.
... وانحاز الى معسكر المسلمين الفاسدين والخبثاء والظالمين؟
اللهم اغفر لقومي، فإنهم لايعلمون
موضوع من المؤكد أن يجلب لي الكثير من الانتقادات خاصة من طرف المسلمين البؤساء والمسحوقين الدين سيقفون وقفة رجل واحد في وجه هدا المقال
وعوض أن يأتوا بما يفيد منطقيا وعلميا لتفنيد ما أسرده على مسامعهم، فسيلجؤون كعادتهم الى ردود أفعال ومواقف تسيطر عليها الغيبيات أو سيتهمونني بالشرك والتدخل في أمور لا يعلمها إلا الله
كما أن منهم من المتشددين من سيدهبون ابعد من دلك ليصفونني بالكفر ويعدونني بنار جهنم خالدا فيها وبئس مصيري
كي لاأظل في تناول الموضوع من جانب العموميات، ولأعقد تعامل المسلمين معه، سأطرح أسئلة منبثقة من واقعنا المعاش
كيف يفسر المسلمون بالمغرب-وليس في المغرب فحسب- الإغتناء الفاحش لبرلمانييهم ووزرائهم ورؤساء جماعاتهم وباقي كبار الموظفين، على حساب الأرملة والعجوز والمريض الدين يقضون يومهم ساجدين راكعين متوسلين في قيامهم وسجودهم للمولى عز وجل كي يخفف من مكاربهم ويرزقهم ما يسدون به رمق جوعهم؟
كيف تظل هده الدعوات وهده الاستغاثات دون استجابة من الله في الوقت الدي تكبر وتتضخم تروات الحكام الظالمين الفاسدين ويتعاظم جاههم ويتزايد بطشهم بالفقراء والمساكين؟
كيف لايستجيب الله لدعاء المظلومة التي هدم منزلها ومنزل عيالها الصغار فوق رأسها من طرف طابور من رجال قوات الأمن يتقدمهم قائد او باشا، وهي رافعة يدها الى السماء طالبة من الله ان يأخد في هؤلاء المأمورين الحق وأن ينصفها ضد تجبرهم؟
بل أكثر من هدا، لما تحاول هده السيدة التي أصبح مآلها الشارع والرصيف، الدفاع عما ظل قائما من جحرها مستعملة يديها النحيفتين، يصبح مصيرها السجن بحجة إهانة موظف عمومي أثناء القيام بمهامه
في القرى والبوادي والأحياء المنسية والمهمشة، يعاني الملايين من المسلمين البسطاء من جبروت ونهب المسلمين الأغنياء النافدين، لأرزاقهم وخيرات بلادهم ويتوجهون بعد كل صلاة بالدعاء لله كي ينصفهم ويقتص ممن ظلموهم، ولا من مجيب
أصبح مشروعا أن يتساءل هؤلاء "أين الله؟" كما تساءل الملك أين الثروة؟
أينك ياإلاه، انت من وعدت عبادك بالعدل والقصاص في الدنيا والآخرة؟
الا ترى او لا تسمع الفقراء والمسحوقين من عبادك وهم رافعين ايديهم الى السماء طالبين منك، جيلا بعد جيل، دلك العدل الدي وعدت به في كتابك الكريم والدي طالما تحدث عنه رسولك المصطفى؟
هل يجب على عبادك المسلمين أن يحدوا حدو الأروبيين المظلومين في القرون الوسطى الدين كانت تعدهم الكنيسة بانتظار يوم القيامة للقصاص ممن أهانوهم وأفقروهم ونكلوا بهم؟
هدا في الوقت الدي يزخر كتابك بعشرات الآيات التي تبشر المظلومين بعدلك ياإلاه في الدنيا قبل الآخرة
سأبسط اكثر فأكثر أسئلتي الموجهة لله
لمادا ياألله سمحت لبنكيران بالفوز بتقاعد سمين وهبه له خليفتك في الأرض وأمير مؤمنينك دون أن تعترض عن هدا الأمر المدان دينيا وأخلاقيا وإنسانيا؟
لمادا لم تعاقب أولائك القضاة الدين أدانوا الزفزافي والريسوني وبوعشرين ولبداحي والعواج....بسنوات طوال من السجن ظلما وعدوانا وغضضت الطرف عن ناهبي خيرات البلاد واموال الشعب؟
يمكنني أن أستمر الى مالا نهاية في طرح أسئلة كهده، وسأتلقى من طوابير الضعفاء والمظلومين نفس الجواب، ألا وهو: "ولا يعلم الغيب إلا الله"، وسأضطر أن أتساءل وأتساءل عما ادا كان الله قد قرر الاصطفاف الى جانب الظالمين والفاسدين ونسي ملايين ضحايا هؤلاء
وأكيد أنني سأموت في يوم من الأيام دون ان أتلقى جوابا مباشرا او غير مباشر مقنعا لي من رب العالمين
وسأظل اسأل الله هل هو معنا نحن المقهورون والمسحوقون؟ ام هو ناصر لمن يقهرون الشيخ والأرملة والمعاق والعاطل عن العمل وملايين المستضعفين
مادا فعلنا نحن المسلمون الضعفاء من كبائر وفواحش ليسلط الله علينا مسلمين طغاة وجبابير لايعرفون للإنسانية سبيلا؟
نحن من نحلم بالتوجه في يوم من الأيام الى الديار المقدسة لأداء مناسك الحج، نحن من نصوم ونصلي التراويح ولا نترك صلاة الصبح تفوتنا؟
إنها مجرد أسئلة والعلم لله، ولا يغير الله بقوم حتى يغيروا مابأنفسهم
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire