dimanche 23 novembre 2025

ذاكرة الألم وسنوات الجمر:

.

  

 رسالة لمغربي من الولايات المتحدة الأمريكية

...طبعته أحداث 23 مارس 1965





https://bruxellois-surement.blogspot.com/2025/11/aujourdhui-jai-decide-de-rendre-hommage.html 


 

 شهادة طفل من قلب أحداث 23 مارس 1965


من لا يعرف تاريخه لا يستطيع أن يفهم الحاضر ولا أن يبني المستقبل


 والتاريخ، حين يُزوَّر أو تُدفن بعض صفحاته، يصبح جرحًا مفتوحًا في ذاكرة الشعوب.


 من هنا تنبع الحاجة إلى استعادة الشهادات الحية التي تكشف ما عاشه المغاربة خلال فترات القمع والانتهاكات، وعلى رأسها سنوات الجمر والرصاص


لقد أعادني إلى الوراء الأستاذ خليل زكندي، وهو يكتب بصدق ونزاهة عن تلك المرحلة ذكرياته مع أستاذته كريستين زوجة المناضل ابرهام السرفاتي باللغة الفرنسية إلى ذكريات مؤلمة طبعت طفولتي إلى الأبد.


 كنت حينها طفلًا لا يتجاوز العاشرة من العمر، لكني وجدت نفسي داخل واحدة من أكثر اللحظات دموية في تاريخ المغرب المعاصر: أحداث 23 مارس 1965 بالدار البيضاء


في ذلك اليوم المشؤوم، تحولت شوارع المدينة إلى ساحات مطاردة ورصاص. في ساحة السراغنة وشارع الفداء وطريق مديونة وكراج علال وأحياء درب السلطان، كان الناس يفرّون من القمع بينما تسيل الدماء على الإسفلت.


 لم أكن أدرك معنى السياسة أو الاحتجاج، كنت فقط متوجهًا بعفوية للقاء صديق في الدراسة، قبل أن يوقفني منع التجول ويجدني العنف في طريقه


فجأة وجدت نفسي محاصرًا بين أحذية الجنودbrodequins   تنهال على رأسي وظهري دون رحمة.


 حملوني كجسد بلا قيمة ورموني في شاحنة مليئة بالمعتقلين قبل أن أصل إلى المخفر المخيف بدرب البلدية، في الدائرة السابعة


 كانت أصوات المعذبين تخترق الجدران وروائح البول والرطوبة والغائط تخنق الهواء. لم يفهم الطفل الذي كنته ما الذي يحدث، لكن الخوف والألم نقشا نفسيهما على عمق الذاكرة


بعد ساعات من الاحتجاز، خرجت بوجه متورم وجبهة دامية. اخدتني اختي أكبر مني سنًا وزوجها مباشرة إلى مستشفى ابن رشد حتى لا ترى أمي ما أصابني.


 هناك أخبرنا الطبيب الفرنسي بأن القيح الذي تجمع في جبهتي كان قد يجعلني أفقد بصري لو تأخر التدخل الطبي. أتذكر تلك اللحظة جيدًا؛ كانت الحقيقة أكثر قسوة من أن تُخفى على طفل، لكنها كانت جزءًا من واقع عايشه كثيرون من أبناء جيلي في الستينيات


ما زالت تلك التجربة، رغم مرور عقود، جرحًا مفتوحًا لا يندمل.


 ليست مجرد حادثة فردية، بل صورة مكثفة لما عاشته فئات واسعة من المغاربة خلال مرحلة تميّزت بالقمع، وحُجبت تفاصيلها طويلًا عن الوعي العام.


 إن استعادة هذه الذاكرة اليوم ليس رغبة في نبش الماضي بقدر ما هو محاولة لإعادة الاعتبار للضحايا، ولتذكير الأجيال الجديدة بأن الحرية لم تكن يومًا هدية، بل وُلدت من معاناة وآلام


لقد كان جيل الستينيات شاهدًا على واحدة من أقسى مراحل تاريخ المغرب. ومن واجبنا أن نكتب، ونشهد، وننقل الحقيقة كما عشناها، حتى لا تتكرر المآسي، وحتى يبقى التاريخ ملكًا للذاكرة لا لأيدي من يحاولون طمسه أو تزييفه



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

لاقضية تعلو على قضية التهجم على المهداوي

أصبحت قضية اللجنة الاخلاقية للصحافة حديث الساعة والتضامن مع  حميد المهداوي معيارا للتشبث بالدفاع عن حقوق المواطنين وحماية دولة ديموقراطية مث...