...
...بلجيكا إلى طريق مسدود
كم كان حماس مسلمي بلجيكا كبيرا سنة 1999, لما قررت الحكومة البلجيكية دعم عملية انتخاب هيئة تمثيلية لمسلمي البلاد، ووضعت كل الامكانيات القانونية واللوجيستيكية رهن إشارة النسيج الجمعوي المنظم لهده المهمة
انخرط وقتها في هده العملية كل من يعبر ببلجيكا عن طموحات وانتظارات المسلمين، من مساجد وجمعيات إسلامية وأفراد غير منتمين
انطلقت التحضيرات الهادفة لتجسيد هدا المبتغى على أرض الواقع مايقرب من سنة من النقاشات والترتيبات الضرورية، التقنية منها والتنظيمية، إلى أن حلت الثلاتة ايام التي توافق عليها الجميع من أجل اجراء عملية الاقتراع
فتحت أبواب المدارس البلجيكية في كل ارجاء البلاد لاستقبال الناخبين في جو من الحماس والهدوء وشارك في تلك العملية مايقرب من سبعين الف ناخب من كل الفئات المسلمة، اغلبهم من أصول مغربية
بعد عملية فرز الأصوات، برزت للوجود اسماء الفائزين بالمقاعد السبعة والستين المشكلة للهيئة الممثلة للجمع العام التي بدورها صوتت لتعيين المجلس الإداري او المجلس التنفيذي لمسلمي بلجيكي الدي أصبح المحاور الأساسي والوحيد للسلطات البجيكية في كل مايتعلق بتدبير الشؤون الإدارية لمسلمي بلجيكا
مند البداية، حصل توافق بين المشرفين المسلمين على هده الانتخابات من مساجد وجمعيات والسلطات البلجيكية على الدور المنوط بهده الهيئة المنتخبة، والدي ينحصر في تدبير الشؤون الإدارية لمسلمي البلاد دون الخوض في الأمور الدينية والعقائدية او التشريعية
جاء هدا التحديد لمهمة الهيئة الممثلة لمسلمي بلجيكا لتفادى كل الخلافات التي من شأنها ان تجعل المداهب والثيارات والعرقيات والجنسيات المسلمة المتواجده ببلجيكا في وضعية نزاعات وتناحرات محتملة تتعلق بالتاويل والتفسير والشرح للنصوص الشرعية والدينية
تدخل السلطات الأمنية غداة التصويت للاعتراض على اسماء بعض المنتخبين الدين كانت تحوم حولهم شبهات أمنية كاد ان ينسف نتائج هده العملية برمتها لولا توسط بعض الحكماء المسلمين ممن ساهموا في تفادي هده الإشكالية
وما ان شرعت الهيئة التمثيلية لمسلمي بيلجيكا في مزاولة مهامها حتى برزت خلافات بين أعضائها السبعة عشر، ادت إلى انسحاب رئيس الهيئة من هده المؤسسة، تاركا وراءه أزمة تعلقت خاصة بطموحات وتطلعات مكونات هده الهيئة التموقعية والشخصية لقيادة هدا المجلس
لعبت السلطات المغربية في هده الازمة دورا خبيثا لما استدعت رئيس هده الهيئة غداة توليه منصبه، لزيارة المغرب دون أن يخبر هدا الرئيس باقي أعضاء المجلس التنفيذي بهده المبادرة
ولعب سفير المغرب ببلجيكا وقتها دورا مشبوها في تنظيم هده الزيارة الدي كان الهدف من ورائها استقطاب نور الدين مالوجحموم، رئيس المجلس التمثيلي لمسلمي بلجيكا، وجعله مستجيبا لأهداف وتعليمات الدولة المغربية في ميدان تدبير الشؤون الإسلامية ببلجيكا
بعدها، ومستغلة لهده الأزمة، دخلت السلطات التركية على الخط لتقوية وجودها داخل الهيئة الثمثيلية لمسلمي بلجيكا عبر الدفع بأعضاء المجلس الأتراك للاخد بزمام أمور داخل المؤسسة. مانشب عنه صراع هامشي ساهم في تجميد اعمال هدا المجلس
تدخلت بعدها السلطات البلجيكية سنة 2005 لإخراج هدا المجلس من النفق الدي دخله بفرضها أعضاء لهده الهيئة مقربين من الحزب الاشتراكي البلجيكي لتسيير هدا المجلس
بالإضافة للصراعات التموقعية بين أعضاء المجلس أصبح هدا الاخير يتارجح بين شهية المغرب في الانقضاض عليه بالإضافة إلى الضغط التركي الرسمي من أجل نفس الهدف، دون اغفال الدور الرسمي البلجيكي الهادف لتنصيب عناصر تابعة لاحزاب وطنية على رأس هدا المجلس
ابتداء من 2012, حصل توافق فوقي بين الدولة المغربية والسلطات البلجيكية يهدف إلى وضع هدا المجلس تحت الرعاية والرقابة المغربية، وعينت الدولة المغربية بموافقة السلطات البلجيكية رجلها القوي صالح الشلاوي، العضو المخابراتي المغربي ببلجيكا، على رأس هدا المجلس. خاصة بعد الأحداث الإرهابية التي عاشتها بلجيكا سنة 2016
ح
https://bruxellois-surement.blogspot.com/2014/04/blog-post.html
بالفعل، على إثر هده الهجمات التي خلفت عشرات القتلى ومئات الجرحى الابرياء في صفوف الشعب البلجيكي، طرحت الدولة المغربية نفسها كحليف لبلجيكا في ميدان مكافحة الإرهاب الاسلاماوي، شرط أن تعزز الدولة البلجيكية سيطرة العناصر التابعة للمخابرات المغربية ببلجيكا قبضتها على الهيئة الثمتيلية لمسلمي بلجيكا
وهدا ماحدث مند الانفجارات الاجرامية التي قام بها تنظيم داعش فوق التراب البلجيكي، حيث أصبح صالح الشلاوي الآمر الناهي داخل المجلس التنفيذي لمسلمي بلجيكا، إلى أن برزت داخل هدا المجلس ومن خارجه أيضا تيارات رافضة للهيمنة المغربية
بفضل عمل هده الثيارات المناهضة للتدخلات الخارجية، خاصة المغربية والتركية منها، اقتنعت الحكومة البلجيكية بضرورة العمل على بروز هيئة مستقلة عن القوى الخارجية لبلجيكا وفتحت حوارا مع كل الرافضين لهدا التسلط التركي المغربي، حوارا لازال مستمرا لحد الساعة
لاأحد يستطيع التنبأ بما قد ستؤول اليه الأوضاع بخصوص مستقبل الهيئة الثمتيلية للمسلمين نظرا لاولويات الحكومة الفيديرالية البلجيكية، أولويات تجعل من الاهتمام بموضوع المجلس الممثل لمسلمي بلجيكا موضوعا ثانويا لايحظى باهتمام سلطات البلاد

Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire