الملك والجزيرة...

 .

...لمادا أوقفت الجزيرة

بث برامجها لاداعة خطاب العرش؟

كما لاحظ الجميع البارحة، قامت قناة الجزيرة القطرية بوقف برامجها فجأة، لتعلن عن بث مباشر لخطاب الملك

 ودلك عن غير عادتها، حيث تكتفي هده القناة بتناول خطاب محمد السادس عبر بث مقاطع صغيرة من كلمته مع تعليق مقتضب عليها من طرف مقدم إخبار الجزيرةاو معلق يقع إستدعاؤه لاحقا

وأعطت الجزيرة لهدا الخطاب طابعا مميزا، حيث أظهرت الملك ونجله وأخاه وهم واقفين ينتظرون بداية النشيد الوطني

وبالفعل، غطت القناة وبدون إنقطاع، مجريات كل هدا الخطاب وما سبقة، حيث أداعت النشيد الوطني بأكمله قبل أن يساعد الضابط العسكري ملكه على الجلوس وينسحب وهو قلق شيئا ما (الضابط) على راحة سيده

لم يسبق لي أن شاهدت على قناة الجزيرة تغطية بهدا المستوى من الإهتمام والوقت المخصص لخطاب قام به رئيس دولة عربية في الماضي

شاءت لي الصدفة أن استمع لهده الكلمة حيث كنت أتابع الأنباء وقتها على الجزيرة ولم اكن أنوي بتاتا تتبع هدا الخطاب على إداعة مغربية، لسبب بسيط يكمن في كوني لاأملك اي سبيل لهده القنوات المغربية

وكنت اظن ،حقيقة، أن محمد السادس سوف لن يظهر على الشاشات بمناسبة عيد العرش تكريسا لقراره القاضي بإلغاء كل الطقوس البيعوية، التي كان البروتوكول الملكي قد أعلن عدم إخراجها كعادته

أكثر من هدا، كنت بداية الأسبوع المنصرم رفعت تحدي على صفحتي بالفيسبوك وجهته للقصر الملكي، تحدي أعترف من خلاله للشعب المغربي بحقه في إبداء الشك في كون الملك لايزال على قيد الحياة إن هو لم يظهر على الشاشات الرسمية ليتلو ويبلور خطابه السنوي كعادته

لاأدري هل صدى هدا التحدي وغيره من التساؤلات المشروعة التي تفضل بها جل المعارضين المقيمين بالخارج، هو  الدي دفع بالقصر، إنطلاقا من منصة فرنسية، للحسم في الموضوع

على أي: تكلم الملك وبصعوبة وتلكئ كبيرين دون أن تغادر عيناه الأوراق التي وضعت أمامه على الطاولة

على غير عادته، ظهر نجله واقفا إلى يمينه وهو يلبس لباسا مغربيا أصيلا على خلاف الخطابات السابقة التي فضلوااثناءها إلباسه زيا أروبيا

 هدا في الوقت الدي وقف الأمير الكسول على يسار أخيه وهو يرتدي لباسا غربيا (أو تركيا)

مادا قال الملك؟

أقر من خلال كلمته بفشل دريع حظيت به مدونة الأسرة التي لم تفي بتعهداتها مند أن صوت عليها البرلمان بتعليمات من الملك سنة 2005

وحمل الملك كعادته مسؤولية هدا الفشل للرجل المغربي العادي أوالمطبق لبنود المدونة، حيث وحسب محمد السادس، لم يستوعب هدا الرجل، أبا أو زوجا أو قاضيا كان، مقتضيات قانون الأسرة

ثمانية  عشرة سنة دهبث سدى دون أن يلتفت الملك ومن يحيط به لهدا الخلل الثقافي الممتزج بدين أمير المؤمنين،  الدي أفشل العمل بهدا النص التشريعي

في نفس السياق، قطع محمد السادس الطريق أمام أفكار ومشاريع كل الحداثيين الدين يتطلعون لإعادة النظر في النصوص القرآنية المتعلقة بالإرث لما قال وكأنه يصف نفسه بالنبي محمد الدي تلقى من ربه الآية الشهيرة القائلة "ياأيها النبيئ، لاتحل ماحرم الله لك.....تبتغي مرضاة ازواجك".  إلا أن سرد هده الآية لم يكن قطعا في محله، حيث أن الزوجة الوحيدة التي أنجبت له طفلين، دهبت إلى حيث لايدري أحدا مكان تواجدها

وكرر للمرة الثالتة، الأسطوانة المتعلقة بكوفيد 19 مشيدا بما قامت به دولته للتصدي للجائحة 

إلى أن جاء الشق المتعلق بالفشل الدريع الدي منيت به إستراتيجية الدباب المخابراتي - الاليكتروني وتجنيد بوريطة وهلال وأخنوش وبنكيران للتلفظ بعبارات نابية ومنحطة في حق الرئيس تبون ووزرائه وشعبه

هنا إعترف محمد السادس بظاهرة الدباب الإليكتروني الفاشل وحث هده الحشرات على التوقف عن سب وقدف المسؤولين الجزائريين والشعب الجزائري الدي وصفه بالأخ الشقيق

إن دل هدا التراجع عن شيئ فإنما يدل عن تدمر محمد السادس من عدم جدوى هده الإستراتيجية السوقية والزنقاوية التي قادها مهرجون يدعون الأكاديمية وإحترام مهنة الإعلام، وعلى رأسهم السليمي صاحب الغريبة المغربية والمهداوي مناصر المولى إسماعيل السفاح، وهلم جرا...

الجزائر التي تعي أن الدولة العلوية التي ارتمت في أحضان الصهيونية، تعيش آخر عهدها، لن تسقط في شبه نقد داتي كهدا لأنها تعرف جيدا طبيعة هدا النظام الجاسوس للإمبريالية والصهيونية

وستستمر في الحفاظ على توازنها وعدم الإنسياق وراء" أبناء الحرام" الدين تسكن خيانة قضايا الأمة جيناتهم

مادا سيكون مصير الدباب الإليكتروني بعد هدا الخطاب. وهل لازال محمد السادس قادرا على التحكم في محيطه الخبيث ؟

الأيام المقبلة ستأتي بالأجوبة على هده التساؤلات