.
...قضية الصحراء الغربية
مر هدا الخبر البالغ الأهمية دون أن يولي له المراقبون الدوليون قيمته الاستراتيجية والعسكرية
إنه خبر ترسيم الحدود بين الدولتين الجزائرية والصحراوية الدي اجتمعت لجنتان مشتركتان بين جبهةالبوليساريو
والدولة الجزائية لإنجازه
حسب المعلومات الواردة من الجزائر، تتشكل كلتا اللجنتين من سياسيين على أعلى مستوى وخبراء عسكريين ومدنيين يتمتعون بكفاءات عالية في ميدان ترسيم الحدود
بالتالي، أسفرت هده العملية الدقيقة على إعتراف الدولة الجزائرية بحدود جارتها الصحراوية التي حسب ماورد في البيان الدي نشرته جريدة المجاهد، تمتد من آخر نقطة لمدينة تندوف لتصل إلى المحيط الأطلسي غربا والحدود الموريطانية جنوبا والحدود المغربية شمالا
هدا الترسيم يعد خطوة لاغية وتحديا واضحا لقرار الأمم المتحدة القاضي بتنظيم استفتاء تقرير المصير المنصوص عليه في القرار الأممي الصادر في شهر ماي 1993
بموجب هدا الإعتراف الجزائري بسيادة البوليساريو على كل الأراضي الصحراوية، تعطي الدولة الجزائرية لنفسها الحق، إن طلبت منها جبهة البوليساريو دلك، بالدخول الى مناطق الصحراء الغربية التي تعتبر عازلة بين المغرب والجزائر مند
1993
مالدي دفع الجزائر الى اتخاد قرار يمكن اعتباره كإعلان حرب على الجيش المغربي المتخندق وراء الجدار الرملي العازل؟
القيادة المدنية والعسكرية الجزائرية وصلت إلى قناعة نهائية أن ملف الصحراء لن يجد حلا بين البوليساريو والمغرب الا من خلال مواجهة مسلحة شاملة بين الطرفين، مواجهة تدخل فيها الجزائر طبقا لميثاق الاتحاد الافريقي القاضي بالتزام كل الدول الأعضاء داخل المحفل الإفريقي في الدفاع عن سيادة دولة ممثلة بهدا الاتحاد إن هي تعرضت لغزو او اعتداء من طرف دولة أخرى
كما أن الجزائر وصلت إلى قناعة استوعبت من خلالها أن الدولة المغربية لم تعد تماما معنية بالقرارات الاممية وأنها حسمت أمرها عبر تقوية تواجدها عسكريا واقتصاديا فوق الأراضي الصحراوية
جاءت قناعة الجزائر بهدا المدهب المغربي لما أعلنت الدولة المغربية رفضها القاطع استقبال الوسيط الأممي ستيفان دي ميستورا الدي عينه ريكاردو غوتييريس مبعوثا له من أجل الدفع قدمابالمفاوضات بين طرف النزاع المغربي والصحراوي
الجزائر أصبحت واعية أن الوقت يلعب عسكريا لصالح المغرب، خاصة مع توغل الأمارات والكيان الصهيوني في الرمال الصحراوية ودخول رجل مصر وفرنسا، اللواء المتقاعد خليفة حفتر، على خط المواجهة مع الجزائر
الانتظار طويلا وعقد الآمال على حل ديبلوماسي متفاوض بخصوصه أصبح أمرا غير وارد لدى الجزائر لكثرة التعقيدات التي تعرفها منطقة المغرب الكبير
مادفع وزير الخارجية الجزائري الجديد بالقيام بزيارة إلى مصر من أجل تدارس الأوضاع الساخنة في الحدود الجزائرية الليبية والتهديدات التي يشكلها حفتر على الأراضي الجزائرية في جنوب البلاد
من الواضح أن رمطان العمامرة لم يتوجه إلى مصر خالي الوفاض، حيث أنه مستعد إلى الوقوف بجانب مصر في مواجهتها مع اتيوبيا بخصوص سد النهضة الحبشي
هل نحن اليوم أمام نشوب حرب وشيكة بين المغرب والجزائر. كل المؤشرات تدفع في هدا الإتجاه
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire