الحماية مع فرنسا وإسبانيا والدي أسست لتبعية وعمالة للاستعمار لم تتوقف مند 30 مارس 1912 ولا زالت قائمة لحد الساعة


في الوقت الذي يكثر فيه الحديث في وسائل الإعلام الرسمية، وحتى في المقررات الدراسية عن استقلال المغرب من المستعمر الفرنسي، لا تتم الإشارة إلى الكيفية التي حصل بها استعمار البلاد إلا نادرا، وان تم الحديث عن هدا الموضوع، فإنه يحدث دون استحضار خلفيات وطريقة دخول المستعمر إلى البلاد


يوم 30 مارس من سنة 1912، وقع الوزير الفرنسي المفوض

أوجين رينيووالسلطان  عبد الحفيظ على معاهدة فاس (Eugène Regnault)

   والتي تنازل بموجبها هذا الأخير عن سيادة المغرب لصالح فرنسا


 وسميت المعاهدة بـ"معاهدة الحماية" وامتدت هده  الفترة إلى غاية حصول المغرب على استقلاله الشكلي سنة 1956.


جأء إنعقاد مؤتمر الجزيرة الخضراء في سنة 1906 لتقرير مصير المغرب كمستعمرة أوروبية بمشاركة اثنا عشر دولة أوروبية وشارك الرئيس الأمريكي روزفلت كوسيط فيه.


 سنة 1908 تمت مبايعة عبد الحفيظ العلوي سلطانا جديدا على المغرب خلفا للسلطان عبد العزيز.


وفي سنة 1911، اتفق الفرنسيون مع الألمان بشأن المغرب، وتنازلت فرنسا بموجب هذا الاتفاق عن الأراضي المتفق عليها في والكونغو والكاميرون،  مقابل موافقة الألمان على فرض "الحماية" الفرنسية على المغرب.


ورغم أن السلطان عبد الحفيظ بويع بيعة مشروطة بإبعاد الخطر الأجنبي عن المغرب، واسترجاع ما اغتصبه الأجنبي من حدوده، مع تطهير الإدارة المغربية وإحداث مجلس شوري يمثل الأمة والعمل على إلغاء شروط مؤتمر الجزيرة الخضراء التي أعطت للأجانب حق التدخل في شؤون المغرب، إلا أنه وبعد أربعة سنوات من مبايعته سيوقع عقدا للحماية مع فرنسا في مدينة فاس.


نص معاهدة الحماية


تتكون معاهدة الحماية، التي فتحت أبواب المغرب على مصراعيها أمام المستعمر الفرنسي، من تسعة فصول، تتحدث أغلبها عن حماية عرش السلطان، وتفويض صلاحيات واسعة للمسؤولين الفرنسيين.


فصل 1: حكومة الجمهورية الفرنسية اتفقت مع حكومة السلطان الشريف على الإصلاحات الإدارية و القضائية و التربوية و الاقتصادية و المالية و العسكرية التي تعتبرها الحكومة الفرنسية نافعة لتطبيقها في المغرب


فصل 2: صاحب الجلالة الشريفة السلطان يعترف من الآن للحكومة الفرنسية بعد مشاورتها للسلطات المخزنية الحق بانتشار قواتها العسكرية على التراب المغربي كما تعتبرها مهمة للحفاظ على أمن وسلامة المبادلات التجارية و تدبير الشؤون الأمنية على البر و في المياه المغربية


فصل 3: حكومة الجمهورية الفرنسية تتعهد بمساندة صاحب الجلالة الشريفة ضد كل خطر يمس شخصه الشريف أو عرشه أو ما يعرض أمن بلاده للخطر. المساندة تشمل أيضا ولي عهده و سلالته


فصل 4: القرارات التي سيطبقها نظام الحماية يصادق عليها السلطان الشريف باقتراح من الحكومة الفرنسية أو من مفوضيها. هذا يشمل القوانين الجديدة و التعديلات على القوانين الجارية على السواء


فصل 5: المقيم العام هو الوسيط الوحيد بين السلطان والممثلين الدبلوماسيين الأجانب، كما له كل الصلاحيات في ما يخص الأجانب المقيمين بالمملكة الشريفة


فصل 6: المنتدبون الدبلوماسيون و القنصليون الفرنسيون يمثلون الرعايا المغاربة و يدافعون عن المصالح المغربية في الخارج


لا يمكن لصاحب الجلالة الشريفة توقيع أي معاهدة دولية بدون موافقة حكومة الجمهورية الفرنسية


فصل 7: تتعاهد كلى حكومتي الجمهورية الفرنسية و السلطان الشريف على تطبيق الاتفاق المشترك للإصلاح المالي الضروري لضمان مصالح الدائنين للخزينة الشريفة، وكذا للمحافظة على عائدات الخزينة


فصل 8: يتعهد صاحب الجلالة السلطان الشريف ألا يقترض لنفسه أو لغيره مالا عاما أو خاصا دون موافقة الحكومة الفرنسية


فصل 9: هاته المعاهدة تصادق عليها حكومة الجمهورية الفرنسية و ستبعث بها للسلطان الشريف في أسرع وقت ممكن.


تمرد المغاربة ضد المعاهدة


 بعد توقيع الحماية، عاشت مدينة فاس طيلة أيام 17 و18 و19 أبريل 1912، على إيقاع انتفاضة شعبية كبيرة، أوقد شرارتها جنود مغاربة ثاروا في وجه ضباطهم الفرنسيين 


 دشنت  هده المعاهدة بين السلطان العلوي والاستعمار الفرنسي انطلاقة لتمرد شعبي بالمدن وخاصة بالقرى والارياف 


خاصة لما توافد الآلاف من المعمرين على البلاد مستغلين بنود هده الاتفاقية وتواجد الجيش الفرنسي الى جانبهم للإستيلاء التعسفي وبالقوة على اراضي الفلاحين المغاربة وتحويلهم الى يد عاملة لاستغلال هده الاراضي.


انتشرت اعمال التمرد والعصيان ضد حكم السلطان والتعسفات الاستعمارية في جميع أنحاء البلاد لدرجة اصبح فيها النظام المركزي غير قادر على التواجد العسكري والإداري في العديد من ارجاء البلاد التي أطلق عليها الاستعمار إسم "بلاد السيبة 

Pays de l'anarchie ou du désordre"


استمرت اعمال التمرد الى ان برزت بمنطقة الريف سنة 1918حركة مقاومة للاستعمار يقودها الزعيم الامازيغي محمد إبن عبد الكريم الخطابي.


دامت أعمال المقاومة المسلحة بهدا الإقليم الى غاية 1926 وكبد المجاهدون القوات الاسبانية العديد من الهزائم خاصة خلال معركة أنوال الشهيرة التي خسر فيها الاسبان آلاف الجنود ومعدات عسكرية لاتحصى.


أمام هده الصلابة التي عبر عنها اهل الريف في مقاومة الاستعمار والتي اسست لبداية حكم جمهوري فوق تراب المنطقة، تكتل  الاستعماران الاسباني والفرنسي بدعم من السلطان لتوجيه ضربة قاتلة لحركة المقاومة، استعملت خلالها كل انواع السلاح المحرم دوليا بما في دلك أمطار الغازات السامة على العديد من مناطق الريف الآهلة بالسكان


ماادى الى اعتراف الامير محمد إبن الكريم تجنبا للمزيد من ضحايا هده الأسلحة، بهزيمة حركته وتسليم نفسه للاستعمار


بعد هده الهزيمة، تنفس السلطان يوسف  العلوي  الصعداء واستعاد زمام المبادرة عبر ترسيخ وتقوية علاقاته بالمستعمرين 


الى أن برزت بداية ثلاثينات القرن الماضي بالمدن المغربية تنظيمات مدنية عملت على بناء جبهة لمقاومة الاستعمار يقودها مثقفون وأعيان.


في بداية نشأتها عملت هده الجبهة على تجاهل السلطان المغربي محمد الخامس الدي كان قد نصبه الاستعمار الفرنسي تكريسا لهيمنته على البلاد.


الى جانب هده الجبهة، بزغت في مناطق الريف والاطلس والجنوب حركات مقاومة مسلحة دأبت على مواجهة الاستعمار بالحديد والنار من أجل اجباره على الخروج من البلاد


كما ظهرت عدة خلايا مسلحة بالعديد من المدن المغربية تعبأت لتوجيه ضربات موجعة للمستعمر وأدنابه 


عملت التنظيمات السياسية التي خرجت من رحم جبهة العمل الوطني على التواصل مع الحركات المسلحة بجل أنحاء البلاد للتنسيق معها ضمن إستراتيجية وحدوية في مواجهة الاستعمار


مناورات الاستعمار لإجهاض تمرد المغاربة


لم يكن الاستعمار الفرنسي ليغفل هده التحركات المناوئة لتواجده فوق الاراضي المغربية


وبادر هدا الاستعمار الى وضع السلطان الدي لم يكن له أي حضور يدكر ضمن المواجهة، في قلب عملية المقاومة، لما خطط لزيارته الشهيرة لطنجة سنة 1947, التي ألقى من خلالها خطابا مناهضا لوجود الاستعمار بالمغرب


تمكن محمد الخامس من خلال هده المناورة ان يكسب عطف واستقطاب العديد من الاعيان الحزبيين الدين انطوت عليهم هده الخدعة


وزاد المعمر الفرنسي من إبداع اساليبه عبر ارسال السلطان الى منفى مزيف





 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

معاهدة الحماية...

   الفرنسية - الاسبانية لمحة مقتضبة تتعلق باحتلال المغرب من طرف الاستعمارين الفرنسي والاسباني بتزكية من السلطان العلوي  عبد الحفيظ تم تسليم ...