.
أملين في المشاركة السياسية ..
بالمغرب
هل سبق لكم ان قراتكم رواية كتبها الرومانسي الإيطالي دينو بوتزاتي والتي تحمل إسم:
صحراء التثار
Le désert des Tartares
اقتبس هدا الكتاب ليصبح فيلما سينمائيا عرف نجاحا كبيرا عند خروجه سنة 1976
القصة تدور رحاها داخل ثكنة عسكرية توجد في صحراء خالية من أي تواجد بشري. ثكنة يقطنها عشرات الجنود ويشرف على تدبيرها ضابط سامي
هدا الضابط قضى في الثكنة عشرات السنين ينتظر خلالها هجوم أعداء وهميين وغير موجودين اسمهم الثتار
واقتنع الضابط بعد مرور السنين ان لهؤلاء الثتار وجود في الصحراء وأنهم يعملون جاهدين للاستعداد للهجوم على الثكنة
وكلما طرأت عاصفة رمل في الصحراء، تحرك الجنود لمواجهة الثتار
الا انه وبعد كل انقشاع غبار العاصفة، يدرك الجنود ومعهم الضابط السامي انه لاوجود في الصحراء لهؤلاء الثتار
بعد عشرات السنين، أتى ضابط شاب الى الثكنة لتعويض الضابط المكلف بتسييرها.
وسلم الضابط الجديد لسابقه أوراق اعتماده للأخد بزمام أمور الثكنة
الا أن الضابط المسن رفض ان يتنازل عن قيادة البناية العسكرية معللا دلك بضرورة تصديه للهجوم الوشيك للثتار
لكن بعد اخد ورد بينه وبين الضابط الجديد، قبل بمغادرة الثكنة، دخل الضابط المقال الى غرفته ليجمع كل ماكان يملكه
من ملابس وحاجياته الخاصة
إلا أنه تأخر كثيرا داخل غرفته، مادفع الضابط الجديد وبعض الجنود الى اقتحام الغرفة
عند دخولهم، وجدوا الضابط الشيخ ملقى على فراشه ميتا واكتشفوا انه انتحر بإطلاق النار على نفسه
ووجدوا أيضا الى جانبه رسالة خطية كتبها الضابط المنتحر يشرح فيها عدم جدوى بقائه على قيد الحياة إن هو لم يقد معركة المواجهة الحتمية ضد الثتار، مؤمنا ان هؤلاء الأعداء الوهميين متربصون بثكنته وينتظرون الفرصة السانحة لاقتحامها بالقوة
بعد اربعين سنة عن هده الاحداث، قدم الى الثكنة ضابط شاب جديد ليعوض الضابط الدي كان قد اخد مكان الضابط المنتحر
وحدثت نفس القصة، اد انتحر الضابط الثاني محتجا عن تعويضه بضابط جديد في الوقت الدي كان مؤمنا بضرورة التصدي لجحافل الثتار الدين لاوجود لهم الا في مخيلة الجنود القاطنين بثكنة صحراء الثتار
هدا بالضبط هو حال المناضلين الشيوخ المهاجرين بفرنساوبلجيكا وهلندة وغيرها من بلدان العالم
مناضلون آمنوا لما كانوا شبابا بالوعود التي قدمت لهم من طرف الدولة المغربية بخصوص مشاركة الجاليات المغربية في الحياة السياسية والمواطنة بالمغرب
ومرت الايام والسنوات والعقود، ونال المصريون والجزائريون والتونسيون والصوماليون المقيمون بالخارج حق التصويت والترشح في الانتخابات التشريعية والبلدية لأقطارهم الأصلية
كما توالت الاقتراعات بالمغرب وتكررت وعود الدولة والأحزاب بمشاركة الدياسبورا المغربية بالخارج على مر العقود دون أن تتحقق التزامات الملك وعباس الفاسي واليوسفي، وجطو الى أن صعد للوزارة الأولى الكاهن عبد الإلاه بنكيران
كان عميل البصري أثناء سنوات الرصاص، أعني صاحب مقولة غرغري او لاتغرغري" قد"صرح لمن أصبحو مناضلوا الخارج شيوخا في المهجر ان
(The game is over)
واللعبة قد انتهت والمشاركة السياسية قد اكل عليها الدهر وشرب
الا أن من كانوا من بين المناضلين المغتربين الدين ينتظرون فرصة الصعود الى البرلمان ظلوا متشبتين بما أصبح وهما وسرابا وما غدا أمرا غير وارد نهائيا في قاموس أولويات الدولة المغربية الفاسدة
كتب شوقي ولحن وغنى محمد عبد الوهاب: انا من ضيع في الأوهام عمرا، نسي التاريخ ام أنسي دكرا
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire