.
... لمادا لا أتضامن مع حميد المهداوي ؟
يبدأ المهداوي عرضه للتسجيل الدي حصل عليه، بتوجيه اعتدار صريح لمحمد عبد النباوي، الرئيس الأول لمحكمة النقض والرئيس المنتدب للمجلس الأعلى للسلطة القضائية ورئيس مجلس إدارة المعهد العالي للقضاء
ماكنت أرغب، يقول المهداوي متوجها إلى عبد النباوي، ان احشر اسمك في هده المادة المؤلمة ولكن هم حشروك، ثانيا انت تمثل مؤسسة نيابة عن جلالة الملك....
الكل يتدكر ماصرح به محمد عبد النباوي أثناء محاكمة حميد المهداوي التي انتهت بادانة الصحفي وحبسه لمدة ثلات سنوات، حيث صرح رئيس النيابة العامة وقتها: "اعتقال ومحاكمة المهداوي لاعلاقة لها بالعمل الصحفي"، مضيفا",المهداوي لم يعتقل بصفته صحفيا وانما بصفته مشاركا، بشكل او بآخر، في الأحداث الأليمة التي شهدتها مدينة الحسيمة" الصيف الماضي
اعتبر، مند ان غادر المهداوي أسوار سجن تيفلت في شهر يوليوز سنة 2020، أن هدا الصحفي الدي لم اقرأ له مقالا مكتوبا، غير تدريجيا خطابه حيث كان يردد باستمرار قبل اعتقاله، ان المغرب ليس بدولة، لينقلب على هدا التوجه ويصبح مخزنيا اكثر من المخزن
في جل خرجاته يعلن المهداوي عن تشبته بالمؤسسة الملكية متجنبا انتقاد مواقفها حتى لما لا تنسجم هده المواقف مع تطلعات الشعب المغربي ورفضه القاطع للتطبيع مع الكيان الصهيوني
تقديس هده المؤسسة من طرف المهداوي ووضعها خارج كل انتقاد او لوم بالرغم من خلطها بين المال والسياسة، في الوقت الدي لايتردد الصحفي في فضح تجاوزات رؤساء احزاب ووزراء، يكشف بالملموس عن الازدواجية التي تطبع خطاب منشط موقع بديل
لايكتفي المهداوي بالابتعاد عن كل ما يتعلق بممارسات الملك في مجالات عدة واحتكاره لكل السلطات ومراكمته لثروات لاتعد ولا تحصى، بل يشمل هدا التمجيد كل المسؤولين الكبار المشرفين على الأجهزة الامنية، كالحموشي والمنصوري وغيرهم
بل اكثر من دلك، يعمل المهداوي على إحاطة هؤلاء المسؤولين بهالة من العفة والشرف تكاد تصل إلى القدسية
التسجيل
قضية التسجيل لاجتماع اللجنة التأديبية وعرضه مم طرف المهداوي أمام الرأي العام تطرح أسئلة عدة
يجب الاعتراف بأن الصحفي المهداوي قام بإنجاز ضخم عبر حصوله على هدا التسجيل الفاضح للمجموعة التي تطلق على نفسها "اللجنة التأديبية" للصحافة، حيث قدم للرأي العام المغربي مايمكنه من خلاله اكتشاف طرق العمل التي تلجأ اليها خلايا الدولة العميقة او المخترقة من طرفها
ماقدمه حميد المهداوي بنشره لتفاصيل اجتماع هده اللجنة لايفضح فقط طرق عملها الشبه سرية والغامضة، بل يبين مدى الأسلوب اللفظي الدنيئ والسافل "الزامل، دين مو " ... وغيرها من الكلمات النابية التي خرجت من الافواه المتعفنة لاعضاء هده اللجنة المخزنية
اقول المخزنية لان جهاز المخزن لايقتصر على التشكيلات الأمنية بمعناها الواسع كالبوليس والدرك والقوات المساعدة والباشاوات والقياد والمقدمية والشيوخ، بل يمتد داخل مؤسسات وهيئات يظن الجمهور انها منبثقة من المجتمع المدني كالاحزاب والنقابات ومنظمات خيرية وثقافية وحتى حقوقية
كل هده الهيئات والتنظيمات التي تظهر وكأنها مستقلة عن الأجهزة الرسمية للمخزن، تم اختراقها مند وقت طويل، خاصة مند بداية مايطلق عليه العهدالجديد، من طرف الدولة العميقة التي زرعت في قلبها وصلبها عناصرها او مخزنت مؤسسيها والمنخرطين بداخلها
مايجعل النظام المغربي نظاما فاشيا او على الأقل في طريقه إلى الفاشية
النقابة الوطنية للصحافة اسوة بجل الاحزاب ومنظمات المجتمع المدني الدي استطاع المخزن تدجينها، اصبحت اليوم مخترقة من طرف عناصر تابعة للدولة العميقة
تفويت التسجيل
من فوت هده التسجيل الدي انجزه أعضاء اللجنة التأديبية لترسيخ مجريات نقاشاتهم، ربما لاستغلالها لاحقا ضد بعضهم البعض ؟
من خلال ماتم نشره في هدا التسجيل يتأكد ان نصب الكاميرا كان بمبادرة من أعضاء هده اللجنة حيث أشار احد الحاضرين إلى ضرورة ايقافها تجنبا لتسريب محتواها للخار
لاشك ان المهداوي لعب دورا استباقيا واستشرافيا ضمن عملية التسريب هده الدي كان على علم مسبق بمكان ووقت انعقادها
هل قام التقني الدي وضع الكاميرا في الحيز المحدد لها بربطها اليكترونيا بجهاز متصل بآلة تسجيل خارجية لنقل مجريات الاجتماع بشكل متزامن، لجهات معينة ام تم نقل التسجيل يدويا من الكاميرا إلى آلة تسجيل أخرى كانت بحوزة التقني قبل تسليمها للجهة المشرفة على هده العملية ؟
ام كان لاحد اعضاء اللجنة دور في تفويت التسجيل للجهات التي طلبت مدها به؟
أم هناك جهات خارجية مرتبطة بأجهزة الاستخبارات الرسمية من خططت لغرض في نفس يعقوب للعملية برمتها ؟
هده التأويلات وهده الاحتمالات ستظل مفتوحة مالم ينجز تحقيق مستقل يضبط كل حيثيات هده القضية
وهل المهداوي طرف في هده اللعبة المدبرة لتصفية حسابات ما، ام هو فقط كومبارس ضمن هده العملية الدي استفاد منها بطريقة موازية
استيعابا منا للطرق التي تستعملها اجهزة الدولة المغربية في قضايا كهده لتحقيق أهداف معينة، من شبه المؤكد ان خبايا هدا الملف ستظل غامضة بل ستدفن كما دفنت قضايا أخرى لازالت لحد الساعة في طي الكثمان
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire